أيُّ نصحٍ يفيدُهم يا أخيَّا = أنت قد قلتَ مالديكَ شجيَّا
والمنادي هناك قال وأوفى = وأنا قلْتً فيهُمُ ما لديَّا
إنما النصحُ ضاع بين ضجيجٍ = لم يجدْ مصغيَا يصيخُ مليَّا
فارتقبْهم إذا النَّدامةُ عضَّتْ = كفَّ ذا الظالمِ العنيدِ شقيَّا
أتُراهم قد يرعوون رجالا ؟ = ويوالون ربَّهم والنَّبيَّا
ويخافون غضبة اللهِ تطوي = كلَّ وجهٍ لم يتخذْهُ وليَّا
ما أردنا أن تستجيبَ نفوسٌ = لسوى اللهِ بكرةً عشيَّا
فبيانُ القرآنِ حقٌّ وصدقٌ = جاءَ للخَلقِ لفظُه عربيَّا
ومن اسُّنَّةِ الأثيرةِ نهجٌ =ظلُّه باتَ طيِّبًا وشهيَّا
فعساهم إلى الكتابِ يعودون . = . ويُلفى به الربيع نديَّا
* * *=* * *
أسقطَ الروسُ كفرَهم في الوقيعهْ = ورأى الناسُ في النظامِ شنيعَهْ
ويقولون : فكرَةٌ من يهودٍ = دبَّجوها لكلِّ أُذْنٍ سميعَهْ
أصحيحٌ أن اليهودَ وراءَ الروسِ . = . كانوا يخططون الفجيعهْ !؟
هكذا فاليهودُ أصحابُ كيدٍ = سلبوا من وجه الحياةِ ربيعَهْ
ويقولون : لليهودِ يدٌ في = أمَرِيكا على الشعوبِ فظيعَهْ
ويقولون : هم وهم شركاءٌ = ألزمونا التقلباتِ المريعَهْ
هكذا فاليهودُ أصحابُ مالٍ = ونساءٍ وعربداتٍ وضيعَهْ
ليس ننسى والإنكليزُ أقاموا = دولةً لليهود كانت رضيعَهْ !!
ملل الكفرِ كفُّها قد تآخى = في رحابِ المدى لحربِ الشريعَهْ
إنما فاجأت قدرةُ اللهِ عصرًا = فإليه تُردُّ أغلى وديعَه
* * *=* * *
كلُّهم كلُّهم ذئابُ تربَّوا = عبرَ غابٍ فسيرُهم متعرِّجْ
يقطعون الأيامَ حقدا وبغيًا = وهو الظلمُ فيهُمُ قد تبلَّجْ
ونفوس بلا حياءِ تنادتْ = للمخازي فشرُّها قد توهَّجْ
رأيُهم ليس شأنُه في يديهم = فترى حكمهم به يتلجلجْ
وإذا رامَ مرَّةً خيرَ قومٍ = فبمكرٍ يسوقُه متحرِّجْ !
صوتُه خافتٌ كصوتِ جريحٍ =في لهاةِ اختناقه متهدِّجْ
ويلهم ! أين نخوةٍ يرتضيها = قلبُ شعبٍ وخطبُه متأججْ
لن يموتَ الإيمانُ في أمةِ الخيرِ . = . ويلتاعَ جيلُها المتفرجْ
ويح هذا الجيل العنيد المدمَّى = للهوى عاشَ عمرَه متبرجْ
وإذا ما ذكَّرْتَه بهدى الله . = . لوى عرض وجهه متشنِّجْ
* * *=* * *
حين ضلَّ الربانُ أودى بقومٍ = في خضمٍّ أثباجُه كالجبالِ
وتراموا عليه في حيرةٍ يلتهمُ . = . العزمَ شدقُها في الليالي
وتلاشتْ أقدامُهم في فجاجٍ = مظلماتٍ تعجُّ بالأهوالِ
كيف ضاع الربانُ ياويح قومي = مادروا مَن لهذه الأجيالِ !
إنَّ قوما مرفهين بلهوٍ = لم يبالوا بوطأةِ الأثقالِ
أبقومٍ فيهم أتى الوحيً يهدي = بالمثاني ألبابَهم من ضلالِ
وينام الإيمانُ في الأضلع المفجوعةِ . = . اليومَ في دجى الأغلالِ
ويكأنَّ الرجال ماتوا فأمستْ = وارفاتُ الهدى بغيرِ رجالِ
أترى تصلحُ النوازلُ قومًا = وتُزجِّي لهم سفينَ اعتدالِ !!
ليس غير الإسلامِ ياقوم يحيي = ماطواه الضياعُ من آمالِ
* * *=* * *
كم رأينا من القلوبِ عليها = نزغاتِ الهوى تشدُّ يديها
عشعش الزيغُ في توجهها الأعمى . = . فضلَّ الصوابَ ساعٍ إليها
فأقامت على الضلالِ ولن تلقى . = . رشادًا بعد الضلالِ لديها
فقلوبٌ تعيشُ في الأرضِ أسرى = أطبقتْ في مَراحِها عينيها
لم ترَ النورَ خافتا دفقُه من = أُفُقٍ أعلى قاصدا محجريها
واستمالتْها لذَّةُ العيشِ حتى = زرعتْ من فتونه لابتيها
يالتلك القلوب قد جعلتْ إيمانها . = . بالحنيفِ في شفتيها
تتغنَّى به سرابا تهادى = حاسرَ الطرفِ ذاب في مقلتيها
وتلاشت بها الظنونُ فأخوتْ = هممٌ لم تقفْ على قدميها
فحياةُ القلوبِ نورُ المثاني = ورفيفُ الفتوحِ في بُرديها