عند ضريح الصحابي الجليل / معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه
وعن جميع أصحاب سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أجمعين
ولعنة الله على جميع مَن يبغض ويسب خيرة خلق الله بعد الأنبياء والمرسلين وهم صفوة الناس من الصحابة . وقف أحد الضَّالين الحاقدين عند الضريح وأخذ يهذي بأبيات شعر منبوذة لينال بها من الصحابي معاوية ومن جميع أصحاب رسول الله رضي الله عنهم أجمين فكان الرد على حقده وخبثه ومجوسيته بهذه القصيدة ...
هنا الصحابةُ مجدُهم والسؤددُ = واللهُ أكرمَ شأنَهم ياحُسَّدُ
وهنا المودةُ والإخاءُ وما أتى = بهُدى النبوةِ إنَّه المتفردُ
وهنا الخلافةُ صانها أفذاذُنا = ولأخذهم بِهُدَى النُّبُوَّةِ تُعقدُ
أصحابُ أحمدِنا أحبَّةُ ربِّنا = هم سيِّدٌ يمضي ويأتي سيِّدُ
قد بوركوا فزمانُهم فخرٌ لنا = وإلى مغانيه البهيَّةٍ نحفدُ
أمَّا معاويةُ الذي صحب الكرامَ . = . فجاهدوا حقبًا ولم يترددوا
مَن سبَّه فله الجزاءُ مؤكَّدٌ =قد عاشَ للإسلامِ كلَّ حياته
أصحابُ خيرِ الخلقِ قد وُعِدوا غدا = أنَّ انتصارَهُمُ له لايُجحدُ
أعداؤُهم في كلِّ عصرٍ مَن رأوا = أنَّ العداوةَ للحنيفِ تُجدَّدُ
آخو اليهودَ لحربِ أُمَّةِ أحمد = ومع الصَّليبيين لم يترددوا
فهُمُ العدوُّوكلُّهم هذا الذي = لحقوق أصحابِ المآثرِ يجحدُ
ساقتْهُمٌ الأضغانُ فانحرفتْ بهم = سبلُ الضَّلالِ وفي المحارمِ عربدوا
قدغرَّهم زيفُ الحياة فشأنُهم = متعٌ لها بيدِ المفاسدِ شيَّدوا
لهُمُ الدهاءُ وسيلةٌ ملعونةٌ = فأذى مساوئ أهلِها لاينفدُ
قد آثروها كاللظى سبئيةً = شمطاءَ صهيونيةً لاتخمدُ
أما بهارجُهم فمن عار بدتْ = وبكلَّ مافي زيغهم تتجددُ
أما مصيرهُمُ فنارُ جهنَّم = وهو المصيرُ المستساغُ الأسودُ
برزتْ معالمُ غيِّهم وفسادهم = بزنى المحارمِ في البلادِ وأزيدُ
دور التهارشُ بينهم مشهودةٌ = فعمائمٌ فيها تقومُ وتقعدُ
ظهرتْ معالمٌها لكلِّ معربدٍ = ولكلِّ مَن يهوى اللواطَ ويقصدُ
زوارهم ياويلهم لم يعلموا = سوءَ المآلِ فبالجهالةِ أُفردوا
يتراكضون على عمًى وإلى عمًى = وهُمُ عن القيمِ الكريمةِ أُبعِدُوا
ماكان حبُّ الدِّينِ بهرجةً على = هذي القبورِ فزيفُها لايُحمَدُ
ركبُ البِلى يأتي إليها مسرعا = ياويلهم فلها اركعوا ولها اسجدوا
وبها الرجالُ الصَّالحون وإنَّهم = لقبيحِ أفعالٍ لكم لم يُحسدوا
والله لو أحياهُمُ اللهُ الذي = برأ الوجودَ وقيلَ للناسِ اشهدوا
وكذا الذين نراهُمُ مابيننا = والآخرون وإنَّهم لم يولدوا
