أيها المارون

د. محمد مصطفى أفقير

dfsdfdf1083.jpg

أيها المارون بين الظلال

أيها المارون بين الظلال الهاوية،

تحت سماء غزة الرمادية،

أرواحكم معلقة على جدران الصمت،

والحجارة تبكي بلغة الأنقاض.

أيها المارون بين الظلال الهاوية،

أيها السائرون على درب الألم،

تتعثرون بأصداء الذاكرة،

هل من مخرج في جدران الليل الطويل،

أم أن الفجر أضحى أسطورة نرويها للناجين؟

أيها المارون بين الظلال الهاوية،

لا تتوقفوا عن السير،

فالأرض تحتكم تعرف خطاكم،

والزيتون ينتظر بزوغ ثماره،

والبحر ما زال يحلم بمراكب العودة.

أيها المارون بين الظلال الهاوية،

في غزة، حيث الأشواك تزهر على الأبواب،

والدماء تروي أساطير الأرض،

هناك، حيث الحزن يعتلي وجوه الأطفال،

والأمهات يصلين أن يعود الأبناء.

أيها المارون تحت الظلال الواهية...

أين أنتم، يا أمة الدنيا الراقدة؟

يا من تسامرون على وقع القصائد،

غزة تبكي، وفلسطين تنادي،

والخذلان يسود قصوركم المزخرفة.

لا تنظروا بعيداً، فالخراب على أعتابكم،

وصوت الأقصى يتيماً في مدن الأفق،

يا أمة كان لها يوماً مجد وعلم،

هبوا لنجدة الأخوة، قبل أن يطوينا النسيان.

أيها المارون بين الظلال الهاوية،

ها هي السماء ترسم بأناملها المثقلة بالدمع،

خرائط العودة على صفحات الزمن الجريح،

وفي كل نبضة قلب، وفي كل همسة ريح،

تتوهج قصص الصمود على تراب الأرض الطاهرة.

أيها المارون بين الظلال الهاوية،

أيها النائمون على وسائد من حيرة،

استيقظوا لمواكب النور المسافرة،

فما زال في الليل متسع للقيام،

وما زال في القلب متسع لحلم يزهر ويثمر.

أيها المارون بين الظلال الهاوية،

تحت ضوء قمر غزة الحالم،

حيث الدمع يغسل وجه الزمان،

والأرض تعانق أرواح الشهداء،

ينبت الأمل، يعلو ويتألق كنجم صباحي لا يغيب.

لا تغفو الأحلام في عيون الأطفال،

ولا تخبو الأماني في قلوب الرجال،

هنا، حيث الصمود يختزل معاني الوجود،

يتجدد العهد، يا أمة العزم، لتبقى غزة العنوان.

أيها المارون بين الظلال الهاوية،

فلتكتبوا في تاريخ الأمم،

أن هناك أرضاً، بالأمس قد زُرعت بالألم،

ولكنها اليوم تنبت أزهار الأمل،

تلك هي غزة، يا عالم، أرض الصبر، أرض القدس.

ملخص قصيدة

"أيها المارون تحت الظلال"

محمد مصطفى أفقير

 

         قصيدة "أيها المارون بين الظلال" -للمؤلف محمد مصطفى أفقير- تعبر بعمق عن مشاعر الألم والأمل في سياق الحياة تحت الصراع والاحتلال في غزة. تمتزج في القصيدة صور الدمار والمقاومة، حيث يتم تصوير السكان الذين يمرون بظلال الألم والدمار، وتحت ظلال القنابل والصواريخ والطائرات، لكنهم يحملون في قلوبهم بذور الأمل والمستقبل.

       القصيدة مليئة بالدعوات للصمود والنهوض، مشددة على قوة الإرادة والعزيمة التي تتجلى في الرغبة العميقة للحفاظ على الهوية والتراث. تصف القصيدة كيف أن الأرض في غزة، على الرغم من كونها مسرحًا للخراب والمعاناة، تظل مصدر إلهام للنضال من أجل الحرية والعدالة. تظهر القصيدة كيف أن الزيتون ينتظر بزوغ ثماره والبحر يحلم بمراكب العودة، مستخدمة هذه الصور لإبراز التوق إلى الحياة الطبيعية والسلام.

         من خلال استخدام اللغة الشعرية والصور البلاغية، تنقل القصيدة مشاعر اليأس والتحدي والأمل التي تتشابك في حياة الناس اليومية في غزة. وتدعو الأمة النائمة للاستيقاظ ومواجهة الواقع بشجاعة وتحدي، مؤكدة على أهمية الوحدة والعمل المشترك من أجل مستقبل أفضل.

         تبرز القصيدة قوة الروح الإنسانية في وجه الصعاب، مع التأكيد على أن غزة، على الرغم من كل التحديات، ستظل رمزًا للصمود والعزيمة في وجه الظروف الأكثر تحديًا.

         كتبت القصيدة بقلم حزين ومتفائل في الوقت نفسه، صور واقع غزة بلغة تحمل الكثير من الوجدان والألم، وفي الوقت ذاته تنضح بالأمل والتطلع نحو مستقبل أفضل. تعكس الروح الجماعية للشعب الفلسطيني، مؤكدة على قدرتهم على النهوض من بين الأنقاض..

         القصيدة، تستدعي الصور الشعرية التي تتخطى الحدود الجغرافية لتلامس الإنسانية جمعاء، داعية العالم للانتباه إلى مأساة غزة والوقوف إلى جانب الحق والعدل. هذا النداء يأتي في سياق تفاعلي يعزز من إيمان المتلقي بأهمية التضامن والدعم المستمر للشعوب المضطهدة. القصيدة، وإن كانت تعكس خصوصية الحالة الفلسطينية، إلا أنها تنطوي على رسائل عالمية تدعو إلى السلام والكرامة لكل الشعوب.

                                                                                                                                      المؤلف

د محمد أفقير

وسوم: العدد 1083