البؤساء
آهِ لو يُدركُ حُكَّـامُ بلادي
مَنْ أكونْ .
آهِ لو هُمْ يُدرِكونْ
لَدَعَوْا لي بالبقاءْ
كلَّ صُبحٍ وَمَساءْ .
أنا مجنونٌ ؟
أجَلْ أدري ،
وأدري أَنَّ أشعاري جُنونْ .
لكِنِ الحُكَّـامُ لَوْلايَ
ولولا هذهِ الأشعارُ ماذا يعملونْ ؟
فإذا لم أكتُبِ الشِعرَ أنا
كيفَ يعيشُ المخبرونْ ؟
وإذا لم أَشْتـمِ الحُكّـامَ
مَنْ يَعتقلونْ ؟
وإذا لم أُعْتَقَـلْ حيّـاً
فمَنْ يَستجوبونْ ؟
وبماذا يُطلِقُ الصوتَ وكيلُ الإدّعـاءْ ؟
وبماذا يا تُرى
يَعملُ أربابُ القضاءْ ؟
وعلى مَنْ يَحكُمونْ ؟
وإذا لم يَسجنوني
فَلِمَنْ تُفْتَـحُ أبوابُ السُّـجونْ ؟!
هؤلاءِ البؤساءْ
هُمْ يَدُ الحُكْمِ
ولولا أنّنِي حَيٌّ لطاروا في الهواءْ !
فأنا أركضُ . .
والمُخبِرُ ، والشرطيُّ ، والسجَّانُ ،
والجَلاّدُ ، والفَرَّاشُ ، والكاتِبُ ،
والحاجِبُ ، والقاضي
ورائي يَركضونْ !
كُلُّهم باسمي أنا يَشتغلونْ .
كُلُّهم من خيرِ شِعري يأكُلونْ !
* * *
آهِ لو يُدركُ حُكَّـامُ بلادي العقلاءْ
آهِ لو هُمْ يُدرِكونْ
أنَّهم لولا جنوني . . عاطلونْ
لَرَمَوا تيجانَهُمْ تحتَ الحذاءْ
وأتَوا من تُهمتي يَعتذِرونْ !
وسوم: العدد 964