لدينا المثاني لدينا الجديرْ = لإنقاذِ مافي الورى من شرورْ
وسُنَّةُ خيرٍ وبِــرٍّ لمَـن = لهم في الحياةِ جليل الشعور
وفي دينِنا للأنـام نداء = يحثُّ النفوسَ لأمرٍ أثير
يقولُ لكلِّ فـؤادٍ وعــى = معانيَ تحدو خلال العصور
خُلقتُم عبادًا لرب السماء = وربِّ المساء ورب البكور
ورب الخلائق في أرضه = وربِّ النجوم وربِّ الطيور
وربِّ الـدهور التي قد مضت = وربِّ البواقيَ من ذي العصور
وللهِ في أرضـه حُجَّــةٌ = على الخلقِ تروي انتهاءَ المسير
وتروي حقيقةَ طيِّ الطغاة = بأطباقِ آثامهم في القبور
ليلقوا جزاءَ اقترافِ الذنوب = كبيرَ أذى جرمهـا والصَّغير
فسبِّح بحمدِ الإلـه العظيم = وجدِّدْ يقينَك عبر الصُّدور
ولا تخشَ بطش الطغاة الذين = أماطوا عن الكِبرِ داءَ الغرور
فباؤوا بهذا العذاب الأليم = بدنيا تزولُ ويومَ النشور
ولا تأسَ للفاجعات الكبار = فللقوم فيها المقامُ المرير
وعاشرْ أخي مَن أتوا مخلصين = لشرعة ربِّي بصدقِ الضمير
وغرِّدْ بها رغم أنف الطغاة = ورغم العدوِّ اللئيم الحقير
وخاطبْ بروحِك أفياءَه = فحول جناها يطيبُ العبير
وجدَّد هـواكَ بحبٍّ لهــا = وخاطبْ أساريرَها في الحضور
ظلالُك ملأى كوجه النهار = بنور الحبيبِ البشير النَّذير
ونفح الغصون التي لم تزل = تفوحُ بروعة أبهى الزهور
ومرآكِ أمنٌ لأهل الشعاب = وأهل البوادي وجند الثُّغور
بساطك عذبٌ لأهل الفلاح = يشدُّ القلوبَ لمغنى الحبور
فياموئلا طاب فيه العطاء = وقد جاد بالعمرِ ركبُ النَّفير
ومنك الجهادُ ارتدى بُردَه = وأغنى المجاهدَ ربٌّ قدير
وفيك تراءت معاني الفدا = لنيلِ الشهادةِ يوم المسير
فطوبى لِمَن أعلنوها هنــا = جهادًا يُذلُّ العدوَّ الكفور
وبئستْ ليالي الخؤون الجبان = وخدن الملاهي وصنو الفجور
يقبِّلُ كفَّ العدوِّ البغيض = ويمسحُ نذلا حذاءَ المغير
ووجهكُ ياشرعتي لم تـزل = بعـزَّةِ ربٍّ عليمٍ خبير
صباحا صبوحا ينير الوجود = ويمنحُ أهل الضَّلالةِ نــور
ويكرمُ أهلَكِ طيبَ الحياة = بخيرٍ وفيرٍ وبِــرٍّ نضير
أياشرعتي كم تمنَّتْ شعوب = كريمَ ابتهاجِك خلف البحور
وأوفى هداياكِ ربُّ السَّماء = لِمَن يؤمنون بيوم عسير
فيا ثروةَ الخيرِ عند الأنام = ويانعمةً من كريم بصير
ثمارُك تغدقُ باليانعات = شهيَّ النفوسِ الذي لايبور
فنعم الودود ونعم الجَنَى = ونعم الحِباءُ النَّديُّ الوفير
ظلالُك في أرضِنا وارفات = ينالُ الغنيُّ الجَنَى والفقير
وما عافَ نورَ الهدى والفلاح = سوى مَن تولَّى بدربِ العثور
وأمعنَ في الغيِّ والموبقات = وعمرُ المكابر فيهـا قصير
فبئسَ السَّفيهُ الذي قد أضاع = نعيمَ الحياةِ بزادِ الثبور
وبئس الذي قد أمات الحِجَى = وعاشَ طريدَ الهـوى والنَّكير
فليس له ملجأٌ إذ يحور = لربِّ الأنامِ وما من نصير
وغير الجحيم له يومَهــا = فبئس المآلُ وبئس العشير
وأهلُ المآثر والبيِّنات = لهم في المعاد قصورٌ وحــور
بجنَّة عدنٍ وفيها السلام = وفيها النعيمُ الذي لايبور
وفيها يُرى الأنبياءُ الكرام = وأصحابُهم في المقام الوثير
وحسبُ الذين بيوم الحساب = مكانة فوزِهُمُ بالحضور
إذا ماتجلَّى الحميد المجيد = على الفائزين برؤيا الغفور
فَسَبِّحْهُ واسجدْ لربٍّ رحيم = بحمدٍ يدومُ بكلِّ الثُّغور
ألا ليت قومي بها يعلمون = إذا ما تبعثر صمتُ القبور
وجاؤوا فرادى لهول الحساب = فما من زعيم ولا من أمير
ولا من قوى أجرمَتْ في الحياة = ولا نتن عن لظاها يحور
ولا يومها مطرب لاينال = جزاءَ المعازفِ حول الخمور
وتُلفى النساءُ اللواتي رَتَعْنَ = بثوب الفجور ( وميدي ) السفور
بوادي لظى يشربَنَّ الخبال = وخمش الوجوه ولطم الصدور
ألا إنه موعــدٌ لن يطول = ليومٍ طويلٍ عسيرٍ مرير