*** ***
*** ***
جاء نورٌ من السماءِ فأحيا ما أماتَ الظلامُ والكفارُ
*** ***
قمْ ترنَّمْ فللهدى أشعارُ = ولراياتِ عزِّه أنصارُ
ودع الهائمين في كلِّ وادٍ = تعتريهم بنارِها الأكدارُ
إنه النورُ فالمغاني ربيعٌ = فاحَ فيها الإبا ، وغنَّى الفخارُ
وخُطاهُ على المدى نيِّراتٌ = وسحابُ ابتهاجِه مدرارُ
فيدٌ تزرعُ الفصولَ رخاءً = ويدٌ في العلى لها إعمارُ
وله قمتٌ أسكبُ الشِّعرَ حبًّا = فتثنَّى مع النشيدِ النَّهارُ
ذاك نهجي وموئلي واعتقادي = ليس عندي لغيرِ ديني اعتبارُ
والكتابُ المبينُ زادي وقولي = إذْ تلاشتْ بزيفِها الأفكارُ
فاحمل اليومَ في الظلامِ ضياءً = لشعوبٍ طعامُها الأوزارُ
وامشِ بالنورِ مؤمنا لاتبالي = فجـدارُ الإسلامِ لاينهارُ
ربَّ ليلٍ فيه ادلهمَّتْ صروفٌ = نبعتْ من ظلامِه الأنوارُ
سيعودُ الربيعُ بالأملِ العذبِ ... = ... ويهفو بعطرِه الجلَّنارُ
وتهبُّ البراعمُ الزُّهرُ نشوى = فإذا الدوحُ في الحقولِ ثمارُ
وإذا الأرضُ جنَّةٌ ليس ترضى = بالمآسي ، فما طواها البوارُ
ربما يشعلُ الجناةُ عليه= نارَ حقدٍ فتنزوي الأطيارُ
غيرَ أنَّ الإسلامَ ردَّ مُناها = مصلحا ما قد خرَّبَ الكفارُ
مايئسنا وليس يذهلُنا الكربُ ... = ... فصبرا ، سترحلُ الأخطارُ
حللُ الفتحِ والسيوفُ المواضي = والمثاني ، وأهلُها الأبرارُ
وشبابُ الإسلامِ يملأُ دنيانا ... = ... سُمُوًّا له الفدا مضمارُ
والقلوبُ الظِّماءُ للألقِ الحُلْوِ ... = ... وهذا النَّدى ، وذاك المنارُ
جلبتْها لحومةِ العصرِ روحٌ = ما سفاها بحقدِه التَّيَّارُ
أُمَّتي أمةُ المآثرِ والمجدِ ... = ... فهبْ للخلودِ مايختارُ
ظمئَ الناسُ بعدَ كوثرِنا العذبِ ... = ... وماجتْ ببؤسِها الأقطارُ
وسمانا : وكم تألَّقَ نجمٌ = في سمانا ، وكم رنتْ أنظارُ !!
والمروءاتُ ماتلفَّتَ فيها = لسوانا على المدى أحرارُ
قد حملنا بشائرَ الخيرِ فانداحتْ ... = ... على الخَلقِ بالهدى أثمار
مكَّةُ النورِ والعلى غشيتْها = فاستضاءتْ بنورِها الأمصارُ
وتدلَّتْ على البريَّةِ أمنًا = وتناءى الضلالُ فيه النارُ
والمواعيدُ آتياتٌ بفتحٍ = ليس يطويه عصرُنا الموَّارُ
أنا أحيا لشرعتي ، وفؤادي = لسنا المجدِ موئلٌ محبارُ
والقوافي شذا الحنايا إذا ما = رفَّ فيها جناحُها الخطَّارُ
والأماني رياضُها تتثنَّى = بهدى اللهِ شأنُها استبشارُ
فاضَ نبعُ القريضِ عطَّره ... = ...الصدقُ فما في دفوقِه إنكارُ
لعنَ اللهُ مَنْ أسالوه كفرًا = وفسادًا وللفسادِ اندحار
كم لعنَّا من شاعرٍ ذي مجونٍ = وإباحيٍّذٍ دينُـه استهتارُ
عرفَ العيشَ خمرةً ونساءً = قد تعرَّيْنَ دأبُهُنَّ العارُ
فالحداثاتُ دعوةٌ للتنائي = عن أُصولٍ فيها العلى والفخارُ
باتَ يلهو ، والشَّعبُ باتَ بضيقٍ = داهمتْهُ الأخطارُ والأوضارُ
هو في الخيرِ ليس منَّا ولكنْ = سيَّرتْهُ الأهواءُ والأوزارُ
وبدعواهُ أنَّــــه عـــربيٌّ = جاءَ بالزورِ قولُه المُستعارُ
برِئتْ منه ــ فاسدًا ليس يرضى = بالمعالي ــ عروبةٌ وديارُ
لبسَ اليومَ ثوبَها ، فعلاها = نالَه من فمِ السفيهِ احتقارُ
فالهُويَّاتُ يعربيَّةُ رسمٍ = وهواهم لغيرها والمزارُ !
