هَٰذَا السَّلَامُ الّذِي تَبْغُونَ يَا عَرَبُ ؟=فَلَمْلِمُوْا الخِزْيَ حَتَّى تَنْقَضِيْ الحِقَبُ
كَيْفَ السَّلَامُ ؟ وَذَا الأقْصَى يُكَبِّلُهُ=قَيْدٌ مِنَ الذُّلِ وَالأحقَادُ تَلتَهِبُ
كَيْفَ السَّلَامُ ؟ وَها أَهْلِي بِلَا وَطَنٍ=ذَاقُوْا النَّعِيْمَ بِهِ شَهْدَاً وَقَدْ نُكِبُوْا
فَعُصْبَةُ الكُفْرِ آلَتْ أَنْ تُشَتِّتَنَا=فِيْ كُلِّ نَاحِيَةٍ, نَشْكُو وَنَنْتَحِبُ
كُنَّا نَظُنُّكُمُ دِرْعَاً وَمُلتَجَأً=عِنْدَ النَّوَائِبِ إِذْ أَنْتُم لَنَا نُوَبُ
كُنَّا نَظُنُّكُمُ فِيْ لَيْلِنَا شُهُبَاً=تَهْوِي عَلَى الظُّلمِ إِذْ أَنْتُمْ لَهُ شُهُبُ
وَمَزَّقَتْنَا نُيُوْبٌ كَانَ يَدْفَعُهَا=إِلَى المَجَازِرِ غَدرٌ مِنْكُمُ عَجَبُ
حَتَّى سُلَبْنَا فَلَسْطِيْنَ الّتِي كَرُمتْ=بمَهْبَطِ الوَحْي وَالإسْرَاءِ يَا عَرَبُ
وَقَادَةٌ يَدَّعُوْنَ المَجْدَ فِي خُطَبٍ=عَلَى المَنَابِرِ وَالأوْطَانُ تُغْتَصَبُ
لَا يَخْجَلونَ وَحطّيْنٌ لَهُمْ مَثَلٌ=إِذْ خَاضَهَا بَطَلُ الإسْلَامِ يَحْتَسِبُ
لَا يَخْجَلونَ وَهَٰذِي القُدْسُ تُخْبِرُهُمْ=أَنَّ "المُكَبِّرَ" دَرْبٌ لِلأُلِيْ وَثبُوْا
يَكْفِيْ هُرَاءً فَأَهْلُ المَجْدِ قَدْ نَذَرُوا=للهِ عُمْرَهُمُ أَعْظِمْ بِمَا وَهَبُوا
هُمُ النُّسُوْرُ وَكَانَ الكَونُ مَسْرَحَهُمْ=وَأَنْتُمْ كَبُغَاثِ الطّيْرِ يَرْتَعِبُ
هُمُ الجِبَالُ إِذَا مَا مَوْجَةٌ ضَرَبَتْ=مِنْهَا السُّفُوْحَ فَإِنَّ المَوْجَ يَنْقَلِبُ
هُمُ البِحَارُ إِذَا عُدَّتْ مَكَارِمُهُمْ=لَٰكِنَّ مَجْدَكُمُ فِيْ بَحْرِهِمْ حَبَبُ
مَا ضَرَّكُمْ أَنْ تَكُوْنُوا مِثْلَ خَالِدِهِمْ=عِزَّاً وَمَجْدَاً ؟! وَلَٰكِنَّ العُلَا تَعَبُ
قَدْ جَئْتُمُوْنا بسِلْمٍ لَيْسَ يُنْصِفُنَا=مِنَ العُدَاةِ! وَقُلتُمُ: سِلْمُهُمْ ذَهَبُ
يَا خِزْيَكُمْ أَيَكُوْنُ السِلْمُ مَطْلَبَكُمْ=وَالقُدْسُ مَسْرَى رَسُوْلِ اللهِ تُقْتَضَبُ ؟
لَوْ كَانَ فِيْكُمْ صَلَاحُ الدِّيْنِ مَا بَقِيَتْ=أَرْضُ النُّبُوَّةِ فِيْ الأرْجَاسِ تَضْطَرِبُ
لَوْ كَانَ قَادَتَنَا عَمْرُوٌ وَعِكْرِمَةٌ=وَابْنَ الوَلِيْدِ لَعَادَ الحَقُّ وَالسَّلَبُ
لَٰكِنْ دُهِيْنَا بَألقَابٍ مُلَفَّقَةٍ=تَسُوسُ فِي النَّاسِ وَهْيَ الذَّيْلُ وَالذَنَبُ
