مناسبة القصيدة : راع بعض الأحبة هول مجزرة مخيم النصيرات ، فكادوا ينجرفون نحو معسكر المثبطين ، لهذا كان لا بد من تثبيتهم كي يرقوا إلى ثبات أهل غزة الصامدين المحتسبين بهذه القصيدة .
وأنا أهديها لأهلنا الأعزاء الأخيار في غزة العز ، وأهديها إلى بنتي الغالية الحبيبة الدكتورة مريم التي تعيش أحداث غزة لحظة بلحظة، يعتصرها الألم بسقوط ضحايا شهداء ، ويحدوها الأمل بنصر من الله عز وجل قريب .
أنا صبٌّ ولو جَدّ العتاب=وما جدوى إذا عَذل الصحاب
علقت الفاتنات لهن هجر=فواأسفا إذا عَسرالطلاب
صرفت العمر أمنيتي وصالٌ=ودون الوصل هولٌ والصعاب
وعشقُ الفاتنات سراب صبّ=وذو ظمإ يُخادعه السراب
وما مَطلُ السراب كصدق شيب=فديدنه الصراحة والصواب
وليس الشيب إن نفقت سنُونٌ=ولكن إن تناوشك المُصاب
سلوت الفاتنات لهول حرب=بغزةَ قد تعاورها الخراب
حرائرها وصبيتها ضحايا= يُمزّعها شواظٌ والمُذاب
تدك الحائمات لها أزيز=ثغور الصامدين لهم حراب
هي الياسين صنعتُها بأيد= تخطُّ المجد جانبها يُهاب
فكم سطرت ملاحمَ في ربوع=عصيةُ لا تداس لها شعاب
وكم قد رام غزة من غزاة= بها بادوا ونالهم العقاب
فكيف اليوم تطمع في أسود= ضباعٌ أو ذئابٌ أو كلابُ ؟
فلا نامت لهم عينٌ وفينا= سيوفٌ لا تعانقها الجراب
وقد صيغت لهامات وسُنّت= إذا سُلّت تخرّ لها الرقاب
لقد عزّت على الأعداء أُسد= فما نالوا مراغبهم وخابوا
أذلّهمُ الهزابرُ في نزال= فناصت عن مقارعة ذئاب
فلاذوا بالفرار لهم خنين= وقتلاهم كساؤهم الخضاب
مضاجعهم نواويس وباتت= نوائحُهم يتوّجها السقاب
فآبوا من هزائمهم خزايا= همُ الأجياف عافهمُ التراب
وقتلاهم شرابهمُ صديدٌ= وقتلانا يطيب لهم شراب
وقتلاهم يلاحقهم عقابٌ= وقتلانا يُعدُّ لهم ثواب
ثيابهمُ من القطران قُدّت= وديباجٌ لقتلانا ثياب
معيشتُهم مُكابدة وضنك= وقتلانا معيشتهم لُباب
لنا الشهداء في الفردوس حَلّوا= وقتلاهم أُعدّ لهم عذاب
كفى عتبا إذا كثر الضحايا= فإن العزّ يُكسبه الغلاب
فما يرضى الدنية من تسامى= وهل يسمو بها وَهل يُعاب؟
على المولى المعول في جهاد= فنصرٌ أو شهادةُ والمثاب