"عويمر جبل قرب تدمر، في سفحه حفر المجرمون أخاديد كبيرة قبل يوم المذبحة، ثم حملت جثث الشهداء لتُلقى فيها!! وأصبح الجبل وما يحيط به مناطق محرمة لا يقترب منها أحد".
"عويمرُ" أيها الجبلُ الحبيبُ=ويا قمماً تضمّخها الطيوبُ
مررتُ به، وبي شوقٌ وحبٌ=وخوفٌ أن يحسّ بي الرقيبُ
أقولُ هنا أحَيْبابي فأجثو=كما فعلَ المشوقُ المستريبُ
تركتُ به دموع العين تجري=ولو أنصفتُ قلت: هي النحيبُ
أتذكرُ "يا عويمرُ" يوم جاؤوا=بأحبابي وقد برزتْ نُيوبُ
وحُدّدتِ المخالبُ، واستبانت=ضغائنهم، وأججها اللهيبُ
رَموهم بالسفوح، وهم ذُراها=فمُزّقتِ الحَنايا والقلوبُ
فكم من قمةٍ كانوا عليها=تطاولُ ألفَ نجم لا يغيبُ
فمعذرةَ الثريا والعوالي=قريبٌ حدُّهم منها قريبُ
فأحبابي النجوم، وأيّ نجمٍ=تُرى، قد ضمّه الجدث الرطيبُ
أتدمرُ! يا جناناً في الصحارى=بهم أورقتِ واخضلَّ الكثيبُ
يعاتبني، وبي همٌّ وغمٌ=على الأحزانِ ذو عقل أريبُ
وأُقسم إنّ حزني في ازديادٍ=وعيشي بعدهم أبداً كئيبُ
فلستُ أذوق للأفراح طعماً=وكيف العيشُ بعدهم يطيبُ
أتعجبُ من همومي واكتئابي=لعمركَ، فالسرورُ هو العجيبُ