فَكُلّهُمْ مِنْ عَبِيْدِ الكُفْرِ هَمُّهُمُ=تَنْفِيْذَ أَمْرٍ بِهِ لِلخَصْمِ مُكْتَسَبُ
حَتَّى أتَوْنَا بِسِلْمٍ لِلعِدَا عَجَبٍ=فِيْهِ الضَّيَاعُ لَنَا, وَالمَوتُ وَالنُّوَبُ
وَأَوْهَمُوْنَا بَأنَّ العَجْزَ كَبَّلَنَا=عَنِ النُّهُوْضِ فَلَا عِلْمٌ وَلَا نَشَبُ
تَبَّاً لَهُمْ! نَفَّذُوْا لِلغَرْبِ خِطَّتَهُ=مِنْ خَلْقِ جِيْلٍ بِتِيْهِ الإثْمِ يَغْتَرِبُ
حَتَّى غَدَا الجِيْلُ جِسْمَاً لَيْسَ يَشْغَلُهُ=إِلّا الهَوَى وَجُنُوْنُ الجِنْسِ وَاللَّعِبُ
تَنَكّبُوْا عَنْ كِتَابِ اللهِ وَيْحَهُمُ=وَهْوَ السِّلَاحُ لَنَا وَالمَعْقِلُ الأشبُ
يَا قَوْمُ يَكْفِيْ ضَيَاعَاً فَالفَنَاءُ لَكُمْ=فِيْ خِطّةِ الخَصْمِ إِنْ لَمْ يَنْقَطِعْ سَبَبُ
هَيَّا اسْتَفِيْقُوْا شَبَابَ الجِيْلِ مِنْ عَمَهٍ=فَأَنْتُمُ الدِّرْعُ لِلأوْطَانِ وَالقُضُبُ
هَيَّا فَإنَّ الحِمَى يَا قَوْمُ فِيْ لَهَفٍ=كَيْ يُبْصِرَ النُّوْرَ فَالإشْرَاقُ مُحْتَجَبُ
هَيَّا ارْفَعُوْهُ أَذَانَاً لِلجِهَادِ غَدَاً=إِنَّ الجِهَادَ طَرِيْقُ المَجْدِ يَا عَرَبُ
هَيَّا ابْعَثُوْا طَارِقَاً مِنْكُمْ وَمَسْلَمَةً=هَيَّا ابْعَثُوْا خَوْلَةَ لِلثَأرِ تَنْتَقِبُ
مَاذَا يَرُدُّ عَلَيْكُمْ عِزُّ أَوَّلِكُمْ=وَأَنْتُمْ غَرَضٌ لِلغَيْر أَوْ نُهُبُ
مَا عَزَّ قَوْمٌ غُزُوْا فِيْ عُقْرِ دَارِهِمُ=إِنَّ العَزِيْزَ لَهُ فِي الأرْضِ مُضْطَرَبُ
فَحَرِّرُوْا وَطَنَاً عَفَّتْ مَسَاجِدَهُ=عَوَاصِفَ الحِقْدِ فَهْيَ الآنَ تَرْتَقِبُ
لَعَلّهَا أَنْ تَرَى "البَرَّاءَ" وَهُوَ فَتَىً=يُزَاحِمُ الصَّفَّ فِيْ "بَدْرٍ" وَقَدْ رَكِبُوْا
لَعَلّهّا تَسْمَعُ التَّكْبِيْرَ رَدَّدَهُ=جَمْعُ الشَّبَابِ وَقَدْ لَبُّوْا وَقَدْ غَضِبُوْا
اللهُ أَكْبَرُ فيْ الجُوْلَانِ شَامِخَةٌ=وَفِيْ البُحَيْرَةِ حَتَّى يَرْتَوِيْ النَّقَبُ
اللهُ أَكْبَرُ فِيْ حَيْفَا وَفِيْ صَفَدٍ=وَتَلْ أَبِيْبٍ وَقَدْ ذَلَّتْ لَنَا الصُّعُبُ
اللهُ أَكْبَرُ فِيْ أَرْضِيْ تُرَدِّدُهَا=تِلْكَ الوِهَادُ وَذَاكَ السَّهْلُ وَالهَضَبُ
اللهُ أَكْبَرُ فِيْ الأَقْصَى يُرَدِّدُهَا=جُنْدُ الإِلَٰهِ وَقَدْ عَزُّوْا وَقَدْ غَلَبُوْا
فَالبَغْيُ لَا بُدَّ يَوْمَاً أَنْ يُجَنْدِلَهُ=سَيْفُ الجِهَادِ إِذَا هَزَّتْ بِهِ النُّجُبُ