مُحَدِّثُ الشَّامِ الكبيرِ الإمامُ المُجاهِد العَلامَة الشيخُ مُحمد بنُ يُوسف؛ بَدرُ الدينِ الحَسَنِي
شَيخُ العلماءِ الثُّوَّارِ والأبُ الرُّوحِيُّ لِلثَّورَةِ السُّورِيَّة الأولَى،
ومُلهِمُ العُلماءِ الأحْرارِ في الثورةِ السُّورِيَّة الثانِيَةِ
الرَّبَّانِيُّ والرَّجُلُ فِي أمَّةٍ
1- لِدِمَشْقَ طِرْ بِي يَا أخَا الأشْجَانِ نَقْرَا السَّلامَ لِشَيخِنَا المِعْوَانِ
2- لمُحمدِ الرِّبِّيِّ بَدرِ الدِّينِ مَن يُعزَى لِيُوسُفَ ؛ سَيِّدي البِيبَانِي
3- السيِّدُ الحَسَنِيْ ؛ سَليلُ نُبُوَّةٍ الصالحُ ، المُتَألِّه ، الربَّاني
4- ابنُ الجَزُولِي ذي الدَّلائِلِ مَن غَدَا شَغِفًا بِحُبِّ المُصطفَى العَدْنانِي
5- لِمُحَدثِ الشَّامِ الجَليلِ المُنتَقَى المَغْرِبِيِّ الأصلِ ؛ ذي الإتقانِ
6- عَلَّامةُ الشامِ الكبيرُ ، و شَيخُها شَيخٌ لِدَارِ حَدِيثِها ، لِزَمَانِ
7- و هو المُجاهدُ قائدُ الثُّوَّارِ في تَحريرِ سُورِيَّا ؛ مِنَ السَّرَطانِ
8- فهو الأبُ الرُّوحِيْ لِثَورة سُورِيَا ضِدَّ احتلالِ فِرَنْسَةَ الشيطاني
9- حامِي النَّصارَى أهْلِ ذِمَّةِ أحْمَدٍ و مُجيرُهم ، بِشَدائِدِ الأزمانِ
10- ومُذِلُّ"غُورُو"حِينَ جا "مُستَعْمِرًا" لِدِمَشقَ ، مَعْ مَندُوبِهِ ذي الشانِ
11- وهو المُصَنِّفُ عَشرَةً في أربعٍ مِن كُتْبِه ، و رسائلٍ ، كجُمانِ
12- حَيُّوا مَعِي البَطَلَ المُجَاهِدَ عُمْرَهُ بِفِعاله ، و مَقالِه ، و لِسانِ
*********
13- في رَبعِ"جِلَّقَ" كانَ مَولِدُ شَيخِنا فِي ظِلِّ والِدِه ؛ الفتَى المُتَفَانِي
14- ولَدَته نَجْلةُ إبْرَهِيمَ الكُزبَري هِيَ "عائشَةْ"؛ ذاتِ التُّقَى والشَّانِ
15- ونَشَا بِظلِّ الوالِدَينِ على الهُدَى و على الصَّلاحِ ، وخَشيةِ الدَّيَّانِ
16- حَفِظَ القُرَانَ بِسِنِّ سَبعٍ مَعْهُ ما كانَ المُهِمَّ ، لِثُلَّةِ الشُّبَّانِ
17- كَمَبَادِئٍ لِقِراءة ، و كِتابةٍ مَعَها الحِسَابُ ؛ لِقُوَّة الأذْهانِ
18- وبِسِنِّ ثِنتَي عَشرةٍ ماتَ الوَلِي و مَضَى لِمُلاقاة الوَلِي الرَّحْمَنِ
19- فَرَعَاهُ صالِحُ خالُهُ مَعَ أمِّهِ و تَعَهَّدَاهُ ، بِرِقَّةٍ ، و حَنَانِ
