شذوُ النَّدى في الشِّرعةِ الغرَّاءِ=مازالَ يحذي سائرَ الأحياءِ
قد فازَ بالسَّبقِ المحمَّلِ بالمنى=للنَّاسِ كلِّ الناسِ في الغبراءِ
هذا هو الإسلامُ دينُ مُحَمَّدٍ=صلَّى عليه اللهُ في الآناءِ
جاءت مناقبُه بأبهى حُلَّةٍ=للعيشِ في أمنٍ بخيرِ رداءِ
وهي المآثرُ عانقتْها عصبةُ=لم تَنْءَ عن جمعيةِ الإحياءِ
هبَّتْ تعيدُ لنا جلالَ تراثِنا=وتشيدُ صرحَ جمالِه الوضَّاءِ
بالوقفِ . إنَّ الوقفَ منهجُ أُمَّةٍ=نسجتْ محاسنَه بطيبِ إخاءِ
فيه الخلاصُ من الشَّقاءِ ، فلم تقمْ=للضَّنكِ قائمةٌ ، وللضَّرَّاءِ
فكفالةُ الأيتامِ عِقدُ محبَّةٍ=يحلو بصدرِ المحسنِ المعطاءِ
وكفالة العلماءِ في إعدادِهم=جندا لهَدْيِ الشِّرعةِ الغرَّاءِ
والوقفُ أبوابٌ : فطوبى للذي=يرعى مصالحَ أهلِها الأنضاءِ
في سقيِ ماءٍ ، أو طباعةِ مصحفٍ=وإغاثةِ الملهوفِ من بلواءِ
ذبحِ الأضاحي ، أو رعايةِ صائمٍ=في شهرِنا المشهودِ بالآلاءِ
بشرى لِمَنْ أجرى الثَّوابَ لنفسِه=واختارَ بابَ الوقفِ للضُّعفاءِ
وجزى الإلهُ بعفوِه وبفضلِه=جمعيةَ الإحياءِ خبرَ جزاءِ
بنت المساجدَ والمعاهدَ ، وارتأتْ=أن تستحثَّ القومَ للإعطاءِ
فلها المشاريعُ التي آفاقُها=عُلويَّةُ الأهدافِ للحنفاءِ
وشعارُها الميمونُ :وقفُك لم يزلْ=أسمى رصيدٍ في غدِ السُّعداءِ
تلقاهُ في الجنَّاتِ قصرًا عامرًا=في ظلِّ رحمةِ بارئِ الأشياءِ
هيهاتَ يدركُها الذي أعمى الهوى=عبثًا بصيرتَه عن العلياءِ
أفنى ليالي عمرِه في غفلةٍ=وأضاعَ فيها مالَه بغباءِ
وأشاحَ عن صوتِ العقيدةِ والهدى=واختارَ سوءَ السَّعي والآراءِ
ونأى عن الصلحاءِ ، عن آفاقِهم=وأناخَ بين مفاسدِ الخلطاءِ
لم يستمعْ لنداءِ جمعياتِنا=في الخيرِ والإحسانِ للفقراءِ
طوبى لها في الخيرِ من جمعيَّةٍ=جدَّتْ لرفعةِ سيرةِ الفضلاءِ
بلجانِها ونشاطِها وبسعيِها=في بيئةِ الإعلامِ والإعلاءِ
ونبوغِها في شأنِ كلِّ فضيلةٍ=محمودةِ الآثارِ في الأرجاءِ
لبَّتْ نداءَ اللهِ في قرآنِه=ونداءَ سُنَّةِ سيِّدِ البطحاءِ
في البِرِّ في الإرشادِ ، في قيم الهدى=في سيرة الأصحابِ والكرماءِ
فهي الدليلُ إلى المعالي شأنُها=شأنُ الهدى في السيرةِ الحسناءِ
بمسيرةٍ في الجودِ تحيي صفحةً=من نيِّراتِ تراثِنا الوضَّاءِ
وبدعوةٍ للجالياتِ جليلةٍ=جاءت بنورِ الشِّرعةِ الغرَّاءِ
للنَّاسِ كلِّ النَّاسِ حيثُ استأنسوا=بكريمِ مافي الدِّينِ من أفياءِ
وبخدمةِ القرآنِ دستورِ الورى=ليعودَ زهوُ المجدِ في النُّصراءِ
حلقاتُه للحفظِ ماهرُها سما=بالحفظِ والترتيلِ في الأبناءِ
وتفكُّرٍ يذكي الحِجى ، وتدبُّرٍ=ينأى عن الأوهامِ في الجهلاءِ
حيَّاكِ ربُّ الخلقِ ياجمعيَّةً=مسراكِ مثلُ الغيمةِ السَّحَّاءِ
تسقين مَن ظمئوا فتلك ربوعُهُم=عادت كوجهِ الجنَّةِ الفيحاءِ
ورجالُكِ الأبرارُ ما أعياهُمُ=مافي دروبِ السَّعيِ من وعثاءِ
هلُّوا وهلَّ الخيرُ في أردانِهم=فوَّاحُه في الأرضِ كالأشذاءِ
يرعاهُمُ الرحمنُ أكفاءً وقد=بِتْنا نريدُ مآثرَ الأكفاءِ