عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ :
(( رَأَيْتُ ذَاتَ لَيْلَةٍ فِيمَا يَرَى النَّائِمُ كَأَنَّا فِي دَارِ عُقْبَةَ بْنِ رَافِعٍ فَأُتِينَا بِرُطَبٍ مِنْ رُطَبِ ابْنِ طَابٍ فَأَوَّلْتُ الرِّفْعَةَ لَنَا فِي الدُّنْيَا وَالْعَاقِبَةَ فِي الآخِرَةِ وَأَنَّ دِينَنَا قَدْ طَابَ )) صحيح مسلم
هـوامش :
(1)لبيت إبراهيم : كان نبي الله إبراهيم عليه السلام حنيفا مسلما وما كان من المشركين يقول الله تبارك وتعالى : ﴿ مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرَانِيًّا وَلَٰكِن كَانَ حَنِيفًا مُّسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ﴾ 67 / آل عمران . : فما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا ولكن كان حنيفا مسلما وما كان من المشركين ، نزَّهه تعالى من دعاويهم الكاذبة ، وبين أنه كان على الحنيفية الإسلامية ولم يكن مشركا . والحنيف : الذي يوحد ويحج ويضحي ويختتن ويستقبل القبلة .
(2)المسبت : وَجَدوهم مُسْبِتين لا يَتَحَرَّكُون لِمَرَضٍ أَوْ عِلَّةٍ أو لأي سبب يدعو إلى الدعة والهـوان .
(3) المقرف : رَجُلٌ مُقْرِفٌ: نَذْلٌ، خَسِيسٌ. وَجْهٌ مُقْرِفٌ: قَبِيحُ الخِلْقَةِ.
صوتُ الكليلِ أتى به من نـزوةِ = ويحـورُ يعرجُ في ضلالِ المِـلَّـةِ
المرجفُ المسعورُ يبغي أن يرى = صرحَ الحنيفِ مبعثرًا في وهـدةِ
وأتى بما لم يأتِ إلا من يــدٍ = مبتورةِ من سيفِ تلك النقمـةِ
من صوبِ مليارين في غبرائنا = كفروا بكلِّ دسيسةٍ في هبوةِ
الدِّينُ عند اللهِ دينُ مُحَمَّدٍ = قد طابَ دينُ اللهِ للبشريَّةِ
والأنبياءُ جميعُهم قـد بشَّروا = بنبيِّنا وبدينه ذي الرحمةِ
للعالمين ومَن أتوا من بعده = لو أدركوهُ لبايعوهُ برغبةِ
فبدِينِه خُتِمَتْ شرائعُ مَن أتوا = قبلَ الرسولِ فبوركتْ من دعــوةِ
هي ملَّةُ التوحيدِ أعلى شأنَها = ربُّ الورى فتميَّزتْ من نعمــةِ
بُعثَ الحبيبُ بهــا لينجوَ مَن أتى = يرجو الحقيقةَ في ظلالِ الآيــةِ
وإلى مُحَيَّاها الظليلِ توافدتْ = أمــمٌ وأصغتْ بعد طـولِ الجفوةِ
وبكلِّ قطرٍ قد صحــا أهلُ الحجى = إذْ أسلموا لشريعةٍ قدسيَّةِ
جمعتْ شرائعَ للإلـه وقد مضتْ = أزمانُها لِمجيْءِ دينِ العــزَّةِ
فالدِّيـنُ عند اللهِ مُذْ خلقَ الورى = قد جاءَ للثَّقلين أهـلِ اليقظةِ
أما النداءُ لبيتِ إبراهيم في = جمعِ الهوى المتناقضِ المتفلتِ (1)
هي لعبةُ الحقدِ البغيضِ لأُمَّـةٍ = هانتْ وما هبَّتْ لأسمى النُّصرةِ
لن يجمعَ البيتُ المُهَمَّشُ واقعًا = فيه التناقضُ والتآمرُ والتــي ...!
هي دعوةُ المكرِ المُبَيَّتِ خُبثُـه = هـدمًا لدينِ اللهِ في ذي الخلطةِ !