20- ولَدَى"أبِي الخَيرِ الخَطِيبِ" قَرَا الحَدِيـ ـثَ ، و غَيرَهُ في دِقَّةٍ ، و مِرَانِ
21- و بِبَيتِ والِدِه ؛ فَمَكتَبَةٌ بَدَتْ و حَوَتْ كُنوزَ العِلمِ و الإيمانِ
22- فيها نفائِسُ ؛ مِن عُلومٍ جَمَّةٍ و مَعارِفٍ - بِقُطُوفِهِنَّ - دَوَانِ
23- فغَدا يَعَلُّ الشَّيخُ عَذْبَ لِبَانِها و يَعُبُّ مِن سَلْسالِها النُّورَانِي
24- حفِظَ البُخارِيَّ الصَّحِيحَ ومُسْلِمًا و بَقِيَّةَ السِّتِّ الأُولَى ، كَجُمَانِ
25- عِشرِينَ ألفًا مِن بُيُوتِ الشِّع قد حفِظ الفَتَى ؛ بِنَبَاهَة ، و إرَانِ
26- شَمِلَتْ عَدِيدًا مِن مُتُون فُنُونِنا لِعُلومِ دِينٍ ، مَعْ عُلومِ لِسانِ
*********
27- وعَقِيبَ ذاكَ تَفرَّغَ الشيخُ الفَتَى لِلعِلمِ - مَعْهُ - عِبَادَةُ الدَّيَّانِ
28- فغدا المُدرِّسَ للحديث مُرَبِّيًا و مُوَجِّهًا لِلناسِ ؛ لِلرَّحْمَنِ
29- بِدِمَشقَ في دارِ الحَديثِ وجامِعِ الـ أُمَوِيِّ ؛ يَقْضِي وَقتَهُ بِقِرَانِ
30- و بُعيدَ نَبْذِ التُّرْكِ حُكمَ شَريعةٍ و عَقيبَ ضَعفٍ حَلَّ بِالسُّلْطانِ
31- مِن بَعدما استَولَى عَلَيهِ ثُلَّةٌ مُتَعَلْمِنُونَ ؛ عِصَابَةُ الطُّورَانِي
32- وبُعيدَما شاعَت جَرائِمُ أحمدَ السـّْ ـسفَّاحِ ، في شامٍ ، و غَيرِ مَكانِ
33- فإذا بِبَدرِ الدينِ يَنصُرُ ثَوْرَةً لِحُسَينِ مَعْ عَرَبٍ على الطُّغْيَانِ
*********
34- وعَقِيبَ ما دَخلَ الفِرَنْسِيْ جِلَّقًا و احْتَلَّ سُورِيَّا مَعَ الشَّنَآنِ
35- فإذَا بـ "غُورُو" قادِمًا بِزِيارةٍ لِلشيخِ ، أو لِلقائهِ بِمَكانِ
36- فأبى مُقابلةً لهُ ، و زِيارَةً بِعزيمةٍ ؛ عُمَرِيَّةِ الإيمانِ
37- و إذا بِشَيخِ الشَّامِ يُعلِنُ ثَوْرَةً بِدُرُوسِه ، ضِدَّ العَدُوِّ الشَّانِي
38- فدَعَا بَنِي سُوريَّةٍ لِجِهادِه و كِفاحِه ، بِالقَولِ ، أوْ بِسِنانِ
39- وكذا فَقدْ مَنَعَ التَّعامُلَ مَعْهُمُو أو دَفْعِ أيِّ ضَريبَةٍ لِلْجَانِي
40- وبِـ"مَيْسَلُونِ"المَجْدِ أرْسَلَ نَجْلَهُ "تاجًا"، و"شَيخَ عَطًا" إلى المَيْدَانِ
41- و بعامِ أرْبَعةٍ وعِشرينَ انْتَوَى شَيخُ الهُدَى ، في رِحلةٍ بِإرَانِ
42- مُتَجَوِّلًا في سُورِيَا ، مُتَنَقِّلًا مَعَ ثُلَّةِ العُلَمَاءِ ، و الخِلَّانِ
