آهِ يا أُمَّتي إليك انتمائي = رغمَ ما في بنيكِ من إزراءِ
جانبوا الشرعَ ، وارتضوا بالدنايا = فتهاووا على شفيرِ العفاءِ
رغمَ هذا التهافُتِ المُـرِّ يكوي = كلَّ قلبٍ بجمرةِ اللأواءِ
رغمَ فأسِ الطغاةِ صرَّمت الأمنَ = بأرجاءِ أرضِكِ الفيحاءِ
رغمَ حقدِ الأوباشِ تنهشُ نهشًا = مازرعنا على حقولِ الإخاءِ
آهِ يا أمتي بصدري أزيزٌ = من لهيبِ المصيبةِ الخرساءِ
وأنينٌ يحثو لظاهُ شقاءً = ماعهدْناه في بغيضِ الشقاءِ
وأُوارٌ تشوي هواجرُه اليومَ = قلوبًا في الصُّبحِ والإمساءِ
والغوادي ــ وا بؤسَنا ــ هامياتٌ = بالمآسي من زفرةِ الطَّخياءِ
* * * = * * *
لستُ أبكي على الطغاةِ إذا ما = داهمتْهم أقدارُ ربِّ السماءِ
أنا ما قلتُ : لو ، وحسبي يقيني = بصريحٍ وليس بالإيماءِ
قد أتانا من المهيمنِ يحكي = لأولي الصًَّبرِ ما بسِفرِ القضاءِ
يمهلُ اللهُ مَنْ عصاهُ بظلمٍ = ويفي ــ جلَّ ــ للقلوبِ الظِّماءِ
وعدُه الحقُّ لم يُصرِّمْهُ مطلٌ = في حسابِ الجُناةِ والسُّفهاءِ
إنَّما حسرتي وطولُ اكتئابي = كان في مجدِ أمتي المتنائي
طحنتْها الأرزاءُ في كلِّ أرضٍ = ورمتْها ضراوةُ الأقوياءِ !!
وسقتْها يـدُ المكارهِ كأسًا = من مرارِ الخيانةِ البلهاءِ
وبنوها ... العقوقُ حالُ بنيها = بينَ فظٍّ وعاجزٍ في اللقاءِ
دوَّخوها بألفِ ألفِ شعارٍ = ورموها بألفِ ألفِ بلاءِ
ولكم رشَّحوا لنيلِ علاها = جحفلاً من هواةِ حبِّ الغناءِ !!
وتراهم ــ وللسفاهةِ فيهم = عنفوانٌ ــ رموا ثيابَ الحياءِ
فازدروا شمسَ عزِّها ، وتناسوا= ماحبانا به هُدَى الأنبياءِ
وأماطوا اللثامَ عن قُبحِ وجهٍ = مشمخرٍّ بالكِبرِ والإيذاءِ
فأتاهم من حيثُ ضلُّوا عدوٌّ = أمطرَ الأرضَ من يـدِ البأساءِ !!
والصَّناديدُ ــ ويحهم ــ أين ولُّوا ؟! = والنَّشامى عن حومةِ الهيجاءِ !!
والشِّعاراتُ ــ ويلهم ــ أكبروها = رغمَ زيفِ ابتذالها والهُراءِ !!
* * *= * * *
ويكِ !! يا أمَّتي عذرتُكِ إنِّي = أجدُ الهزءَ في اندياحِ البكاءِ !!
ويكِ فالدَّمعُ في محاجرِكِ اليومَ = مشوبٌ بدفقِ سيلِ الدِّماءِ
طالما قد ضحكتِ من قهقهاتٍ = تتعالى في الليلةِ الحمراءِ !!
أيُّها السَّادرون في الغيِّ تيهًا = ماتروَّوا في غمرةِ الأنباءِ !!
إنَّها الأمة الجريحةُ هبَّتْ = لم تساومْ على كريمِ الإباءِ
جرَّدتْ سيفَها الذي ليس يُطوَى = في غمادٍ ، ولا يني في فداءِ
وأشاحتْ عن زيفِ كلِّ سفيهٍ = مالأَ الكفرَ ، وانثنى بازدراءِ
والمغاني رغمَ الظلامِ استنارتْ = بهُدَى اللهِ لابزيفِ انتماءِ
ربَّ ضرَّاء نكبةٍ أعقبتْها = طالعةُ الفتحِ من دجى الضَّراءِ
ورياحُ التَّغييرِ هبَّتْ تواتي = صحوةَ الناسِ لاهوى الزُّعماءِ
قد كفرنا بكلِّ رأيٍ دخيلٍ = ومججْنا بلادةَ الجبناءِ
وتنادتْ هذي الجموعُ لأمرٍ = لم يروا غيرَه لرفعِ اللواءِ
فبغيرِ الإسلامِ ضلَّتْ خطانا = وانثنينا عن مسلكِ العلياءِ
فدعوها تحكِّم الشرعَ نهجًا = فالخلاصُ الخلاصُ في السَّمحاءِ
هكذا فطرةُ الخليقةِ تروي = وسواها سفاهةُ الأغبياءِ
هكذا الأمرُ في المشيئةِ ينفي = مايشاءُ الكفَّارُ في الغبراءِ
والإراداتُ كلُّها لتبارٍ = ولخزيٍ لأهلِها وانزواءِ
وستبقى إرادةُ اللهِ ــ جلَّ اللهُ ــ = حكما في صبحِنا والمساءِ