ليس للظلم في الحياة بقاء = فتمهلْ فللعدوِ الفنــاءُ
فالعدو اللدودُ بات أسيرا = لقضـاءٍ أراده القهـارُ
في يَدَيْ قبضةِ اليقينِ اندياحٌ = إنْ تراءى تثنَّت الغبراءُ
والأعادي وليس يبقى خبيثٌ = إنَّ ربِّي للصَّابرين رجـاءُ
حالفتْهم خطى التعثرِ تُدمي = حين تسعى الفجيعةُ النكراءُ
كفرُهم والعداءُ لله شرٌّ = وسيشوى بناره السفهـاءُ
وبسيفِ الأضغانِ جاؤوا وحوشا = أفْلَتَتْهُمْ بالخسَّةِ الأهـواءُ
وتمادوا فللنفوسِ انحدارٌ = إن تولَّى قيادَها الأشقياءُ
فالحشودُ التي أسالت دماءً = سوف تفنى ولن تهون الدماءُ
كم طوى الدهرُ من قديم طغاةً = وحشودا لمرسليها انتماءُ
لعنةُ اللهِ أدركتْم فبادوا = وطواهم سعيرُها والفناءُ
فإذا غابت الوحوش و ولَّت = عن مغاني بلادِنا التُّعساءُ
يتجلَّى انتقامُ ربِّك فيهم = وبهذا قـد ضجَّتِ الأنباءُ
ليس للمجرمين شأنٌ فَمَقْتٌ = لهُـمُ اليومَ محدقٌ وانكفاءُ
جـلَّ ربي سبحانه من حكيمٍ = إذ رمتْهم بفضله البلواءُ
لن يسودوا وهـم أذلةُ قـومٍ = نبذوهـم ، وللهـداةِ البقاءُ