توفي رحمه الله عن قرن هجري في 26-9-2022
رفعت جموع المسلمين أكفها=بتذلل و تضرع و دعاء
الله يرحم شيخنا و إمامنا= و فقيهنا علامة العلماء
قد عاش قرنا من زمان عامر= بالعلم و الإرشاد و الإفتاء
العمر أفناه لخدمة دينه=بتجرد و محبة و عطاء
وسطية الإسلام و هو إمامها= يدعو بها لشريعة سمحاء
لا لليمين أو اليسار و إنما=هو نهج تلك الملة الغراء
علم و فكر دعوة يمضي بها=بتوازن وتكامل بناء
رفض التطرف و التعصب داعيا=للاعتدال بحكمة و ذكاء
قد كان حارس صحوة لشبابنا=كيما تسير نقية بصفاء
كُتبٌ له بالمكتبات وفيرة=فيها الكنوز لخيرة القراء
سل من أفاد بعلمه و بيانه=أعدادهم عَزت على الإحصاء
و صلابة عند الأصول و إنما=عند الفروع مرونة الفقهاء
يزن الأدلة فاحصا و مرجحا=حتى يمحص أفضل الآراء
و أمام غزو الفكر كان كصخرة=صدت سهام الكيد و السفهاء
فقه المقاصد عنده نور به=يزن الأمور بحكمة و جلاء
و لَكَم علا تلك المنابر داعيا=و مؤثرا بالخطبة العصماء
و النصح من قلبٍ حبيبٍ صادقٍ=يسري إلى الأعماق دون عناء
يصف الشريعة حسنها و صلاحها=عبر الزمان أو المكان النائي
فيها الكرامةُ و الحقوقُ مَصونةٌ=للأقوياءِ كذلك الضعفاءِ
فيها العدالة كيف تنشرُ ظلَّها=و بها تُواسَى حاجةُ الفقراءِ
و بها الإرادةُ للشعوبِ عزيزة=في الانتخاب و عند الاستفتاءِ
و بها القضاءُ المستقلُّ ضمانةٌ=أنعم بحكم عدالةٍ و قضاءِ
عرفته ساحات الجهاد مشاركا=و مدافعا عن قبلة الإسراء
أنا عائد أقسمت أني عائد=صارت نشيد الجيل والأبناء
روح الجهاد يبثها في همة=و عزيمة و صلابة و مضاء
و يقول و أقصاه ليت منيتي=تأتي بتلبية ليوم نداء
عرفته أقبية السجون مصابرا=بثباته في عزة و إباء
و يدون الشعر الجميل مواسيا=إخوانه في محنة ظلماء
ديوانه النفحات و اللفحات قد=بلغ المدى بترنم و حداء
نونية بالدمع كُتبت و الدم=سارت بها الركبان في الأرجاء
فضحت أسالبب الطغاة و كِبرهم=من قسوة و تجبر و غباء
سيزول ملكك يا خئون و ينقضي=حكمٌ أتى بالجور و الأهواء
أظننت دعوتنا تموت بضربة=قد خاب ظن الجهل و الغوغاء
سأعيش معتصما بحبل عقيدتي=حتى أموت بعزة و فداء
يا رب خلص مصر من أعدائها=و أعن على الطاغوت أس الداء
و المسلمون القادمون كتابه=ديوان شعر فيه خير رجاء
يا مرشد الدنيا لتهج محمد=لإمامه يهديها للبناء
لك يا إمامي يا أعز معلم=يا حامل المصباح فيه ضيائي
ديوانه أمل يبشر أمتي=بالفجرآتٍ لاح بالأضواء
يارب فاحشره بصحبة أحمدا=و اجعله ياربي مع الشهداء
و اخلفنا فيه الخير في علمائنا=من يحملون أمانتي و لوائي