رغمَ طوقِ الأسى المعربدِ يُدمي = مِعصمَ الفخرِ بالمثاني العِذابِ
لم أزل أكسرُ القيودَ صبورًا = بينَ لذعِ الأذى وعضِّ النَّابِ
ماتوانيتُ والعواصفُ تعوي = دونَ أغلى تطلُّعي و وِثابي
ربِّيَ اللهُ والعقيدةُ زادي = ويقيني بالفتحِ يطرقُ بابي
يدفعُ الكربَ نورُه ، فيُولي = عن حنايا الجوى ، وزهوِ الخطابِ
فالعدوُّ اللدودُ يذبحُ قومي = بمُدى كلِّ حاقدٍ مرتابِ
والقُوى العُظمى مكرُها ماتوانى = بين نارِ التهديدِ والإرهابِ
إنَّما شأنُها مَهينٌ إذا ما = ركلتْها شريعةُ الوهَّابِ
في جهادٍ يعيدُ وجهَ شموخٍ = قد تغشَّتْهُ وطأةُ الأوصابِ
وانعتاقٍ عن المخازي ، وسعيٍ = بخطانا الشَّديدةِ الإدآبِ
قد مشينا وللمكارهِ صُبْرٌ = إذْ عناهم نداءُ أغلى كتابِ
ماتخلَّوا عن الشريعةِ جلَّتْ = منذُ عهدِ النبيِّ والأصحابِ
نرفضُ الضَّيمَ ، لانبالي إذا ما = دلهمَ الخطبُ عابسًا في الروابي
أيُّها المؤمنون باللهِ ربًّا = لاتخافوا سواه في الأربابِ
كلُّها تفنى والحقيقةُ تبقى = كبقاءِ الآمادِ والأحقابِ