ستعودُ للإسلامِ رحمتُه بهم
أفعالُ مَن لم يؤمنوا لاتنفعُ = فهي الهراءُ وللمناصرِ تفجعُ
والشأنُ في الميزان ليس بنافعٍ = إن لم يكن لله فيه المطمعُ
فهو الهباءُ وهل يفيدُ مضرَّجًا = بدمائه وله النَّوازلُ تصفعُ !
فالظالمون المرجفون استعذبوا = طعمَ التَّبخترِ إذْ يُساءُ المطلعُ
هي من جنى أهوائهم ماطُرِّزتْ = بالصالحات البيضِ لا تتصدعُ
فعلوا وما نالوا سوى خذلانهم = وأخو الضلالِ عن العمى لا يُقلعُ
مسترسلا في الغيِّ ما أبقى على = قيمِ الشعوبِ وبالهوانِ استمتعوا
ظنُّوا بأنَّ فسادَهم وفجورَهم = قد يلهيان بني الحنيفِ ترفعوا
ماكان للباغين إلا شرُهم = وعليهمُ رغمَ الموانعِ يرجعُ
هم يمكرون كما يرى أسيادُهم = وهمُ مع الأسياد لم يتورعوا
فهي المخازي والقبائح والأذى = هي إرثهم قد مَلَّه المستودعُ
هيهات تبقى للطغاةِ مكانةٌ = عندَ الشعوبِ فللمكانةِ ضيَّعوا
تبًّا لمَن قادَ الشعوبَ بخسَّةٍ = لمَّا يجدْ لجنوحِه مَن يشفعُ
قد عاشها مستسلمًا لعدوِّه = ويرى به أركانَه تتصدَّعُ
لكنَّه يغضي على مضضٍ وهل = تُجدي الأسيرَ كؤوسُه إذ يجرعُ
إنَّ العدوَّ لَذئبُ غابٍ غادرٌ=لم يُؤتمَنْ ولصيدِه يتتبَّعُ
ومن استجارَ بحاقدٍ وجدَ الأذى = وعن الأذى المسعورِ لايتورعُ
وهي الشعوبُ عزيزةٌ بيقينِها = أنَّ الكريمَ عن الشعوبِ سيرفعُ :
ما أثقلتْ بالنَّازلاتِ صدورَهم = وسيهلكُ الوغدَ الذي لاينفعُ
ويعيدُ للشعبِ الأبيِّ مكانةً = لم يدرِ رفعتَها الغبيُّ الأصلعُ
قمْ أيُّها العربيُّ شهمًا مسلمًا = فجبينُ مثلك للعدا لايركعُ
واجمعْ صفوفَ المسلمين بعالَمٍ = قد باتَ كالأعمى ولا هو يسمعُ
هي أمَّةٌ أقوى بدين مُحَمَّدٍ =وهي التي في الخطبِ لا تتضعضعُ
فإذا هي اجتمعتْ تهاوى شأنُهم = فاسأل زمانا بَثُّه لا يَخدعُ
فلرايةِ الإسلام في آفاقهم = رعبٌ يهددُ مَن يسيءُ ويشنعُ
هم يعلمون بأنَّ دعوةَ خيرِنا = عمَّتْ ووالاها المكانُ المهيعُ
ستعودُ للإسلامِ رحمتُه بهم = وبكلِّ أهلِ الأرضِ حيثُ توزَّعوا
هو رحمةٌ للعالمين وإنَّما = يجفوه ذاك الآثمُ المتنطعُ
هي فتنةُ الزمن الأخير تشعَّبت = فاستنسرَ الباغي ومُدَّتْ أذرُعُ
وتكاثر الأوباش في أسواقها = وبها لقيطُ فسادِهم يترعرعُ
فالقائد الأعلى ينافقُ قومَه = وأخوه من كنز القيادةِ يجمعُ
والثالثُ المتلافُ ينهبُ ثروةً = عن كوخِ مَن جاعوا الليالي تُمنعُ
هذي حكاياتُ الزمانِ فيالَها = مهجُ الشعوبِ لهولها تتوجَّعُ
ماكان من مجد لهم أودى به = هذا النظامُ المستبدُّ المفجعُ
أيعودُ تاريخُ الأفاضل مرَّةً = أخرى وللمجدِ الأثيرِ سيصنعُ !
كان الجوابُ من الأفاضلِ وحدَهم = قالوا : نعمْ إنَّ الغريبَ سيرجعُ
أمَّا التَّخبُّطُ والتَّمرُّدُ والأذى = فإلى نفوسِ المفترين ستنزعُ
قلْها فإنَّ الله جلَّ جلالُه =في الخلقِ يفعلُ مايشاءَ ويبدعُ
فهي الشعوب لدينها ونبيِّها = ولغير بارئِ وعيِها لاتخضعُ
أوليس قلبُك يابن آدم لم يزل = بالخلدِ في جنَّاتِ ربِّك مولعُ !
وسوم: العدد 1083