أمتي . أمتي تعيشُ بكربٍ = لم تغادرْ أيامَها النَّكباتُ
وبغمٍّ ميدانُه مكفهرٌّ = إنه الضُّرُّ والأذى والشتاتُ
وضياع يزيدُها كلَّ يوم = نكباتٍ إعصارُها الآهاتُ
غفلة أوهنتْ عزائمَ قومٍ = فعراها الإسفافُ والترهاتُ
وكواها جمرُ النوازل حتى = قد تولتْها بالتبابِ الحياةُ
وتردَّى أبناؤُها في مهاوٍ = إذ توارى يومَ النداءِ الحُداةُ
لم تؤلِّفْ قلوبَهم بيِّناتٌ = ومن الله جاءت البيِّناتُ
بهُدى شرعةِ الكريمِ تآخوا = ولفضلٍ حثَّتْهُمُ الآياتُ
إنما المؤمنون إخوةُ دربٍ = لم تنل}هم في الصحبةِ الآفاتُ
وعلى الحق والمآثرِ عاشت = في سلوكِ الأبرارِ تلك الصفاتُ
لم يكونوا من الذين أضاعوا = نورَ إيمانهم طواهُ السُّباتُ
باليقين استنارتْ الأنفُسُ الظمأى . = . لنورٍ مدارُه السُّوراتُ
وأنابوا في كلِّ حالٍ إلى الله . = . فذكرٌ لربهم وصَلاتُ
فهو البارئُ القريبُ فَظُنَّنْ =خيرَ ظنٍّ فلن تطولَ الأذاةُ
فلقد آتانا الرسولُ بيانًا = أجملتْهُ في المصحفِ الحُجُراتُ
فافتقارٌ إلى الله كفانا = إنْ ألمَّتْ في عيشنا الكُرُباتُ
والتجاءٌ إليه جلَّ ستأتي =في ليالي حصارِنا النَّجداتُ
أترى للمستضعفين فلاحا = بعدما عربد البغاةُ الطغاةُ ؟
الأماني العِذابُ باتت سرابا = طمسَ الهمُّ زهوَها والشَّتاتُ
فأناخوا عن المسير قعودا = جمعتْهم في ركنها اللذَّاتُ
فتلاشت في سعيهم خُطُواتٌ = واضمحلتْ في الفتنةِ العزماتُ
الأغاني متاعُهم في الليالي = والفجورُ المعهودُ والراقصاتُ
إنَّ دنياهُمُ خلاعةُ قومٍ = ولديهم في وكرِها رغباتُ
أفسدوا الناسَ فالسفاهةُ سهمٌ = قد رمته بفسقها القنواتُ
والملايين والمسلسلُ يأتي = هو في عرفِ لهوِهم عاداتُ
يالها من شراهةٍ في مجونٍ = ونكوصٍ أغنتْهما الموبقاتُ
وإذا القومُ للسفاسف عاشوا = حقبًا واجتالتْهُمُ المغرياتُ
فلهم من يد التَّبابِ انكفاءٌ =وليالٍ آفاتُها المعضلاتُ
أَوَيَرْقَى على المدارجِ مَنْ هُم = في انحطاطٍ تشينُهم سوءاتُ ؟
قد تمادى المضلِّلون فعاثت = بتسامي العقيدةِ الصفعاتُ
غير أنَّ الإسلامَ باقٍ ، والسَّجايا = من مثانيه بعدُ منبجساتُ
فتأمَّلْ تاريخنا في بخارى = يوم جاءت بالنجدةِ الرحماتُ
وتأمَّلْ سودَ الليالي وأيقنْ = أنَّ فجرًا تزفه البشرياتُ
لن ينالَ الإسلامَ مهما رمتنا = بالسهامِ : الفعائلُ المجحفاتُ
إنه الإسلامُ الحنيفُ فأيقنْ = أنَّ أركانَ الدِّينِ ممتنعاتُ
أيضرُّ التوحيدَ طاغٍ أثيمٌ = وقلوبُ الطغاةِ مختلفاتُ !!
قد كفرنا بكل فكرٍ عقيمٍ =زيَّنتْهُ لشعبنا الهلكاتُ
فتدرَّعْ بالحق وامضِ أبيًّا = إن تداعتْ لحربنا الجبهاتُ
وانتظر نصرَك المبينَ من الله =فهذي أنوارُه قادماتُ