أولم يروا أيامهم من قبلُ في = هـَرْجٍ وكــُرْهٍ واضطرابِ الألفــةِ
هيهاتَ يجتمعون إنَّ نفوسَهم = جُبِلَتْ على الأضغانِ في المعمورةِ
اللهُ شرَّعَ للخلائقِ دينَهم = فمن اهتدى فهو الحـَرِيُّ بجنَّــةِ
فمن ابتغى في العيشِ غيرَ هداية = جاءتْ مع الهادي بأكرمِ بعثةِ
قد باءَ بالكفرِ الصريح ولم يجدْ = منجى لــه في يومِ طولِ الحسرةِ
والآخـرُ الأفَّاكُ باءَ بغضبةٍ = من ربِّـه لمَّـــا بغـى وبنقمــةِ
يامَن تريدُ لأُمَّتي مـوتًا ألــم = تقرأْ وعيدَ الله في ذي الفِعلَـةِ
تقويضُ دينِ اللهِ باتَ حكايةً = مرفوضةً تُنْمَى لأهــلِ الخسَّةِ
فالدِّينُ في حفظِ الإلــهِ ولم يزل = وسِواهُ في وهــمٍ يمورُ وظلمةِ
فدماءُ أهلِ الدينِ تفدي مجدَه = وتردُّ صولةَ ظالمٍ أو جـولةِ
كم من طغاةٍ حاربوه فَجُنْدِلُوا = والآنَ هـم في قيدِ نارِ الحفــرةِ
وســلِ الغزاةَ المجرمين وقد أتوا = لبلادنا طمعًا لطمسِ الــرَّايةِ
لكنَّها رفَّتْ على آفاقنا = رغم الحشودِ ورغم جمرِ النَّكبةِ
تجني عليهم مــرةً أطماعُهُم = ويحاولون اليومَ بعدَ المــرَّةِ
واليوم طوفانُ الجهاد أتـى على = تلك الحشودِ بقوةٍ وبأنفةِ
واليوم ــ واديناهُ ــ مؤتمراتُهم = خابتْ بخيبةِ أهلِ سوءِ الرِّدَّةِ
قطعتْ حماسُ بصدقِها إعلامَهم = ورمتْ بـه لفحيحِ أخزى خِربةِ
ذي غــزةٌ بشبابِها وبشيــبِها = ونسائِهـا ورضيعِها في الغزوةِ
هي غزوةٌ بدريَّة ضحَّتْ لهـا = بالمال والأولادِ رغم القلَّــةِ
وبكل مافي الأرضِ من زيناتها = رغـم الحصار ورغم هولِ الوقعةِ
رغـم الصهاينةِ الطغاةِ ومَن لهم = باتوا صهاينةً على الطرازِ المُسْبِتِ(2)
ولهـا وللشهداءِ من أبنائها = فُتِحتْ لهم أبوابُ أكرمِ رحمــةِ
وبهم وهم خيرُ الذين تسابقوا = وتسنَّموا ديوانَ مجدِ العودةِ :
للهِ جلَّ جلالُه لنبيِّهـم = للحـقِّ للإسلامِ ديــنِ العــزةِ
لزمانِ أصحابِ الحبيبِ مُحَمَّدٍ = والفاتحين فَسَلْ كتابَ العزمــةِ
أسمعتَ قولَ خليفةٍ لعدوِّهِم = جئناك : كلبَ الرومِ في ذي النَّجدةِ
أسمعتَ أن المسلمين قيادةً = وكتائبًا حربًا على المتعنتِ
وهي الليالي لن تموتَ فصولُها = رغم التَّصحرِ في عهودِ الغُمَّـةِ!
ناغمتُ عــزةَ أمَّتي فرنتْ إلى = وجـهِ الفخارِ وحدَّثتني بالتي :
وشَّتْ رؤى القيم الحِسان بديننا = فشدا الزمانُ بنورِ أبهى طلعةِ
فحمدتُ ربِّـي منعمًا أحيا به = هذا الجهادَ لأجـلِ صونِ الدعـوةِ
فهو الملاذُ إذا الوحوشُ تكالبتْ = واستمرأتْ خذلانَنا في الغفلةِ
ونظرتُ في أقطارِنا فرأيتُها = حول الغناءِ وحول تلك الخسَّةِ
وهُـراءِ فلسفةٍ وعربدةٍ على = رقص وترفيهٍ فيالرغبةِ !
