أما المغيراتُ اللواتي نِمْنَ في = بَهْوِ القصورِ فللتَّباهي تُطلقُ
ليست تباغتُ في الجهادِ عدوَّهم = فعدوُّهم لهوانهــم متفوِّقُ !
واحسرتاهُ فلا البيارقُ تخفقُ = أبدا ولا علم الجهاد يحلِّقُ
والعادياتُ ترهلتْ ضبحاتُهـا = فقعودُها دون التَّسابقٍ أخلَقُ
والقومُ في وَهَنٍ فما من عــزَّةٍ = والخيلُ ماعادت لديهم تُعشقُ
والمورياتُ الملهباتُ سعيرَها = كانت إلى نقعِ الوغى تتحرَّقُ
أما الرجالُ فليلهم في لهوِهم = وإذا بدا الإصباحُ لـم يستيقظوا
أما نساءُ القوم وا أسفي على = قوم كرامٍ للفضائل طلَّقوا
لمَّــا تجدْهم في المزايا أُوِلِعُـوا = أو صِينَ عهدٌ ويحهم أو موثقُ !
ألهَتْهُمُ الدنيا بزيناتٍ لها = فمن العبادةِ والمآثـرِ أملقوا
ومن المروءةِ أقفرتْ أحناؤُهم = وعن البطولة والجهادِ تفرَّقوا
والأمة الثَّكلى بوادي حزنها = باتت وشرُّ في المغاني محدقُ
والأمة الباكي عليها عصبة = وإلى مدى فتح لهــا تتحرَّقُ
ماغيرُها والله في أرجائها = فالمرجفون مع العدوِّ تزندقوا
هي صفوةُ الأبرارِ من أهل التُّقى = وإلى سَنَا نصرِالمهيمن ترمقُ
هي من سلالةِ عهدِ نورِ نُبُوَّةٍ = فـبقيَّةُ بكتابها تتعلَّقُ
وبسُنَّةِ الهادي الحبيب ولن ترى = في غيرِها شمس الخلاصِ ستشرقُ
كَفَرَتْ بكلِّ ضلالِهم وفسادهم = فهي التي بيقينِهـا تتألَّقُ
ماضرَّها نبحُ الكلابِ وإن عوت = أو ردَّ وثبَتَها العدوُّ الأخرقُ
أو أذعنتْ يوما لطاغية بغى = فلها الفيالقُ للفـدا تتدفقُ
خسئ الذين استنسروا واستكبروا = ولمصحف اللهِ المكرَّمِ مزَّقوا
أو أنكروا للحقدِ دينَ محمَّدٍ = ولنهجِ شرعتنا الأثيرةِ أحرقوا
لمَّـا ونى حكامُنا واستعذبوا = ظلَّ الهوانِ وبالحوارِ تعلقوا
ماتتْ مروءةُ أمَّـةٍ منكوبةٍ = والحقُّ حـقُّ شعوبِها فمُعَلَّقُ
فَلْيَقْرَأ التاريخ مَنْ لم يرتشفْ = من بحرِ عـزَّتها وهذا شيِّقُ !
يُنْبِئْكَ أنَّ الحربَ دائرةٌ إلى = يوم القيامةِ والحديثُ محقَّقُ
والحكم في الدنيا وفي عصرِ به = هذي القُوى وفسادُها لايعتقُ
ولكفرِهم باللهِ ثم لِقوَّةٍ = لـــم تبـــقَ إنســــانيَّةٌ تتشدَّقُ
لم يبق إلا الزورُ في أقوالهم = والقاذفاتُ ... أبالمحبةِ تعبقُ ؟!
حاشا فكلًّ طغاتهم عاثوا بها = والجيلُ للبطلِ الجبانِ يصفِّقُ !
ساموا الشعوبَ بغلظةٍ وبما لهم = من مخبرين إلى البوارِتسابقوا
ولدى حضارتهم خزائنُ لم تكن = للحبِّ مابين الورى يترقرقُ
حاشا ولكنْ للمضرَّةِ والأذى = فهي البلاءُ وبالزخارف تُونقُ
اللهُ أكبرُ من عُتُـوِّ سلاحهم = والله يرحم ذي الشعوب ويشفقُ
واللهُ أهلك قبلهم مَن عاندوا = واستكبروا وتجبَّروا وتشدَّقُوا
واليوم هـم في عالم الحسراتِ لم = تنفعْهُم الآهاتُ إذ هم أملقوا
دولٌ تعالتْ فـوقَ إنسانيَّةٍ = اللــهُ أكــرمها ونعــم المُنْفقُ
وَلَبئسَ آفاتٌ لهم في قومهم = عيشٌ يسوءُ فسادُه المترقرقُ !
ينسون بارئَهم ، ويجثو بعضُهم = لطغاتهم ، فالخيرُ بئسَ سيُمحَقُ
فالحاكم المكروهُ يُكرِهُ شعبَه = فلفعلِ مـا لا يرتضيهِ سيُرهَقُ
فالناسُ فطرتُهم تحـنُّ لربِّهم = وبفضله وبحلمِـه تتعلقُ
أَوَلَـم تروا كم أسلموا في عصرنا = فهي القلوبُ وبالشَّهادة تنطقُ
يبكون من شوق إلى رضوانِ مَن = يمحو الذنوبَ وعفوُه يتدفقُ
أما الذي قد أحرق القرآنَ فاعلمْ . = . أنَّــه مثـلُ البهيمةِ ينهقُ
ماضرَّ وحيَ اللهِ في عليائه = ولِمَـنْ لـه قـد جنَّدوا وتسوَّقُوا
يَصْلَوْنَ نارًا لافِكاكَ لهم وقد = غُلَّتْ أياديهم وفيهــا تُحـرَقُ
إنْ عاجلا أو آجلا لابدَّ من = يومٍ به غــيُّ الطغاةِ سيغرقُ
أما الشعوبُ فإنها في أوبــةٍ = ولكأسِ مُــرِّ أذى البغاةِ ستهرقُ
اللهُ أنزلَ للشعوبِ لرحمةٍ = قرآنَـه وبـه السعادةُ تعبقُ
يخضرُّ وجـهُ الأرضِ إنْ هي أسلمت = ولهـا المغاني بالمنافعِ تـورقُ
قـرآننا للخلقِ جاءَ ليعمروا = أرجاءَها والعدل فيها يعبقُ
وبه السبيلُ إلى الرشادِ ومَن يزغ = فالشَّرُّ بالقـومِ الأسافلِ محــدقُ
فالظلمُ لايرضاهُ هّدْيُ محمَّدٍ = والويلُ كانَ لِمَنْ يخونُ ويسرقُ
ولِمـنْ طغى ولمن عصى ولمن أتى = للموبقاتِ فشأنُهم لايسمقُ
بشرى لأهلِ الحـقِّ في غبرائنا = فلهم لسانٌ بالحقيقةِ ينطقُ
مهما تمادى الشَّرُّ في أيامها = فالخيرُ آتٍ والمبشِّرُ يصدقُ