قلْ لهم : هـانَ بطشُهم والعَداءُ = وستُمْحَى الألقابُ والأسماءُ
والنياشينُ زهـوُها سيُولِّي = ويُوارَى بساطُهـا واللقـاءُ
كلُّها كلُّهامظاهرُ زيفٍ = مارعتْها الشريعةُ الغــرَّاءُ
حيثُ أنتم حاربتُموها جهارًا = فتردَّى شموخُكم والمضاءُ
لـم تروا للحياةِ متعةَ قلبٍ = أفردتْـهُ لمجدِهـا العلياءُ
لم تكونوا في حقبةٍ سعداءً = وميامينُهـا هـم السعداءُ
فَهُمُ النُّخبةُ البريئةُ منكم = ومن الغيِّ : أهلُه السُّفهاءُ
لـم يهونوا من بأسِكم أو توانوا = فأُولو العزمِ قبلهم أنبياءُ
لَهُمُ الإرثُ أحمديُّ المزايا = ولـكم فسقُكم والاستهزاءُ
هـم لهـا على الطريقِ وأنتم = في البرايا حثالةٌ وغُثـاءُ
ولكم في المماتِ سوءُ مصيرٍ = ولهم ذكرُهـم وطابَ البـقاءُ
وهـو الكونُ أهلُـه شهداءٌ = فلهم في آفـاقه أصداءُ
والمثاني ظلالُهـم والسَّجايا = مقمراتٌ وترحل الظلماءُ
والتسابيحُ زادُهم في الدياجي = والهـوى زادُكم وبئسَ الهناءُ !
أين أنتم من سادة الخلقِ أغنتْ = ذاكُـمُ الركبُ السُّنَّةُ الزَّهراءُ
هـم لقومي أئِمَّـةٌ ماتواروا = عن علاهـم والمرجفون وراءُ
لاتظنُّوا طغيانَكم فيه صيتٌ = ليس إلا الغنيمةُ الجـوفاءُ
في خطاباتكم شحيحُ معانٍ = والأحاديثُ كلُّها جـوفاءُ
أين منها النفيسُ في كلِّ صدرٍ = قد تثنَّتْ من نفحه الأشذاءُ !
الرجالُ الأ[رارُ هـم حاملوها = والدعاةُ الأفذاذُ والعلماءُ
لهمُ المجدُ زهوُه ، لانعيبٌ = مـلؤُه السوءُ زخرفًـا والرياءُ
ستُولُّون مدبرين حيارى = لـمـآبٍ أنحاؤُه ربـداءُ
وتعانون من ثقيلِ حسابٍ = وعقابٍ جمهورُه الأشقياءُ
تلك إحدى ملامحِ الهول فيها = والعذاباتُ لـم يفدْهـا البكاءُ
وحواليكم الأحبـةُ عاشوا = يوم ماتوا بكم وهـم أحياءُ !
لعنوكم وليس ينفعُ لعنٌ = يوم طاشت صحيفةٌ سوداءُ
ماجنيتُم غيرَ السرابِ تراءى = ونأيتُم فأُذنُكم صمَّــاءُ
ورماهُ الإعلامُ في كلِّ أُذْنٍ = لـم تطقْهُ وهل يُطاقُ العواءُ !؟
فعـذابٌ ياويلكم قـد بــدا في = كلِّ عينٍ لكنَّهـا عمياءُ
وهناك الفصول تُختَمُ عـدلا = ولربِّــي معـادُهـم والقضـاءُ
فهـي النَّـارُ ليس يخبو لظاهـا = لاتُحـابي فللطغاةِ الجـزاءُ
وعليها الذين يأمرُهم ربي = فيُطاع الديَّـانُ حيثُ يشــاءُ
فغلاظٌ عليهمُ وشِدادٌ = في خلودٍ وليس فيه عــزاءُ !!!