مطريات 965

الكتابة الممكنة 

شئتُ أنْ ألعنَ والينا ، فقالوا : 

باعَ للسيّافِ رأسَهْ . 

شئتُ أنْ ألعنَ أمريكا ، فقالوا : 

حَفَرَ المسكين رَمْسَهْ . 

شئتُ أنْ ألعنَ أورُبَّا ، فقالوا : 

دخلَ الشاعرُ حَبْسَهْ . 

ثمَّ لمَّا اشتدَّ يأسي 

شئتُ أنْ ألعنَ نفسي . 

قيل لي : هذا اختصاصُ السيّدِ الوالي 

ولو شاركتَهُ تخدشُ حِسَّهْ ! 

* * * 

لم يَعُدْ لي 

غير أنْ أكتُبَ خِلسَهْ : 

لَعَنَ اللهُ الذي يلعنُ نفسهْ ! 

فقاقيع 

تنتهي الحربُ لدينا دائماً 

إذ تبتدي 

بفقاقيعَ من الأوهامِ ترغو 

فوقَ حَلْقِ المنشدِ : 

" تُمْ تِرَمْ .. اللّهُ اكبرْ 

فوقَ كَيدِ المعتدي " . 

فإذا الميدانُ أسْفَرْ 

لم أجدْ زاويةً سالمةً في جَسَدي 

ووجدتُ القادةَ " الأشرافَ " باعوا 

قِطعةً ثانيةً من بَلَدي 

وأَعَدّوا ما استطاعوا من سباقِ الخيلِ 

و" الشاي المقطّرْ " 

وهو مشروبٌ لدى الأشرافِ معروفٌ 

ومُنكَرْ 

يجعلُ الديكَ حماراً 

وبياضَ العينِ أحمَرْ ! 

* * * 

بَلَدي .. يا بلدي 

شِئتُ أن أكشفَ ما في خَلَدي 

شِئت أن اكتُبَ أكثرْ 

شِئتُ .. لكنْ 

قَطَعَ الوالي يدي 

وأنا أعرِفُ ذنبي 

أنَّني 

حاجتي صارتْ لدى كَلْبٍ 

وما قلتُ له : يا سيِّدي ! 

آه لو يجدي الكلام 

آه لو يجدي الكلام 

الملايينُ على الجوعِ تَنـامْ 

وعلى الخوفِ تَنَـامْ 

وعلى الصمتِ تَنَـامْ . 

والملايينُ التي تُسْـرَقُ من جيبِ النيامْ 

تتهاوى فوقَهُمْ سيلَ بنادِقْ 

ومشانِقْ 

وقراراتِ اتِّهامْ 

كُلَّـما نادَوا بتقطيعِ ذراعَيْ 

كُلِّ سارِقْ 

وبتوفيرِ الطعامْ ! 

* * * 

عِرضُنا يُهتَكُ فوقَ الطُرقاتْ 

وحُماةُ العِرضِ . . أولادُ حَـرَامْ 

نهضوا بعدَ السُبـاتْ 

يفرشونَ البُسُـطَ الحمراءَ 

من فيضِ دمانا 

تحتَ أقدامِ السـلامْ ! 

* * * 

أرضُنا تصغُرُ عاماً بعدَ عامْ 

وحُماةُ الأرضِ . . أبناءُ السماءْ 

عُملاءْ 

لا بِهِمْ زَلْزَلـةُ الأرضِ 

ولا في وَجْهِهِمْ قطرةُ ماءْ 

كُلَّما ضاقتْ بنا الأرضُ 

أفادونا بتوسيعِ الكلامْ 

حولَ جَدوَى القُرْفُصَاءْ 

وأبادوا بعضَنا 

من أجلِ تخفيفِ الزِحامْ 

* * * 

آهِ لو يُجْدِي الكلامْ 

آهِ لو يُجْدِي الكلامْ 

آهِ لو يُجْدِي الكلامْ 

هذه الأمَّـةُ ماتتْ 

. . . والسـلامْ ! 

وسوم: العدد 965