لهوى الإمامُ أبو الحسينِ عليهمُ = بفقاره يقتصُّ ممَّن ألحدوا
وأذاقهم سوءَ العذابِ لأنهم = كفروا بما جاء النَّبيُّ محمَّدُ
أركانُ خستكم تهدَّمَ أصلُها = فلهم بها هذا التَّبارُ المزبدُ
ومشى بها ركب البلى ففسادُهم = هيهات يرضاهُ النَّبيلُ السَّيدُ
عارٌ عليكم يامجوسُ ولم يزل = سخطُ الإله لديكم لايبعدُ
هذي القبابُ رفعتموها بينهم = كي تسرقوا أموالَهم بئس اليدُ
أما قبور المسلمين فإنَّها = تهمي عليها رحمةٌ تتجددُ
الله أسكنهم ببرزخ عفوه = ولهم غدا جنَّاتُه والسؤددُ
هم أهلُ قرآنٍ أتى يهديهُمُ = آياتُه تبقى هًدًى لاتنفدُ
والسُّنَّةُ الغرَّاءُ سُنَّةُ أحمدٍ = ولأهلها يوم الحسابِ الموردُ :
الكوثرُ المورودُ موعدُهم إذا = ظمئ الذين من الحنيفِ تجرَّدوا
عشتم بلا رشدٍ وبُؤتُم بالذي = بارتْ تجارتُه فذاك الأبعدُ
إذْ أنَّ عاقبةَ الضلالِ جهنَّم = تصلونها وبها الجزاءُ مخلَّدُ
والنَّارُ تلفحُ وجهَ كلِّ مضللٍ = زمرٌ إلى دركاتها تترددُ
ما منكمُ في هذه الدنيا له = قدمُ تروحُ على الصراطِ وتسعدُ
الحقدُ ملَّتُكم وعن رمضائه = يوم القيامةِ ويلكم لنْ تُبْعَدوا
هيهات أن يُلْفَى بجمعِ حشودِكم = رجلٌ أو امرأةٌ لخيرٍ يرشدُ
أبدا ولم يُعرفْ لكم متهجدُ = أو للمآثرِ منهما متحفِّزٌ
أما بأسواق الدعارة والهوى = فلها الليالي بالفواحش تشهدُ
أغرتْكُمُ المتعُ الرخيصةُ فاختفتْ = فِطَرٌ لربِّ العالمين تُوَحِّدُ
وعليُّ رضوانُ الإلهِ عليه لا = يرضى بها حاشا وليس يؤيِّدُ
كفرٌ بواحٌ وانحطاطٌ سافرٌ = كطقوسكم فلها العذابُ السَّرمدُ
أما الإمامُ فبحرُ علمٍ زاخرٍ = ومآثرٌ لجنابِه تتعدَّدُ
هذا أبو الحسن الذي يأبى على= مَن حارب الإسلامَ أن يتمردُوا
وهو الخليفةُ لم يزل حصنًا لها = وبكلِّ أركان الهدى يتقيَّدُ
وهو الوفيُّ لِمَن تولَّى قبله = شأنَ الخلافةِ والوزيرُ الأمجدُ
قد عاش والصِّدِّيقُ والفاروقُ في = كنفِ الشَّريعةِ وجهُها متورِّدُ
ولِسيِّدا أهلِ الجنانِ مكانةٌ = وكلاهما رغمَ العمائمِ فرقدُ
ولآلِ بيتِ المصطفى بقلوبنا = حبٌّ مدى عُمْرِ الحياةٍ مخلَّدُ
وَلْيَخسأ السفهاءُ معْ أحقادهم = بل قيلِ للنُخَبِ المُضَلِّلَةِ اقعُدُوا
بارتْ تجارتُكم وبُدِّدَ ِغشُّها = في حين يُفْتَضَحُ الهوى والمقصدُ
مازال أصحابُ الحبيب محمَّد = أهلَ المكانةٍ والمثاني تشهدُ
ولهم بهذا الفضلِ يشهدُ ربُّهم = ونبيُّهم ، فعدوُّهم يتبدَّدُ
راياتُهم في العالمين جليَّةٌ = أما سجاياهم فهاهي تُحمَدُ
أما الغواةُ الشَّانئون صحابةً = والعابثون بدين أحمدَ جُرِّدُوا :
