قال الله تعالى :( سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آَيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ) 1/الإسراء
وقال سبحانه : ( لقد رأى من آيات ربه الكبرى ) 18/ النجم
هوامش :
(1) : اعتلج : تراكم ثقلُه ، وصعب أمرٌه
(2) : أشعفتْها : أوجعتْها لحقدها على الإسلام
(3) : نضخ الشرك : آثاره الممقوتة
(4) : تباسق : كثُر وازدهر
(5) : يشيمُ : يتطلع بشوق
(6) : واغل : طفيلي
(7) : الغُطاط : بُعيدَ الفجر
(8) : النَّزر المصرَّد : القليل الذي لايكفي
(9) ونى : ضعُف ، فَتَرَ
عالَمُ الملكِ فاضَ بالمعجزات = ليريهم آياتِه البيِّناتِ
جلَّ ربِّي سواهُ لايعلمُ الغيبَ ... = ... وهذي من أعظمِ الآياتِِ
ووجوهُ الإعجازِ تترَى ، وتُلفى = في حنايا وجودِ نا سلساتِ
غير أنَّ الإيمانَ باللهِ أعطى = لصِحابِ الألبابِ طيبَ الذَّاتِ
فأتاهم نورُ اليقينِ بعلمٍ = غابَ عنه الجُفاةُ في الظلماتِ
فرأينا عقولََهم في تبابٍ = وأماقيهم عنه منحسراتِ
شدَّهم ذا النقيقُ ، فاعتلجَ الحالُ ... = ... عليهم بالغيِّ والزَّلاتِ (1)
وتنادوا إلى مقارعةِ الحقِّ ... = ... فآبوا بأقبحِ القسماتِ
أيُّ زندٍ وارٍ لديهم ، وعلمٍ = ماتعدَّى ضحالةَ النفثاتِ
إنَّه الملكُ بانَ ، والملكوتُ الغيبُ ... = ... عنوانُه بهذي الحياةِ
فحديثُ الإسراءِ جاءَ جليًّـا = في المعاني النَّديَّةِ المحكَماتِ
وبه محَّصَ الإلهُ قلوبًـا = أشعفتْها شريعةُ الصَّالحاتِ (2)
فأشاحتْ بالحقدِ عن نضْخِ شِركٍ = لم يزلْهُ الثَّجَّاجُ في المعصراتِ ( 3)
فتولَّتْ وأدبرتْ عن مزايا = مزهراتٍ في العيشِ بالحسناتِ
وحبا الله مؤمنين كرامًـا = بمفاتيح عزَّةٍ ونجاةِ
وسقاهم رحيقَها ، فتهادى = ظمأُ الروحِ بالرؤى المُعلماتِ
واجتباهم لهجرةٍ بعدَ كربٍ = جاءَ تاريخُها بصدقِ الرواةِ
فإذا الفتحُ آيةٌ تتجلَّى = بالبطولاتِ بعد طولِ أناةِ
قد تضيقُ الرحابُ أثقلها الظلمُ ... = ... فحِضناها مرتعٌ للجُنـاةِ
ويداها : يابؤسَ أيدٍ تلظَّتْ = بجحيمِ الأذاةِ والمفجعاتِ
لحقتْها مدى الحياةِ مخازٍ = كالحاتٍ لحين وقت المماتِ
وقيودٌ لها بدنيا وأخرى = أُثقلتْ بالثُّبورِ واللعناتِ
خابَ مَن حاربَ الشَّريعةَ يومُـا = ورمى أهلَها بألفِ قناةِ
وله الويلُ ، لن يفرَّ ، وهيهاتَ ... = ... فهذا الشَّقيُّ خِدنُ العُصاةِ
أرخصَ العُمرَ في البطالةِ ، تبًّـا = فالنَّواصي مغبرَّةُ الشَّعراتِ
فاته الخيرُ ، فالنَّدامةُ أدنى = بلظاها إليه من كلِّ آتِ
تلك حالُ الجُناةِ في لُججِ الإثمِ ... = ... لإفلاسِهم من الرَّحماتِ
لو أناخوا ببابِ ربٍّ كريمٍ = وتواصوا بالحقِّ لا الشُّبهاتِ
وتنادوا يُصغون للغيبِ يروي = من حديثِ المعراجِ لا التُّرَّهاتِ
لأنالتْهُمُ الكرامةُ منها = عَذْبَ مافي الغيوبِ من نفحاتِ
إنَّ عُمْرًا تباسقَ الفضلُ فيه = لجديرٌ باليُمنِ والبركاتِ (4)
