ليس الخلاصُ بنهجِ زيفِ الباطلِ = أبــدًا ولا بمتاعِ دنيا زائلِ
أو في اتِّباعِ بني الهوى من قومنا = من فاسقٍ أو حاقدٍ أو غافلِ
صرمَ الهوانُ يقينَ أمَّتِكم بما = في الذكـرِ من وعْد العزيزِ العادلِ
ولقد فُجعتم بالعدوِّ يسومكم = سوءَ العذابِ فبئسَ غدرُ الـواغلِ
أَوَلَمْ يحذِّرْكم حديثُ نبيِّكم = من أن تكونوا كالغثاءِ الزائلِ !
أيْ أن تكونوا لقمةً لعدوكم = في العيشِ سائغةً بكفِّ القاتلِ !
هاهم عليكم قد تداعوا مارعوا = ذممًـا ولا قيمًـا بزحفٍ هـائلِ !
الروم والفرسُ المجوسُ وخلفهم = قومٌ صهاينةٌ كذئبٍ صـائلِ
والروسُ رسَّ ربي شأنَهم = وأذاقهم مــرَّ العذابِ العاجلِ
أما الفرنجُ وأختُهم أمريكةٌ = فهُمُ العدوُّ ويالَه من قاتلٍ أو خاذلِ
هـم يمسكون زمامَ أمتِكم وهـم = جـرُّوا سفينتَها لخطبٍ نازلِ
قـد أغرقوها بالدماءِ سخينةً = ورموا بصحوتها لليلٍ قابلِ !
ولئن نظرتَ إلى يمينِك لـم تجدْ = إلا يبابَ زمانِ عهدٍ مـاحلِ
وإذا التفتَّ إلى يسارك ويلها = بكت العيونُ على الفخارِ الراحلِ !
والناسُ كالأيتامِ عادَ مثالُهم = يومي إلى حكم اللئيمِ الفاشلِ !
وإذا الرجالُ بكوا فلستُ ألومُهم = من بعدِ مـا أعطوا عطاءَ الباسلِ
الباذلون الروحَ دون شريعةٍ = هي عـزَّةُ الشهم الأبيِّ الثاكلِ !
ما هابَ هذا البأسَ في كفِّ العِدا = أو لانَ يومًـا للأثيمِ الآفـلِ !
يتضافرُ الأعداءُ في حربٍ على = أهـلِ الثباتِ على الطريقِ السَّابلِ
يخشون بارئَهم ، ولمَّـا يرهبوا = بغيَ الجناةِ وعصف ريحِ الوابلِ
والكافرون جميعُهم : ربِّي لهم = في العصرِ بالمرصادِ صبحَ القابلِ
لـن يسلموا هي غضبةٌ حلَّت بهم = وإذا انجلتْ يوما فمـا من حائلِ !
أمسى زمانُ عُتُوِّهم لزوالهم = وأراهُ هُــدَّ على أنينِ الكاهلِ