بئسَ أحزابُهم ، وبئسَ هواهم = والمآتي ، وبئست الأشعارُ
إنَّما الشِّعرُ بالعروبةِ يروي = ماروتْهُ بطهرِها الأسطارُ
زيَّنتْه الآياتُ بالقيمِ العليا ... = .. فناغتْه في الفضا أقمارُ
وتسامى ، فللمعاني جلالٌ = وتراءى ، فللبيانِ ادِّكارُ
هذه دعوةُ النبيِّ لقومٍ = جمعتْهم بفيئِها الأذكارُ
وإذا آمنوا ولبُّوا نِداها = أدركتْهم في ليلِهم أنوارُ
فرباها حيثُ الجنائنُ تزهو = وسماها سحابُها مدرارُ
ومشى البِرُّ ــ في مرابعِها يهمي ... = ... وفاضت بالنعمةِ الأقطارُ
وحبتْها في المؤمنين نجاوى = في ثناياها تنجلي الأسرارُ
ومن اللهِ رحمةٌ و قبولٌ = فيهما تُدركُ الأماني الكِبارُ
بركاتُ السماءِ تبتهجُ الأرضُ ... = ... بنعماها إنْ هفتْ ــ والدِّيارُ
وبها تحيا في البلاد قلوبٌ = أشغلتْها الأوهامُ والأوطارُ
كم أفاضتْ على العبادِ بخيرٍ = شهدتْه الآصالُ و الإبكارُ
فزها بالرخاءِ بستانُ جودٍ = ملأتْهُ ثمارَها الأشجارُ
والمروجُ الخضراءُ بعضُ جناها = وشذاها النسرينُ والنَّوارُ
نعمت الأرضُ وجهُها من ربيعٍ = يتهادى حِباؤُه المهمارُ
فتقلَّبْ بنعمةِ اللهِ واعلمْ = ماليُسْرٍ يُنيلُه إعســـارُ
واحمدِ اللهَ يُؤتِكَ اللهُ خيرًا = إنَّ ربِّي لشاكرٌ غفَّـارُ
ومن الحقِّ أن تؤوبَ بوعيٍ = و رشادٍ ، وللأبيِّ اختيارُ
نورُ قرآنِنا مناهجُ مجــدٍ = ماعليها ـ مدى العصورِ ـ غبارُ
ونهارٌ فيه الشموخُ تجلَّى = ماطواه ــ على الصدورِ ــ البوارُ
و هُدانا به الشبابُ ــ استقاموا = وبآياتِه الرجالُ استناروا
والجباه الكريمةُ اليومَ تأبى = ذلَّ قومٍ ، وللصِّغارِ صَغارُ
وافترارُ الوفاءِ في المقلِ الظمأى ... = ... سُمُوٌّ وللسُمُوِّ افترارُ
أمتي لن تموتَ ، فاللهُ يرعى = بالمثاني مَنْ عاهدوه و ساروا
تلك أمجادُ شرعِنا ، وصداها = لم يُرنِّمْهُ للهوى مزمارُ
فبنوه الفرسانُ لم يعرفوا المعزفَ ... = ... يغوي ، وللفدا أبرارُ
ذهبوا بالفخارِ في حقبِ الدهرِ ... =.. . وما زال للرجالِ الفخارُ
كلما يشرقُ الصباحُ فمجدٌ = بعلاهُ تشقشقُ الأطيارُ
وتحنُّ الأرواحُ للملعبِ الأسنى ... = ... ويجلو ميدانَه الأحرارُ
كم تراءتْ على الدروبِ خطاهم = فتثنَّى النَّدى ، وفاحَ العَرارُ
ومضتْ تمخرُ البحارَ بهديٍ = فأجيبي ، تكلمي يابحارُ !!
ماحملنا إلى الشعوبِ فسادا = فاستُبيحتْ لديهمُ الأوزارُ
أو نشرنا قرآنَنا تحتَ قسرٍ =هي تسري بنورِه الأذكارُ
قد مشينا بهديِه ، فطمسنا = فلسفاتٍ عهودُهُنَّ التَّبارُ
أمرعَ الخيرُ في المشارقِ أفياءً ...= ... مديدُ ابتهاجِها زخَّـارُ
فاسأل الغربَ والليالي سجالٌ = يومَ فضَّتْ أسرارَها الأقدارُ
بهُدانا يمشي الضياءُ نديًّا = والنهارُ الفوَّاحُ فيه الغـارُ
هو دينُ الهدى تعالى سُمُوًّا = وتناغي هالاتِه الأقمارُ
ياليالي الأمجادِ هل غادرَ السُّمَّارُ ...= ... واستوحشَ الدجى أحرارُ !!
