تقدَّمْ فدربُـك فيه السَّنَى = ومنـهُ تُنــالُ ثمــارٌ لنَـــا
ومن لاحَ في دربِه نـورُه = فمن مجدِ أجدادِه قـد دَنَــا
ومَن ردَّ زهـوَ الزمانِ الذي = تزيَّنَ بالزيفِ قــد أحسنَا
أيا طالبَ الفضلِ قـم بالخلال = ففي طهرِها نفحـاتُ الهنــَا
تنادي رؤاكَ العِذابَ السَّماء = فحلِّقْ بدينِـك تَلْـقَ الجَنَـى
فلا تـَرَ غيرَ انطلاقِ الخطى = لتدرَكَ في سعيِكَ الأثمنَـا
فمن أجلِ دينِك دينِ الحبيب = أخـالكَ تبذلُ مافي الدُّنَى
نبيُّكَ عاشَ ولمَّـا تزلْ = أحاديثُه جنَّةً تُجتنَى
ففيها المزايا الحِسانُ التي = تعيدُ المكانةَ حقًّـا لنَــا
ومن أجلِ حظِّك يومَ الحساب = دعـا ربَّـه أن نرى أمننَا
فِداهُ فؤادي وما في يَدَيَّ = فما زال في عيشِنا فخرنَا
ومن أجلِ فوزِك بالباقيات =وتنسى ــ فِداك الأسافلُ ــ ثكلَنَـا
ضـعِ الخوفَ فَـذًّا وجُـد بالثَّمين = تنلْ بالوفـاءِ جليلَ المنى
وتحظى بقربِ النَّبيِّ الحبيب = وتنسى بهذا الوفــا ثُكلَنَـا
وما مــرَّ بالمسلمين الذين = تناسوا بغمرِ الأذى ديننَـا
وعاشوا الركون بظل الطغاة = وعافوا حياةَ الألى قبلنَـا
وكانت الكتابُ لهم حجَّــةٌ = وسُنَّةُ خيرِ الورى ديدنَـا
فهانَ لديهم متاعُ الحياة = وباتَ رخيصَ الوفا هيِّنَــا
لعلَّ الإلهُ الكريمُ الودود = يُنيلُ التَّقيَّ الـذي مـا ونَـى
فيوم النتائجِ يُحْبَى الهُـداة = ويُعلي به ربُّنـا شأننَـا
فتبصرُ هذا الجميلَ الصفات = كوجهِ الصباحِ كما أحسنَـا
فبشرى لمَن نالَ أجرَ الصلاة = وأجرَ الصيامِ وبشرى لنَـا
وطوبى لمَن نالَهـا في الحياة = فعاش سعيدًا ونالَ الثَّنَـا
بيومٍ تشيبُ الرؤوس به = ويلقى الذين اتَّقوا أمننَـا
نــداءٌ يجدِّدُ للمسلمين = وجـدَّدَ فيمَن مضـى قبلنَـا
ولـم تنسَ جـذلى القلوبِ النداء = وأوصتْ به مَن أتى بعدنَـا
ولمَّــا يكنْ للهوى والفساد = مكانا بقلبِ هناك دنَــا
فبئست حياةُ الضلال الوخيم = ونعمتْ حياةُ الذي مـا عنَــا
فدينُك يسخو عليك بما = سيأتيكَ يومًا فعشْ محسنَـا
ولا تركننَّ لمَن لايروم = حياةَ تطيبُ بمــا جـاءَنَـا
من الذكرِ والعلمِ والبيِّنات = تحرِّكُ في القلبِ أشواقنَـا
وإرشادِ سيِّدِنا المصطفى = بلغنا بــه وعدَ مَنْ دندنَـا
فبورك مَن جــدَّ يبغي الوصول = وأبعدَ عمَّــا يريدُ الــونـَى
فنعم التَّسابقُ في الصَّالحات = ونعـم المبشِّرُ والمُجْتَنَـى
فليلُ التقيِّ بهـا مقمرٌ = وهــلَّ له صبحُه بيِّنَـا
ونعم المشقَّةُ فيها الثواب = وفيهـا الجزيلُ بمـا حفَّنَـا
قناديلُها لم يــزلْ ضوؤُها = يكحِّـلُ من نـوره الأعينَـا
فحمدًا لربِّ الوجودِ الذي = أعانَ الذي للأماني رنــَـا
وحمدا لــه قد هدانا الطريق = ولولاهُ جــلَّ لتهنــا هنَا
لك الحمدُ ربِّي فأتــمـمْ لنــا = فلاحًا ونصرًا وعــزًّا لنَــا
فأنت الكريمُ الذي يُرتَجَى = فأدرك إلهَ الورى حالنَــا