إضاءة :
*المُنى :وهي جمعٌ مفرده مُنية، وهي كلُّ ما يتمنَّى الإنسانُ تحقيقَه، وهنا رغبة الخير والفتح والنصر لأمتنا التي يرجوها المتقون الأبرار .
خَسِئْتَ وربِّ كعبتِنا لَعِيْنَـا = فلم تًدْرِكْ شمالا أو يمينا
ستشهقُ إنْ رأيتَ الأمرَ يُقْضَى = بأصفادِ الطغاةِ المجرمينا
فيومئذٍ مصيرُك في لظاها = غـــدًا مـع مَنْ أتـوها مبلسينا
ويومئذٍ تنادي مَنْ تردَّى = وكانَ لشرِّ ماتهوى مُعينــا
مضتْ دنياكَ والدنيا متاعٌ = وكان متاعُك الشَّرَّ المَدينـا
وَفَــرَّ الناسُ عنك فلم تجدْهم = وكانوا للذي تبغي سفينا
فَتَحملُ ماتشاءُ من المرافي = كما وجَّهتَ قومًـا خادمينا
وعشتَ مرفهًا ليلا نهارًا = وحولك نخبة المتفرنجينا
وللترفيه باب للمخازي = وآخرُ مُشرَعٌ للمحتفينا
نسيتَ اللهَ ويلك والمنايا = ستهلكُ يا أثيمُ المُسْنِتِيْنَا
وما للدِّينِ عندك من نصيبٍ = لــك الشيطان لـم يبرحْ قرينـا
عداؤُكَ للعقيدةِ قيدُ عـارٍ = عليك ارتدَّ ياهــذا مشينـا
فقبلك يا خبيثُ قد ادَّعاها = شقيٌّ باءَ بالدعـوى مهينـا
ولم تُسْعِفْهُ فيها كبرياءٌ = وبغيٌ فانطوى في الغابرينا
فأبشرْ سوف تدركُكَ المنايا = لتلحقَ بالطغاةِ المجرمينا
وتشربَ كأسَهم مُـــرًّا وتمسي = بديجور المقابرِ مستكينا
ومنزلُك ــ الذي أنكرْتَ ــ نارٌ = ستلقاهـا غــدا حقًّا يقينـا
وتعلمُ أيُّها المغرور فيهــا = مآلَـكَ في عدادِ المفلسينا
فأعداءُ الشريعةِ لن يعيشوا = مدى الأيامِ إلا مُحنَقينا
يحبون الأعادي حيثُ كانوا = وقد خسروا بها دنيا ودينـا
أتَتْهُم لعنةُ الديَّانِ تشوي = وجوهَ الأنذلين المرجفينا
لتصفعَهم جميعا في زمانٍ = به عاشوا الهوانَ مسخرينا
فهم أذنابُ مَن تاهوا وضلُّوا = وإن عاشوا لهم متخاذلينا
تقاضيهم شعوبٌ ما استكانت = وما رضيتْ فِعال الخانعينا
وهاهم يسألون اللهَ فتحًا = لِيُهلكَ هؤلاء المترفينا
ويحمي قدسنا منهم وممَّن = على الأقصى تنادوا شانئينا
كلا الطرفين ملعونٌ وهذا = قضاءُ اللهِ ربِّ العالمينا
لقد بُلِيَتْ بهم أقطارُ قومٍ = فأمسوا في السجون مكبلينا
وذاقوا من ضراوتهم هـوانا = وحالا من مآسيهم حزينا
فكم قتلوا وكم سجنوا فبئست = عهودُ الظالمين الحاكمينا
وكيف تسلطوا والشَّعبُ يأبى = تسلُّطَهم وجوهًا مبغضينا
فلا واللهِ هـم للملكِ أهـلٌ = وما علموا سجايا الخالدينا
ولا قد نال منهم شطرَ فضلٍ = ولا قــد قدَّموا عملا ثمينا
مخازيهم تجرع مرَّها مَن = أتاهم ناصحا بَــرًّا أمينــا
ونادتهم فلسطينُ استجارتْ = فردُّوا صوتَها الغالي أنينا
فما للقدسِ عندهُــمُ اعتبارٌ = ولا للعربِ من نسبٍ لقينا
وأقصانا لدى السفهاءِ شيءٌ = بلا قيمٍ كقولِ المبطلينا
نفوسٌ لاتعيشُ بغيرِ حقدٍ = ولا ترضى سجايا المؤمنينا
وبين فصولها وذرا المعالي = بميزانٍ بأيدي العارفينا
كما مابينَ أهلِ الفتحِ قدرًا = وأهلِ بني التَّوجس خانعينا
سألنا السَّاحَ في يوم عصيبٍ = عن المهزوم قد أمسى رهينا
فقيل سَفَتْهُ ريحٌ فاشمأزَّتْ = نفوسٌ باتَ شانئها طعينا
يدبرها الإلهُ فقد تمادى = دعاةُ تمرُّدٍ في العالمينا
وجاؤوا بالعداوةِ جندَ شــرٍّ = وعاثوا في المدائن مجرمينا
ويبقى الأمرُ في يــدِ مَن تعالى = وغيرُ قضائـه لا لن يكونـا
فصبرا إخوة الإسلام صبرًا = فعاقبةُ المُنى للمتَّقينـا *