لا يأس مع الإيمان ، فلا تقنطوا

ربّاهُ ، إنّي بالرّجاء غذوتُ قلبي الموجَعا

حذّرتَ عبدّك من قنوطٍ أن يُحَقّقَ مطمعا

وأمرتَهُ بالصّبر ، إنّ الصّبرَ كان الأنجعا

إنّ الظّلام يزول ، مهما طال فارقب مطلعا

ستُطلّ شمس الحقّ ، تطوي الغاسق المتمنّعا

ويجيء عهد النّور يا (إسلامُ ) يشرق ساطعا

فترى الرّبوع منيرة ، ونراك فيها الأروعا

******

فإليك ،ربّي ،ضارعون ، فهل تردّ الضّارعا ؟!

والقلب يملؤه الرّجاء ،فهل تُخَيّبُ طامعا ؟!

ولدي الحبيب مقيّدٌ في السّجن ، ذاق الأشنعا

هوَ في سبيلك رابضٌ في السّجن يأبى الواقعا

فيهودُ جاسوا في الدّيار وأوقعوا ما أوجعا

والعُرْبُ في عَمَهٍ ، وفي ذلٍّ ، ، وصاروا خرَّعا

والمسلمون مخَدَّرون ، قد استساغوا المهجعا

بل إنّهم نهبُ الضَّياع ، فحكموا المستتبعا

*******

هذي فلسطينٌ تئنّ ، فمن يكون السّامعا ؟!

هذي استغاثاتٌ من الأقصى تهزُّ الهُجّعا

قد حقّ ، يا قومي النفيرُ ، فمَن يكون الدّارعا ؟!

لا عذرَ ، يا قومي ، لكم ، لبّوا ، وكونوا المَفزَعا

هيا فكونوا وحدةً ، لا لا تكونوا شعشَعا

*******

هيا انبذوا متآمراً ،قد خان أمّاً مرضعا

رضيَ الخنا والذّلَ، حتى عقله قد ودّعا

فمضى على أثَر العدوّ ، محققا ما أطمعا

فتراه عينا لليهود ، على الحُماة مجمّعا

قد هيج الأوباش ، حتى لم يراعوا مخدعا

بل لم يراعوا مسجدا ، بل لم يراعوا خشّعا

فكأنّهم جيشُ المغول مفزِّعاً ومرَوِّعا

حتّى الطفولة ما نجت من كيدهم متبرقعا

يا ربّ هذا كيدُهم غشّى الحمى متقنّعا

ظهرت حقيقتهم وبان الوجه أسودَ أسفعا

يا ربّ فارحم ضعفنا ، وأجب دعاءً ضارعا

وانصر حُماةً بأيعوك ، إلى الشّهادة نزّعا

فالبغي جمع جندَهُ ، ويروم فينا المصرعا

والعربُ حولهمُ ، وما يبدون إلاّ خنّعا

وكأنّ أقصانا المقدّسَ ليس يعني المجمعا

فمتى نهوضُ النائمين؟! أبَعدَ خطبٍ أفظعا ؟!

*******

لا تقنطوا ، فالنصّرُ آتٍ ، إن هجرنا المهجعا

والعسر يسرٌ بعدَه إما حملنا المدفعا

هيا نجدّدْ بيعةً لنعيدَ مجداً ضُيعا

يا ربّ وارزقنا الثبات أمام خصمٍ جمعا

لنحرّرَ الأقصى السّليبَ عساهُ يبقى الأرفعا

وكذاك أسْداً في السّجون ، إلى المعامع نزَّعا

فنراهمُ بين الحشود ، وفي المساجد رُكعا

وإلى الجهاد إلى الجهاد ، فإنّ فيه الأنجعا

لا تقنطوا ، فالله مولاكم ، ومولى مَن سعى

وسوم: العدد 972