خرقوا قوانين المآثر والهدى = إذ زيَّنُوا للناسِ أحقرَ زينــةِ
والشعبُ مسكين يعيشُ للقمةٍ = كادت تزول فيالَتلك اللقمــةِ
قد أرغموه على السكوتِ ومَن شدا = للخيرِ سيمَ بظلمهم والنقمةِ
لكنَّه الإسلامُ أيقظهم على = صوتِ الصَّريخِ برغمِ هـولِ الظُّلمةِ
اللهُ أكبرُ جنَّدتْ فرسانَها = وعلا النداءُ أخا الفدا من غــزَّتي
يا أحمد الياسين نهجُك أثمرتْ = أفنانُه ياطيبَ تلك الجنَّــةِ
ورجالُك الأبرارُ في أكنافها = ففدوا ثرى أقصىاهُمُ بالمهجــةِ
والله ــ سبحان الكريمِ ــ لأجلهم = نصرَ القليلَ على غثــاءِ الكثرةِ
ثاروا وللإسلامِ يهفو خطوُهم = واللهُ ألبسهم ثيابَ الـرِّفعةِ
بالدِّين تنتصرُ الكتائبُ في الوغى = والنصرُ من ربِّي بجيشِ الصَّفوةِ
في ظلِّ دعوتنا نشقُّ غبارَها = بجناحِ غـزَّتِنا وركبِ الإخــوةِ
ولنا بتاريخ الملاحمِ شاهدٌ = فسلِ المجوسَ وسلْ فلولَ الرِّدَّةِ
وسلِ الغزاةَ الرومَ يوم توغلوا = في ساحِ حطينٍ عن الأُقصوصةِ
ولقد مضتْ لكنْ فتاها لم يمتْ = فاليوم عهدُ عقيدةٍ وبطولةِ
هاهم بنو الإسلامِ في أقطارنا = هبُّوا بأجمعهم لأكرمِ وِجهــةِ
فاذكر لغزة فضلَها وجهادَها = وبصبرِها التحفتْ بأبهى حُلَّــةِ
واذكر لسنوارِ المغير بركبه = مَن داسَ بالأقدامِ ألعنَ جبهةِ
وأبو عبيدة والكتائبً حوله = قد حـوَّلتْ صلفَ العدا لهـزيمـةِ
واذكر لمَن قد قامَ بالتحليلِ في = وصف الجهادِ بقدرةٍ وعزيمةِ
طوبى دُوَيْرِي إذ وقوفك هاهنا = هـو للجهادِ وقد يكون لعِبــــرَةِ !
قد باركَ الرحمنُ ربِّي فيكُــمُ = وأنالكم نصرًا بهذي الحِقبةِ
وتُحَرَّرُ الأرضُ السليبةُ عُنوةً = من ذا اللفيفِ المقرفِ المتعنتِ (3)
ياربِّ عفوَكَ ربَّنا عن أُمَّــةٍ = نسيتْ مآثرَ قد أتتْ بِنُبُــوَّةِ
واجعل لها ياربِّ فتحًا وارفًا = بخمائلِ اليسرى لخيرِ بــَـــــريَّـةِ
ياربِّ قد لاذوا بغيرِك إنَّمـا = آبوا بسوءِ خسارةٍ وبحسرةِ
وشعوبُنا ذاقتْ مرارةَ حكمِهم = وبلادُنا قد أقفرتْ من جفوةِ
نشكو إليك مصابَنا بمرارةٍ = وَلِمــا يحــلُّ إلهَنـا من نكبــةِ
ومن المذابحِ والمشانق والأذى = ومن ابتزازِ وجودِنا للذِّلَّــةِ
أنت العليمُ وأنت تسمعُ شجونا = وترى فعائلَ للطغاةِ في المدَّةِ
ندعوك ربَّ العرشِ يامَن شأنُنا = بيديك فارحمْ يامؤمَّلُ أُمَّتي