باتَ في ظلِّها يشيمُ اصطفاءً = فوقَ دورٍ في الأرضِ أو عرَصاتِ (5)
أنبأتْهُ الآياتُ تُتْلَى بألاَّ = يتردَّى بعدَ الهدى في فلاةِ
ويُضيعُ السبيلَ واغلُ بيتٍ = مادعاهُ ، لو أنَّه من ثِقاتِ (6)
أيعافُ الغُطاطَ صالحُ نفسٍ = والمبرَّاتُ فيه بعضُ هِباتِ (7)
ثمَّ يمضي ، فالليلُ يدعوهُ معْ مَنْ = رامَ نزرًا مُصَرَّدًا من فُتاتِ (8)
هكذا ضاعَ أو أُضِلَّ بقومٍ = جانبوا اليومَ أكرمَ الصَّفحاتِ
من مثاني الرحمنِِ جاءت بوحيٍ = فتدلَّتْ بأطيبِ الثَّمراتِ
كلما جاء بالمعارفِ عصرٌ = وتباهى الجديدُ بالتَّقنياتِ
وَجَدَ العلمَ سِرَّه في المثاني = مَنْ تأنَّى في الفكرِ والخطراتِ
فحديثُ المعراجِ يُغني عقولاً = بالصحيحِ المبينِ في السُّوراتِ
كَفَرَتْهَا نفوسُهُم ، فاستُجرَّتْ = بالهوانِ المأفونِ في الروحاتِ
فَوَنَتْ عن بناءِ مجدٍ جديدٍ = أهلُه أهلُ سورةِ الحُجُراتِ (9)
وبنوهُ أهلُ المحامدِ عاشوا = في ظلالِ القرآنِ والباقياتِ
سورةُ التوبةِ الأثيرةِ زادٌ = والعلى في الأنفالِ والأُخرياتِ
ويح قومي ! عافوا الجميلَ ، وهاموا = خلف مافي البهارجِ التَّافهاتِ
فَكَبَا عزمُهُم ، وأوهتْ قُواهُم = شهَواتٌ في متجرِ اللذَّاتِ
وتناسوا شريعةَ اللهِ أحيتْ = مابوعيِ الشعوبِ من عزماتِ
فهي الأمَّةُ التي قد حباها = بارئُ العالمينَ بالمكرماتِ
وهي الخيرةُ اجتباها ، فهبَّتْ = بمثاني الهدى من الرَّقداتِ
أنضَت السَّيفَ للجهادِ ، وأولتْ = دعوةَ اللهِ بالإخاءِ المؤاتي
في الملماتِ أدأبَتْ من خُطاها = وحماها المولى من العثراتِ
ما استكانتْ لظالمٍ ذي غُلُوٍّ = أثقلَ النَّاسَ بغيُه بالأذاةِ
واغتدتْ بالهدى إلى المجدِ دهرًا = لابزيفِ التهريجِ والجلَباتِ
أُمَّةُ المصطفى ستحيي عُهودًا = فارقتْها في وحشةِ الغفلاتِ
يومَ أَمَّ النَّبيُّ في القدسِ ليلا = أنبياءً توافدوا للصلاةِ
خلفَ طه الحبيبِ في ليلةِ الإسراءِ ... = ... جمعًـا مباركًـا للهُداةِ
فهو الخاتمُ الرسولُ لكلِّ الرُّسْلِ ... = ... وشَّى الزمانَ بالطيباتِ
وبدين الإسلامِ أمرعت الأرضُ ... = ... بأحلى فصولِها المغدقاتِ
عالميٌّ هو الحنيفُ ، فطوبى = للملبِّينَ دعوةَ المنقذاتِ
يومَ عابوا الضَّلالَ أركسهم في الضَّنْكِ ... = ... دهرًا ، وخالفوا المزرياتِ
وتساموا بدين أحمدَ عـزًّا = وفخارًا ، فليس من روعاتِ
الصَّلاةَ الصَّلاةَ يا أُمَّة الخيرِ ... = ... فصوني أركانَها السَّامياتِ
هي هامُ الإسلامِ ، فيها تجلَّتْ = ما لأهلِ الصلاةِ من مكرُماتِ
وهي المعراجُ الأغرُّ لِمَنْ صلَّى ... = ... وناجى الرحمنَ في العتماتِ
في محاريبِها ، وكلُّ مُصَلَّى = هو محرابُ الآباءِ والأُمَّهاتِ
وإليه أبناؤُهم في البيوتاتِ ... = ... يحورون في المسا والغداةِ
فالسُّمُوُّ المحمودُ فيها ، ومنها = فيضُ ماللترتيلِ في الآياتِ
تسجدُ الروحُ للعظيمِ ، فيحيا = مَنْ يصلِّي للهِ بالأوباتِ