صدّام حسين
"كُُتبت هذه القصيدة يوم عيد الأضحى يوم دخوله مقصورة المجد
وتبوئه مقعده بين النجوم ..."
جبلٌ وإن قال اللّئام تهدّما
مازال في ساح البطولة قائما
إن كان قد سكن الثّرى فإباؤه
مازال نبراساً تصافحه السّما
صدّام يا ليث العروبة لم تزل
ملكاً وباقي الحاكمين هم الدّمى
مازلت في تأريخنا نجماً بدا
فأضاء وجهاً للعروبةِ مظلما
مازلت في أفواهنا أنشودة
يحلو النّشيد بها وينطفئ الظّما
مازلت رمزاً للشّموخ وللإبا
ومنارةً للثّائرين ومُلهما
باع الملوكُ بلادَهم وشعوبَهم
ومضوا على درب الخنوع تشرذما
إلّاكَ أنت أبيت أن تستسلما
وأبيت إلّا أن تموت معظّما
فاهنأ بموتك ياحبيبُ فلن ترى
من بعده وجهاً قبيحاً أشأما
شنقوك في الأعلى وصاروا أسفلاً
وعلى رؤوسهِمُ حذاؤك قد سما
والموت مقدور فإمّا أن تمت
ذلّاً وإمّا أن تموت مكرّمــا
فاخترت يا صدّامُ موتاً عالياً
وتركت للأنذال عيشاً راغما
لمّا أبيت حفرت اِسمك خالداً
وجعلت موتك للمعالي سُلّما
فاستقبلتك من السّماء نجومها
والبدر مدّ لك اليدين مُسلّما
والمجد افرد صفحة في سِفره
لتكون يا صدّامُ فيها مَعلما
والكبرياء غدت تفاخر أنّها
ضمّتكَ عضواً في سماها دائما
صدّامُ تبكيك القلوبُ حرائقاً
وعيوننا من حزنها ذرفت دما
لكنْ شموخك يوم موتك قد غدا
لقلوبنا في يوم فقدك بلسما
قد كنت كالأسد الهصور مكبّلاً
وزئيره رعبٌ يفتّت أعظما
قد كنت يا صدامُ طوداً شامخا
والمجرم الخوّار كان ملثّما
جاؤوا لموتك كي تقرَّ عيونهم
فسقيتهم بشموخ رأسك علقما
ونطقتها عند الممات شهادة
وقدمت في ثقة تقابل راحما
من ظنّ أنْ يحيا بموتك آمنا
فلقد تعلّق بالأماني واهما
فلسوف يشتعل العراق حرائقاً
ولسوف تغدو للجناة جهنّما
صدامُ يا قمراً بليل عروبتي
ستظلّ صرحاً للكرامة قائما
وسوم: العدد 939