وبنوها قد هبُّوا جندًا = يرعاهم ربي من نُجُبِ
واللهُ سينصرُهم ، وغدًا = سيكونُ الموعدُ في النقبِ
هوامش :
- صَبَب : منحَدَر للهلاك .
- الحَدَب : الإشفاق عليهم .
- الرُّقب : الأفاعي .
- اللبب : الصدر ، المنحر .
- الحَزِب = الشديد الطاغي .
الوهنُ انهـارَ ولـم يَؤُبِ = والكفرُ تحفَّـزَ للهربِ
والدَّهرُ ودارت دورتُه = فعدوُّ اللهِ لمُنقَلَبِ
قُلْهـا لبني صِهْيَون ومَن = وَالَى الأوغادَ من النُّخَبِ
أقـدارُ البارئِ ماضبةٌ = ومآلُ الكفرِ إلى صَبَبِِ (1)
عِشتُم في الأرضِ أبالسةً = للغدرِ وسوءٍ في الأدبِ
وكفرتُم قبلُ بخالقِكم = والتِّيهُ الشَّاهدُ عن كثبِ
عوقبْتُم فيه لخستكم = ولخٌبثٍ ألأنفُسِ والريبِ
وهجرتُـم نصحَ نبيِّكُمُ = وعصيتُـم ــ تبًّا ــ أمرَ نَبِي
البَــرُّ المشفقُ هارونٌ = وعليكم أقبلَ في حَدَبِ (2)
لكنَّ الغيَّ بأنفسِكم = داعٍ لجحودٍ مــعْ كذبِ
ماذا أبقيتُم من عجبٍ = يدعـو الألبابَ إلى عجبِ !
ولكم رُسُلٌ تترى ولكم = من بارئكم أجلى كُتُبِ
جاءت بالوعظِ ولم تنفع = قـومًا صُمَّـا وأولي لعبِ
بُـؤتُم واللهِ بذلتِكم = وبثوبِ العارِ مع الوصبِ
لَعَنَ الدَّيَّانُ قبائلَكم = ذاتَ الإفسادِ المُنْسَربِ
برحابِ الأرضِ يسومُكُمُ = بأذىً أهلوها في الحقبِ
( وبعصرِ الموعدِ ) يجمعُكم = قــدرُ المولى بينَ العربِ
ففلسطينُ اكتأبتْ منكم = ومغاني الأقصى في غضبِ
في القدسِ وفي حيفا خفقتْ = راياتُ النصرِ المرتقَبِ
وبأرضِ الشامِ وفي يمنٍ = وعراقِ النخوةِ والحسبِ
وبمصر ومغربنا الأقصى = وخليجِ العزةِ للعربِ
وبباكستان وفي دولٍ = هبَّتْ للنصرةِ والغلبِ
وبتركيا تأبى وهنًـا = في عصرِ مُدافعةِ الكذبِ
قُلهـا لبني صهيون لقد = جئنا كالموجِ إلى الطلبِ
قد جئنا نفدي مقدسنا = بدمٍ قد فارَ بلا وصبِ
لنردَّ اليومَ مكانَتَنَا = في عالَـم غــيٍّ مضطربِ
في أمتنا نُخَبٌ هانتْ = يابئسَ الرِّدة في النخبِ
عاثوا واللهِ بأمتنا = بسمومِ العضَّةِ في الرُّقُبِ (3)
فأبو جهلٍ ولَّى قتلا = والثاني موتُ أبي لهبِ
فالأمةُ ويحك أضعفَها = في غفلتنا أهلُ الرتبِ
لكنَّ الصحوةَ مازالتْ = قدرَ الرحمنِ بلا ريبِ
أبشرْ صهيون بعودتنا = واهجرْ مَن يفرحُ باللقبِ
إنا جندٌ لرسالتنا = والقائد فينا خيرُ نـبـي
لم نرضَ بطاغوتٍ أعمى = أو نطوِ الهامَ على الَّلببِ (4)
ومن الأحوازِ كتائبُنا = تتحفزُ طوبى للغلبِ
وعمائمنا لمجاهدنا = من سندسِ أمجادٍ قُشُبِ
لم نقبل يوما مَن رقصوا = أو مالوا بئسَ مع الطربِ
فشريعتنا تأبى نُكرا = وفسادا في ثوبٍ أشبِ !
وهو الإسلامُ سننصرُه = بقويمِ السيرةِ في النُّجُبِ
وبتقوى اللهِ وطاعته = لا بالأهـواءِ وباللعبِ
فالحالُ طمى بالشَّرِّ ولم = نشهدْ من ركبٍ مُنْتَدَبِ
ياربِّ ألا فاحفظْ جيلا = في أُمُّ طاهرةٍ وأبِ
للدعوةِ مازالت نهجًا = لكرامِ الخَلْقِ أولي الحسبِ
وبأُختٍ ربِّ مُحَجَبَةٍ = وأخٍ لسِواها لم يثبِ
فالدعوةُ ياربي دِينٌ = صُنَّاهُ من الظلمِ الحَزِبِ (5)
بالدِّينِ سَتَغْلِبُ أمتُنا = عدوانا في حشدٍ لجبِ
ويهودُ الشَّرِّ وموعدُهم = قد حانَ ورؤيا لـم تخبِ
والناظرُ في أمرِ الدنيا = لحوادثَ فيهـا لم يُرَبِ
ياربِّ فنصرُك نرقبُه = فامننْ ياربِّ على النُّجُبِ