قد جرّني حرفي إلى تلك الظِّبا = لأكون بالعشقِ المحال معذّبَا
لمحَ الفؤادُ ملامحاً لبراءةٍ = فغدا يَهيم تصابيا وتحبُّبَا
لكنّه أملٌ محالٌ في الهوى = فالعيشُ ولَّى والقِوامُ تخرَّبا
ما عادَ يُجدي بوحُ حرفٍ ناعمٍ = حتَّى وإن ذهلَ الحبيبُ وأُعجِبا
فالشِّعرُ فنٌّ والمشاعرُ وِجهة ٌ= قد لا توافقُ ذا المشيبِ إذا صَبَا
يا شيخُ دعكَ من الشّقاوةِ و العمى = قد صرت في الهَرمِ المُهين مُكبْكَبَا
لا ترتضيك صبيَّة تسبي النُّهى = سيفُ المشاعر لا يُعابُ إذا نَبَا
لا تعجلنَّ بفرحةٍ تُبدي الغبا = إن قال إِلفُكَ في خيالك مَرحَبَا
فالنَّاس يُبدونَ البشاشة َطيبة ً= وتكرُّما ولباقةً وتأدُّبا
وإذا قَرِمْتَ إلى المحاسنِ والبَها = فاملأ فراغك طاعةً وتقرُّبَا
واظفرْ بفوزٍ في الورى لا ينتهي = تنعمْ بحسن الطّاهرات على الرُّبَى