43- مُتردِّدًا بَينَ المَدائنِ والقُرَى يَدْعُو أهَالِيها إلَى العِصْيَانِ
44- وإلى جِهَادِ فِرَنْسَةٍ وجُنُودِهَا و مُسَانِدِيهم ؛ مِن ذَوِي العُدْوَانِ
*********
45- و يُقَابلُ الثُّوَّارَ يَنْصَحُ جَمْعَهُم يَدعُوهُمو لِلصَّبرِ ، مَعْ إيمانِ
46- و بجلق ، كانَ المُدِيرَ لِثَورَةٍ طُلابُهُ - فِيها - بَنُو المَيْدانِ
47- فأمَدَّهُمْ بِسِلاحِهم ، و ذَخِيرَةٍ سِرًّا ؛ فيَنْطَلِقُونَ كَالبُرْكَانِ
48- أصْلَوا جُنُودَ فِرنسَةٍ بِهَزائمٍ فِي جَمِّ وَقْعَاتٍ ، و غَيرِ مَكانِ
49- أصْلَوهُمو نارًا ، وذاقُوا عَلْقَمًا بِنِضَالِهم ، و كِفاحِهم ، و طِعَانِ
50- قد دَوَّخُوا جُندَ الفِرَنْسِينَ العُلُو جَ بِصِدْقِهم ، و ثَبَاتِهم ، و تَفَانِ
51- مِن هَؤُلَا الأبطالِ خَرَّاطٌ حَسَنْ ذاكَ الشَهِيدُ ، بِحَوْمَةِ المَيْدانِ
52- ومُحَمَّدُ الأشْمَرْ كَذَا مِن ضِمْنِهِم و سِوَاهُمَا - كُثْرٌ- لَدَى التِّبْيَانِ
*********
53- يا سَيِّدي! طُوبَى لَكُم بِشَمَائلٍ ضَاعَتْ كَمِثلِ المِسْكِ والرَّيْحَانِ
54- مِنَحٌ عِظامٌ، مَعْ فَضَائلَ جَمَّةٍ أُعْطِيتَها ، مِن ربِّكَ المَنَّانِ
55- كُنْتَ المُحِبَّ لِرَبِّنا ورَسُولِنا ولآلِ بَيتِ المُصْطفَى العَدْنَانِي
56- هذا، إلَى وَرَعٍ بَدَا وسَمَاحَةٍ ومَعَ التُّقَى ، في السِّرِّ و الإعلانِ
57- قد كُنتَ صَوَّامًا وقَوَّامًا لِمَوْ لَاكَ العَلِيِّ الواحِدِ الدَّيَّانِ
58- وبِبَذلِ مالٍ كَمْ سَخَوْتَ لِمُعْوِزٍ و لِثَورَةٍ ، و لِزَوْرِكَ الضِّيفانِ
59- قد كُنتَ بَينَ الناسِ نافِذَ كِلْمَةٍ سَمْحًا مَهِيبًا مِثلَ ذِي السُّلْطَانِ
60- لَمْ تَخْشَ في ذاتِ الإلَهِ مَلَامَةً مِن ناقِدٍ ، أو حاكِمٍ ، أو شَانِي
61- يا حامِيًا أهْلَ الكِتَابِ بِشامِنا أعْني النَّصَارى مِن أذًى و طِعَانِ
62- أمَّنْتَ ذِمَّةَ رَبِّنا ، و نَبِيِّه بِرُبُوعِ سُورِيَّا ، إلَى لُبْنَانِ
*********
63- رَبَّاهُ ! فارْحَمْ شَيخَنا، وتَوَلَّهُ في قبْرِه بِالعَفْوِ ، و الإحْسَانِ
64- و بِجَنَّةِ الفِرْدَوسِ أسْكِنُهُ غَدًا مَعَهُ أحِبَّتُهُ ، بِكِلِّ مَكَانِ
وسوم: العدد 1038