بمناسبة لذكرى ثانية لاستشهاد قيثارة الثورة الشهيد عبد الباسط الساروت
بدموع عينيَّ فرحاً باستشهاده وحُزْناً على مفارَقَةِ قيثارةِ الثَّورةِ السوريَّة الشهيد عبد الباسط السَّاروت ولاعَزاء بأمثاله
فللحقِّ أَشْهادٌ وتَحْسَبُهُم قَتْلى
تَرَجَّلْتَ لاوَعْراً تَرَكْتَ ولاسَهْلا= وخُضْتَ فلا سَرْجاً جَفَوْتَ ولاخَيْلا
مَضَيْتَ لسَاحَاتِ الفِداءِ كَرَامَةً = فَكُنْتَ لها روحاً ،وكُنْتَ لَهَا ظِلَّا
وَقَفْتَ مَعَ الأَبْطالِ وِقْفَةَ فَارِسٍ= لِتَهْدرَ كالبُرْكانِ إنْ صًاحَتِ الجُلَّى
ثَبَتَّ بأرْضِ الشَّامِ ،خُضْتَ ملاحِماً=فأجْنِحَةُ العَلْيَاءِ،والنَّسْرُ في الأَعلى
وحِمْصُ بِسَيْفِ ابْنِ الوليدِ تَبارَكَتْ= وصَحْبِ رسولِ اللهِ فيها ولاأَغْلى
وكُنْتَ من الأحْرارِ، نبضَ حَمَاسِهِم= وكُنْتَ بها المِغوارَ ،لاتَعْرِفُ الكَلَّا
وَكُنْتَ صَدَى الثُّوارِ ،والقِطْبَ، والرَّحى =وكُنْتَ لَهَا قَلْبَاَ ،وَكُنْتَ َلَهَاعَقْلا
وَكُنْتَ نَقيبَ القَوْمِ ،سَاروتَ عِزَّةً= وَكُنْتَ لَهَا حِسَّاً ،وَكُنْتَ لهَا أَهْلا
وَكُنْتَ نشيدَ الحَيِّ ،مِزْمارَ جَنَّةٍ=وَكُنْتَ لَهَا نَبْضَاً، وكُنْتَ لَهَا طَوْلا
وَكُنْتَ مَعَ الأَبْرارِ نوراً ،ونُصْرَةً=وَناراً على الباغينَ ،والأسْلَ، والنَّصْلا
وخُضْتَ بِذي الأَهْوالِ، والأرْضُ كاللَّظى= ومن حَوْلِكَ النِّيران قصفاً جَلَا غِلَّا
وَكُنْتَ على الغازينَ بُركانَ ثَوْرةٍ= ورَعْداً بِصَوْتِ الحَقِّ ،بَرْقاً ولاأَجْلى
وأَخْلَصْتَ فالأعْماقُ سَكْبُ سَبيكَةٍ=فأنْتَ الشَّهيدُ الحيُّ ،والفارِسَ الأَوْلى
أبَا جَعْفَرٍ والقَلْبُ يَذرُفُ دَمْعَهُ= وأنتَ بها المِقْدامُ ،والقامةُ المُثْلى
ورابَطْتَ في كُلِّ الثُّغُورِ كَتيبةً= فَكُنْتَ لها أَصْلَاً ،وكُنْتَ بِهَا فَصْلا
فَمَا وَهَنَتْ مِنْكَ الضُّلوعُ بَلِ ازْدَهَتْ= ومانَفَضَتْ حِسَّاً، ولا نَقَضَتْ غَزْلا
وماجَنَحَتْ فِعْلَاً،ولابَرِمَتْ قَوْلاً =وماعَجِبَتْ فَخْرَاً،وَقَدْ بَرِأَتْ حَوْلا
تَجَرَّعْتَ مِنْ مُرِّ الحياةِ عَجَائِبَاً!!= وَخُذلانَ أَقْوامٍ حَسِبْتَهُمُ نُبْلا!!
وأَخْلَصْتَ بِالنَّبْضِ الزَّكِيِّ مُسَدِّدَاً =وَعاهَدْتَ أنْ تَمْضي شَهيدَاً فعِشْ فَضْلا
وَزُفِّي إلى الجَنَّاتِ أُمَّاهُ فارِساً= وَبُلْبُلَها الشَّادي ،وَمُنْشِدَهَا الأحْلى
صَدَقْتَ فَلَقَّاكَ الإِلهُ مكانَةً= فَللحقِّ أشْهَادٌ ،وتَحْسَبُهُمْ قَتْلى!!!
فَهَذي فَرَاديسُ الجِنانِ تَزَيَّنَتْ=بِمَقْدِمِ ساروتٍ...فَيَا مَرْحَبَاً أَهْلا
بِمَقْدِمِ إخْوانٍ قَضَوْا ،وَأَبيهِمُ= على رِسْلِكُمْ حُبَّاً،ومن فضلِكُمْ مَهْلا
وهَذي رِياضُ الخُلْدِ فاضَتْ عُيُونُها=مِنَ الشَّوْقِ ،والوِلْدانُ تَرْقُبُهُمْ وَصْلا
وَكُنْتَ مَعَ الأحداثِ نِبْراسَ ثَوْرَةٍ = كَريمَاً إذا تحيا ، عظيماً إذا تبلى
وياروعَةَ الأقْدارِ بعدَ رَحيلِكُم= فثورتُنا هاجَتْ بأرْواحِنا بَذْلا
وياثَوْرَةَ الأَحْرارِ طِيبي وزَغْرِدي =فَذا مَرْكَبُ الأبْرارِ قَدَْ زّفَّهُ عَدْلا