أدمى فؤادي عاصفُ اللأواءِ = في أمتي الثكلى بكلِّ بلاءِ
نزلت بها سود المصائب عنوة = من ظالمين لها ومن سفهاءِ
والله أكرمها بمحكمِ وحيِه = وأنالهـا فضلا مدى الآناءِ
فنبيُّها الهادي البشيرُ شفيعُها = والناسُ في وجلٍ وفي إعياءِ
والنصرُ موعدها على أعدائهـا = في كل موقعة وكل لقـاءِ
ولهـا المثاني خالداتٌ لم تزل = في حفظِ رب الناسِ ذي الآلاءِ
والسُّنَّةُ الغراءُ هَدْيُ مُحَمَّـدٍ = نورٌ يضيء مجاهلَ الإدجاءِ
والجاهليةُ أُسقِطَتْ يوم انجلى = صبحُ الحنيفِ بزهوه الوضَّاءِ
وتساقطت راياتُ كسرى وانقضى = عهدُ المجوسِ وسطوةُ الأهواءِ
والرومُ والغاراتُ فيهـا حشدُهم = قد باءَ بالخسرانِ في الهيجاءِ
رُدُّوا برغمِ عُتُوِّهـم في حسرةٍ = فالدينُ باقٍ رغـم كلِّ عــداءِ
واليوم عادوا والضَّغائنُ نارُها = يبغون ذلَّتنا بلا استثناءِ
والأمـة الثكلى تنامُ كئيبةً = لمصابهـا في الليلةِ العجفاءِ
لكنَّ روحَ العـزِّ أيقظَ صوتُهـا = عند الأذانِ كتائبَ الأبناءِ
فبكلِّ أرضٍ قارعوا أعداءَهم = بثباتهم وبقوةٍ و وفِــداءِ
باعوا لأجل اللهِ راحتَهم لِمـا = للدِّينِ من حبٍّ له و وفاءِ
واسترخصوا الدنيا وما في جيبِها = من بهرجٍ يدعو إلى الإغـواءِ
أيديهُمُ في العهدِ عهدِ نبيِّهم = ألا يهونوا خوفَ أيِّ جــزاءِ
ياربِّ هذي أمتي في وهنها = تشكو إليك ضراوةَ الأعــداءِ
وتريد منك العونَ أنت وليُّها = فاقبلْ إلهي توبةَ الحنفاءِ
أنت العليمُ بأمرها وبحالها = وبكاءِ أطفالٍ ودمعِ نساءِ
جاءتْك بالشهداء تشفعُ ربَّنـا = من أنفُسٍ هلكتْ لها ودماءِ
يارب فاكلأها بفتحـك وانتصرْ = لمرابطين على مدى الغبراءِ
أنت الرجاءُ فلا تردَّنْهـا ولا = تخذلْ جموعَ شبابها النجباءِ
الأمةُ الثكلى تنادي ربَّهـا = ياربِّ قـرِّبْ بالصباحِ النائي !!!