من كلِّ إنسانيَّةٍ ومن الهدى = وعن المآثر والفضائل أُبْعِدوا
والمسلمون جميعُهم لعليِّ قد = شهدوا بفضلٍ للشهيدِ وسدَّدوا
لكنَّهم ما ألَّهوه وإنَّه = عبدٌ لربِّ العالمين له اليدُ :
في الصالحات الباقياتِ وزهدِه = ِفي ذي الحياةِ فشأنُها لاتُقصدُ
علم الهدى ورثتْ شمائلُه الذي = قد جاءَ في القيمِ الحِسان لِمَنْ هُدُوا
والسبطُ عاش كما أرادَ نبيُّه = سلما لأُمَّته فطابَ الموردُ
وبه قد اجتمعتْ كتائبُ أمةٍ = كانت تجاهدُ للحنيفِ وتُعقدُ
ومضى برضوانِ الإلهِ عليه في = حلِّ الخلافِ ففيه شرٌّ يُفسِدُ
وجنى بفضلِ اللهِ تاجَ مثوبةٍ = وبهدي دينِ نبيِّه يتقيَّدُ
هو سيِّدٌ في الدينِ والدنيا وفي = يوم الحسابِ لجنَّةٍ هو سَيِّدُ
لكنَّ أهل الجهل والأحقادِ قد = لَبُّوا وقد نادى الغثاءَ معربدُ
ذاك اليهوديُّ الذي أغراهُمُ = والحقدُ يعمي مَن يجورُ ويحشدُ
بئستْ مخازيهم يُعبِّرُ شرُّها = عما يضرُّ وبالفسادِ قد اعتدوا
لكنَّهم خابوا وخابتْ غارةٌ = نيرانُها لتبارِهم لاتخمدُ
عبثًا يرومون الهوانَ لأُمَّةٍ = عاشت وتبقى والبشيرُ محمَّدُ
صلى عليه اللهُ أدَّى دعوةً = للناسِ فيها المثمراتُ إنِ اغتدوا
أما مساعي المفسدين فإنها = بيدِ التبابِ شرورُها ستصفَّدُ
لنبيِّنا ولآله ولصحبِه = ولأهلِ سُنَّتِه الرواقُ الأسعدُ
ماضرَّهم هذا النقيقُ ولا مشى = فيهم بأفكار الزنادق ملحدُ
فالشرعُ بالقرآن يبقى عاليا = فوق الغثاءِ وفضلُه لايُغمدُ
والسُّنَّةُ النَّبويَّةُ ازدانت بها = قيمٌ لروادِ الحقيقةِ تُفرَدُ
يشكو التُّقاةُ الظالمين ومَن بغوا = واستنسروا بيد الجُناةِ وعربدوا
لكنَّه الديَّانُ أخمدَ نارَهم = لمَّا دعا المظلومُ والمتهجدُ
إنَّا بسُنَّتنا الكريمةِ لم نزل = خيرَ الذين لمَن برانا نعبدُ
لم نرضَ بالطاغوتِ في أشكاله = أبدا ولا لهوى العمائم ننشدُ
يكفي كتائبُنا النَّبيُّ محمَّدٌ = فبهديه دوما تصولُ وتحشدُ
وبقية الملل القبيحةِ شأنُها = عارٍ وما يُرجَى لِخِسَّتِها غدُ
اللهُ يرعانا وينصرُ ركبَنا = ويردُّ عنا مَن يجورُ ويُنجدُ
فاصبرْ أخا الإسلام إنَّك فائزٌ = وسِواك من أهل السَّفاهةِ يُطردُ
وسِواك في ظلِّ الأسافلِ مُبْعَدٌ = عن رحمة ولدى العِدا مستعبَدُ
لن يقبلَ العطشى الذين استأثروا = بالغيِّ والأحقادِ ذاك الموردُ
فعن المآثر والفضائل جانبوا = وعن المكانةِ في القيامةِ أُبعِدُوا
فاصبرْ ولا يغرُرْكَ حشدُ ذئابهم = فالحشدُ يبلى والقُوى تتبدَّدُ
اللهُ أكبرُ منهُمُ ومن الذي = لجحيمِ ملَّةِ غيِّهم يتردَّدُ
فاصبرْ ولا تقنطْ فربُّك قادرٌ = وكنِ الذي عند الأذى يتجلدُ