العيد الثالث

العيد الثالث ، يا هَدبا ، ورحيلك في قلبي نار  

لا وجهك يشرق مبتسما ، لا تتفتح أزهار  

لا صوتك يسري أنغاما ، تأنس إذ تسمعها الدار  

جلسات الود تلاشت يحسد سرعتها غبار  

أمسِ ، خطاي مشت بي حيث تجمعت الأقبار  

قعدتُ أمامك في حزنٍ هيهات تصوره الأشعار  

وتلوت لروحك آياتٍ تتدفق منها الأنوار  

وسقيت زهورا أذبلها حر ملتهب موَار  

وملأت أوانيَ فارغة حتى تستقيَ الأطيار  

ورجعت حزينا في قلبي صور يرسمها التذكار  

أعيادٌ في صور شتى ، أحداثٌ كبرى وصغار  

كلماتٌ نَفَحت  أنفاساً أرسلها حقل مِعطار  

أغنية ودادٍ صافية لا تعزفها حتى الأطيار  

عمر من حب ولى وتلاه ضياع وبوار 

لا عيش بدونك ، يا هَدبا ، العيش بدونك نار  

في العيد الثالث أحزاني تيارٌ يتلوه تيار   

الحزن عليكِ وفاء ، الحزن إليك مزار     

وسوم: العدد 1039