( إلى روح الشهيد القائد الدكتور محمد مرسي ــ يرحمه الله ــ
الذي اغتالتْه يــد الخيانة والتآمر على رائد الخلافة الإسلامية )
هوامش :
(1)استشاطت : اشتدَّ غضبُها وانزعاجُها .
ولقد فقدنا الحُـرَّ في زمنِ اللقا = زمنٍ بـه للمرجفين تمادي
زمنِ الخيانةِ والنكوصِ فلم نجدْ = فيهم سليلَ العـزِّ والأمجادِ
زمنِ المذلَّـة للذين تسلطوا = والشَّعبُ يرفضُ قادةَ الإفسادِ
من أين جاؤونا ومَن أوصى لهم = بقيادةِ الأحرارِ والرُّوَّادِ !
ورحلْتِ يامرسي ووجهُك مشرقٌ = بطهارةِ الآباءِ والأجدادِ
وبقلبك الفيَّاضِ من قيم الهدى = وبنهجِك المحمودِ في الإعدادِ
أعلنْتها في الكونِ إسلاميةً = ولهـا استشاطَتْ شلَّةُ الأوغادِ (1)
فتآمروا حقدا عليك فما لهم = عينٌ تنامُ وليس من تَهوادِ
والشَّرق والغربُ الخبيثُ ونخبةٌ = مـن جملة العملاءِ والحسَّادِ
ويـد الصهاينةِ الأذلةِ ماوَنَتْ = عن شدِّ أزْرِ المجرمِ الجلاَّدِ
هذا الخبيثُ تسلَّلتْ أقدامُه = بالمكرِ والزلفى بثوبِ حيادي !
لكنَّها امتدَّت جنايتُه وقد = ألفى حليفَ السوءِ في الأندادِ
وإذا المروءةَ غادرتْ قلبَ امرئٍ = ورأى الخيانةَ ملعبَ الصيَّادِ
أضحى لئيما ليس يُـؤْمنُ غـدرُه = فلـه المهانةُ من يــدِ الأجوادِ
وهي الحياةُ أبا أسامةَ لم تزلْ = للخائنين العهدَ قَيْدَ نَفادِ
هيهات ينجو مجرمٌ متلوِّنٌ = من سوءِ عاقبةٍ وسوءِ مَعَـادِ
ولقد فقدنا اليومَ مَن نادى إلى = سلِّ السيوفِ لهـم من الأغمادِ
لعدوِّنا الملعونِ دمَّـرَ غــزَّةً = بالطائراتِ وكثرةِ الأجنادِ
غاراتُها الشعواءُ فوقَ صمودِها = وعلى النساءِ اليومِ والأولادِ
والقادة الأبطالُ قد فرحوا لِمـا = نالَ العدوُّ فجيءَ بالإمدادِ !!!
من كلِّ ملعونٍ وكلِّ مكابرٍ = أو خائنٍ متأمركٍ الأبعادِ
لكنَّهم خسئوا وربِّك إنهم = في قبضةِ الديَّانِ بالمرصادِ
فالشَّعبُ في أرجاءِ غَـزَّةَ حبُّهم = للمسجدِ الأقصى لطولِ جـلادِ
وشبابُها المقدامُ رصَّعَ صفحةً = عصماءَ لم تخطرْ ببالِ قيادي
طوفانُها الجبَّارَ أرعبَ قوةً = كانت تفاخرُ في الورى بعتادِ
وبقوة الجيشِ الذي لم ينهزم = وهـو الحفيُّ بنظرةِ القُصَّادِ !
لكنها انهارتْ قُواهُ وزلزلتْ = صرحَ الجناةِ كتائبُ الإقـدامِ
والرعبُ أقعدهم بلا عزمٍ ولا = رأيٍ يقودُ نجاتهم أو حــادِ
والنَّصرُ ألفيناه رعبًا قاتلا = ألقى صهاينةَ بحقلِ حصادِ
وهـو الحديثُ عن النَّبِيِّ المصطفى = صلَّى عليه اللهُ في الآمـادِ
واليومَ يامرسي نهنئُ أمةً = قد أيقظتْها غزوةُ الأحفادِ
وجنودُك الأبرارُ ما وهنوا وفي = تكبيرِهم قد هــلَّ في الأعيادِ
واليوم يوم الفرحةِ الكبرى فقد = هبَّتْ حماسُ بعزمها الميَّادِ
وبحبها للهِ حبَّ مــوحِّـدٍ = يأبى ركوعَ المجدِ للأوغادِ
واليوم تبتدئُ الملاحمُ إنَّهــا = أمــلٌ لجيلِ النصرِ في الميعادِ
لن تستكين وليس تخشى أمتي = في الشامِ عزَّتُها وفي بغدادِ
وبمصر إذ أرضُ الكنانة لم تزل = تحيي مكانتُها عُـلُـوَّ الضَّـادِ
وبكلِّ قطرٍ فيه هَديُ نبيِّنا = قد صانـه الرحمنُ من آبادِ
في العـدِّ ملياران لو بصقوا على = أعدائهم لتبعثروا لبدادِ
واليوم يُرجَى أن نراهـا أُمَّــةً = نفضتْ تضعضُعَها من الأبرادِ
واستلت الأسيافَ بالأيدي التي = تبني أمانَ الخَلْقِ بالإرفادِ
لم تعرفِ الطغيانَ في أيامها = أو يظلم الإنسانَ طيبُ أيادي
هي رحمةُ للناسِ إسلاميَّةٌ = فيَّاضةٌ حتَّى على الأضدادِ