هوامش:
(1)تسفعُ : سفَعتِ الشَّمسُ وجهَه: لفحته فغيَّرت لونَ بشرته .
(2)متمــزِّع : ممزق ، متناثر ...
غفت العيونُ ونومُهـا لاينفعُ = ورماحُ أهلُ البغي ويحك تلمعُ
وجرت ليالي الظالمين ثقيلةً = والمسلمون رؤوسهم تتصدَّعُ
والليلُ طالَ فهل لهم منجى وقد = وعدوُّهم بفنائهم مستمتعُ
وهـم الذين تمرَّغتْ أهواؤُهم = وهـم الذين تخاذلوا فتزعزعوا
وهـم الذين أناخهم حبُّ التي = لحياتهم وفخارهم ... لاتنفعُ
هجروا هدى الرحمن وانحازوا إلى = حشدِ العدوِّ فللمرارِ تجرعُوا
واستسلموا لأذى الطغاةِ أذلَّةً = وهـو الخنوعُ لكلِّ وانٍ يصفعُ
أيامهم باتتْ بكاءً أو كَـرَى = فاليقظةُ الكبرى هنا لاترجعُ
وإذا المصائبُ أمعنتْ أهوالُها = فبصمتهم لاذوا وفيه استرجعُوا
ركنُوا إلى الدنيا التي تطوي الذي = بخبائها طول الليالي يهجـعُ
فعليهمُ حزني ولوعةُ مهجتي = ودموعُ عيني فالفجائعُ تسفع
ولقد شهدْتُ مصارع الشهداءِ في= بلدانِنا والهول فيها يقرعُ
القتلُ والتَّدميرُ والتهجيرُ لم = تهدأ ولم يقلعْ أذاها المــوجعُ
والناسُ تبصرُهم حيارى ما دروا = أين السَّبيلُ وشأنُهم متمزِّعُ(2)
أين الملايين التي تعدادُها = يخشى العدوُّ إذا دعاها الأشجعُ ؟
إنَّ لننتظرُ الذي يحمي الحمى = ويعيدُ مجدًا بالشَّريعةِ يصدعُ
الله أكبرُ قم هنا وانظر إلى = أطرافِ كثرتِهم حواهم بلقعُ
أهُـمُ الغثاءُ وقد أتانا ذكرُه = بحديثِ خيرِ الخَلْقِ أم لم يسمعوا !
لكنْ إذا شاءَ الكريمُ استجمعتْ = في العصرِ أمَّتُنا الرجالَ وقد دُعـوُا
آن الأوانُ فأُمَّتي أفذاذُها = ليستْ بحقدِ المجرمين تُـروَّعُ
هي أمة الهادي مُحَمَّدُنا الذي = جعلَ البريَّةَ للهدايةِ تــرجعُ
وحبا لياليها بنورِ شريعةٍ = هي بالإخاءِ وبالهدى تتمتَّعُ
أَوَلَــم تَـــــــرَ الآلافَ في أيامنا = تأتي الهدى وعن الضَّلالةِ تقلـعُ
فهناك هبَّ الناسُ من غفلاتهم = بعدَ الضلالِ فأسلموا واسترجعوا
وتهبُّ ريحٌ للبشائر أقبلتْ = وحشودُ أهلِ الشَّرِّ منها تفزعُ
والفتحُ آتٍ لامحالة إنِّــه = بشرى الحبيبِ فللبريَّة يشفعُ
سيؤذِّنُ الفجرُ الوليدُ وتنتهي = أُكذوبةُ الشَّرِّ الذي لايرجعُ
اللهُ أكبرُ أُمَّتي : فتحفَّزي = إنَّ الزمانَ لربِّنا يتضرعُ
يدعوه أن يرثَ المكانةَ دينُنا = وبه الخلائقُ كلُّها تتمتَّــعُ