بَلِّغْ وَسيماً لعلَّ الرَّكْلَ أيقظَهُ = ذاقَ المهانة في ظلِّ السَّلاطينِ
غَرَّتكَ دُنيا غَوِيٍّ خائنٍ دنِسٍ = فخنتَ دينكَ في حبِّ الملايينِ
ماذا كسبتَ من الدُّنيا وقد تَلِفَتْ = أثمانُ بيعكَ للأوطانِ والدِّينِ
ها أنتَ تُطردُ ملعوناً بلا أملٍ = هنا هناك ومن كلِّ العناوينِ
ضيَّعتَ نفسكَ لادينٌ ولا وطنٌ = قد عدتَ بالخِزيِ من أرضِ الشَّياطينِ
فأين تذهبُ ؟ ها قد صرتَ مُحتقراً = في الغربِ والشرقِ في السّودان والصّينِ
فَطُّومُ تبرأُ منك اليومَ يا ذَنباً = أهدرتَ عِرْضكَ في إثْرِ الملاعينِ
يا ويحَ نَسلِكَ من عارٍ يُلاحقهُ = يُلقي عليه عُوار الذلِّ والشِّينِ
وقفتَ تقذفُ من باب الخؤونِ قَذَى = تُحيِ المثالبَ في أحداثِ صِفِّينِ
كالكلبِ تنبحُ مشدودا لمن غدرُوا = فتطعنُ الحقَّ بين الحين والحينِ
فمِن مفسِّر أحلامٍ إلى عَلَمٍ = يُفتي ليغرسَ عار الكفرِ والهونِ
حتَّى تُيسِّرَ للدَّجال غايتَهُ = فيما يبثُّ فسادَ الحقِّ والبِينِ
بالغتَ في الزَّيْغِ حتّى صرتَ مُفتضحاً = تُرى القذارةُ في فتواك بالعينِ
يا أحمقَ العصرِ يا سِكِّيرَ ما عَصَرُوا = من خِسَّةِ الكفرِ أو من لوثةِ الطِّينِ
أهلكتَ نفسكَ في طيشٍ وفي طمعٍ = فعُدتَ بالخِزْيِ من تلك الميادينِ
دُنياكَ تُدفنُ في غيظِ الأمير وفي = تلكَ المهازلِ تذوي عزَّةُ الدِّينِ
فاطعنْ فؤادَكَ تسلمْ من قذارتِهِ = العارُ أبشعُ من حرِّ السَّكاكينِ
إنِّي أراكَ تحثُّ السّيرَ مُنحدِرًا = مصيرُ عيشكَ في دار المجانينِ
ذاكمْ مآلُ الذي تطغى مثالبُه = يهوي إلى القاعِ في الدُّنيا وفي الدِّينِ