جوُّ القصيدة :
الفتيةُ في بلدي مطاردون , حتّى الأطفال الرّضّع في حِجر أمّهاتهم مُستَهدفون , والنّساء والشّيوخ لنيوب الوحش موقوفون !
كلُّ ما في بلدي – في عُرْف العدوِّ المحتلّ - فريسةٌ اصطادوها , وهم عليها متكالبون , لا أمن , لا طمأنينة , لا هدوء !
فمتى وكيف وأين تكون النّجاة ؟! ولا سبيل , يا قومَنا , إلاّ سبيل القرآن , وطاعة الدّيان !!
الطّيرُ بأرضي في شوقٍ= يرنو لطوافٍ في الحَرَمِ
ليعيشَ زماناَ في أمْنٍ=وتـقــرَّ عـيـونٌ بالـرّحِـمِ
فهناك الطّيرُ بلا فــزَعٍ=يحيا في السّاح وفي القِـمَمِ
يحـيا في روضـةِ أنـــوارٍ= وسـلامٍ يزخــرُ بالـنِّعَــــمِ
فـطعـامٌ يُـنْـثـَرُ فـي حُـبٍّ=وشرابٌ يشفـي من سقَــــم
وحجـيـجُ الـبـيـتِ له خِـلٌّ= يلـقـاهُ بــوُدٍّ مُـنـسَـجِــــــــمِ
يا طِيبَ العيشِ إذا انسجمَتْ=أرواحُ الـخلْـقِ, فلم تَـهِـمِ
* * *=* * *
لكـنّ طـيـورَكِ , يا بلـدي= كطـريـدِ غَـشـومٍ مُـقـتَحِـــــمِ
فـدخـيـلٌ جـاء يـطـاردُهـــا= يرمـــــي بالـمـوت وبالـنّـِقَــمِ
فـتظلُّ طيـورُك في فــزَعٍ= لا تأمــنُ حـتّـى في الحُـلُــــمِ
ويظـلُّ الـغـدرُ يلاحـقُـهـــا= يرمـيهــا ظُلْـمـاً بالحِـمَـــــــــمِ
* * *=* * *
ما ذَنْبُ طيورٍ قد عاشـتْ=في هـذا الـرّوض مِن الـقِـــدَمِ ؟!
قـد غـنّـتْ لـلـدّنـيـا لـحـنـاً= زكّــاهُ الــبـارئُ لـلـنَّسَـــــــــمِ
لحناً لو يسمـعُـهُ الـبـاغـي=لـشـفـاهُ الـلـهُ مـن الـقَـــــــــرَمِ
لكنَّ الـباغــيَ في صـمَــمٍ=لا يسـمـعُ أصـواتَ الـقِــيَــــــمِ
وكأنَّ طـيـورَكِ , يا بـلـدي=تخـلـــو مـن نـســـرٍ أو رَخَــــمِ ؟!
* * *=* * *
لا شـيءَ يعـيـدُ لهـا أمـنــاً=ويُـجـدّدُ عـهـدَ الـمـعـتـصــــــمِ
إلاّ أن تـأخـذ قـوّتَـهـــــــــا= مـن ربِّ الـكـون الـمـنـتـقـــــــمِ
يا ربّـي , ألهـمْهـا رُشْـداً=وطـريـقَ الـنّـصر عـلى الخَصِــم
وامْنحهـا , يا ربّـي , أمـناً=كأمـانِ حَـمـامٍ فـي الحَــــــــرَمِ