لاتردِّي سجلَّنا الطاهرَ الخالدَ ... = ... فالدنيا قد عراها التَّبارُ
وأعيدي القرآنَ يحملُه اليومَ ... =... ... إليها فرسانُنا الثُّوَّارُ
وارفعي راية الخلاصِ جهادا = تتجلَّى لما به الأسفارُ
باسمِ ربٍّ له الجحافلُ لبَّتْ = ولديها من الوفاءِ قرارُ
ماارتضينا غيرَ الشريعةِ نهجًا = وسواها للمرجفين شنارُ
المغاني الحِسانُ ، والحللُ الفيحاءُ...= ... والخيرُ فاضَ ، والأمطارُ
و رمالُ الصحراءِ أضحتْ مروجًا = قد سقتْها فراتَها الآبارُ
فإذِ الخضرةُ البهيَّةُ تحلو = والسهولُ الفِساحُ والأغوارُ
قد رأى الناسُ أمةً باركتْها = رحمةُ اللهِ أهلُها الأخيارُ !!
إنها صحوةُ الشعوبِ بدينٍ = ليس في عدله المقدَّسِ عـارُ
يارفيفَ الخيامِ في مهجِ الأرضِ ... = ... أعدنانُ قد أتى أم نزارُ !!
يطويان الظلامَ ، ثوبُهما النورُ ... = ... يغذَّانِ ، فانتفض ياثارُ
جاءَ دينُ الإسلامِ يوم اشرأبَّتْ = مقلُ القومِ ، إنها الأنوارُ !!
وسنى الوحيِ في السماءِ تجلَّتْ = في رؤاه القدسيَّةِ الأسرارُ
ياصباحَ الربيعِ في أُفقِ الكونِ ... = ... فهذا محمَّدٌ يُختارُ
كم فرحنا ، وللقلوبِ نجاوى = لابتساماتها مُنىً وافترارُ
و بكينا على فراقِ سناها = وشكونا ، وللبعادِ افتقارُ
و صبرنا ولم نزلْ في ثغورٍ= نيِّراتٍ للدِّينِ لا تنهارُ
ستعودُ الراياتُ بعد غيابٍ = فَلْتُجدِّدْ أفراحَها الأمصارُ
و يهزّ الأذانُ عالمَنا الغافلَ ... = ... هـزًّا ، وترحلُ الأكدارُ
ليس بالوهمِ ، إنه الدِّينُ ، والفتحُ ...= ... قريبٌ ، والفارسُ المغوار
دعوةُ الله والهدايةُ منه = بعضُ مافي فوَّاحِهـا والغارُ
وبغيرِ الإسلامِ ضلَّتْ خطاهم = وتلوَّتْ بثكلِها الأقطارُ
لن يذوبَ الإسلامُ في وهجِ الحقدِ ... = ... فأحقادُهم عليهم تُدَارُ
وغدًا يأذنُ الإلهُ بنصرٍ = شَهدُه العذبُ للورى مدرارُ
ويحها !! ما أجلَّ بيضَ الليالي = والمغاني أريجُها معطارُ
فطرةُ اللهِ في القلوبِ يداها = ليسَ يبقى على اليدينِ الإسارِ
لايُجافي الإسلامَ إلآ شقيٌّ = أو غبيٌّ أو حاقدٌ غدَّارُ
فعلاهم و ذكرُهم وغِناهم = فيه لولا العنادُ والإدبارُ
فيه روحُ الثَّباتِ إن عصفَ الشرُّ ... = ... وعجَّت بالعالم الأخطارُ
و زوالُ الطغاةِ فيه كتابٌ = ما تناست حروفَه الأسطارُ
وبه الخيرُ ، والمُنى ليس تُنسَى = والبوادي ممَّا يفيضُ النُّضارُ
ومع العسرِ يسرُ ربٍّ رحيمٍ = يتلاشى ببرِّه الإعسارُ
للدواهي وللرزايا أفولٌ = عن ربانا ، وللكروبِ اندثارُ
لجلالِ الصحراءِ مجدٌ و فضلٌ = وبنوها الفرسانُ والأنصارُ
ما أظنُّ البنيانَ يعلو بوهمٍ = أو يباهي بعزمِه خوَّارُ
والحضاراتُ قد بناها رجالٌ = بين أيديهُمُ يكون اليَسَـــارُ
يوم هبُّوا من الخيامِ كرامًا = ما قلتْهُم أخلاقُهم إذ ساروا
هي لولا القرآنُ والجودُ والصبرُ ... = ... لأخوتْ وعاثَ فيها الدمارُ
إنما توهبُ المآثرُ توفيقًا ... = ... من اللهِ حقلُها محبارُ
ويعيشُ الأنامُ في هدأةِ الأمنِ ... = ... وتحلو بساكنيها الديارُ
حُكمُ ربي ، فليس من عنتٍ يأتي ... = ... به الغيُّ والعنا والعثارُ
الأذانُ الصَّدَّاحُ ، والآيُ تُتلَى = والقلوبُ الرِقاقُ والأخيار
والجِباهُ الأبيَّةُ اليومَ تعنو = لإلهي . وَلْيَخْسَأ الكفارُ