الصخرة الشمّاء سامقة الذرى= والطود راسٍ شامخ البنيان
و الناطحون تحطمت أهواؤهم = ذهبت جفاء نفثة الثعبان
وعناكب التضليل ضل بخورها= وخلت هياكلها من الكهان
زبد الضغينة قد تلاشى وارتمى = مزقاً على الأسوار والجدران
و الغرسة المعطاء يصعد فرعها= يسمو عتياً وارف الأفنان
تؤتي بإذن الله طيب ثمارها = والعود يقوى والقطوف دوان
وجذورها بين الضلوع تشابكت = وتعانقت في بؤرة الوجدان
مغروسة عبر النجيع نواتها = محروسة بالوجد .. والتحنان
و عناية الرحمن تفعم نسغها= بالكوثر الثجاج.. والرضوان
بوركت يا غرس العقيدة نامياً = عبق الجنى بالروح و الريحان
تفديك أفواج الكفاح على المدى= و قوافل الشهداء كل زمان
يحميك شعب مؤمن وطليعة= مرصوصة تجتث كل هوان
أبداً يذكرني صعودك شامخاً= غزو الظلام و قصة الطوفان
ثار الدخان عجاجة محمومة = من حمأة البغضاء والشنآن
والحقد يشعل في الصدور شراره= ويضج قلب البغي .. بالنيران
وحناجر الأحرار ترسل صرخة = هدارة تجتاح كل .. مكان
قم يا صلاح الدين عاد عدونا = عادت جحافله بلا صلبان
عاد التتار فيا جموع تحفزي = للقائهم في حومة الميدان
عاد التتار فيا دمشق تجلدي= واستمسكي بسلاحك الرباني
تأبى العقيدة أن نطأطئ هامنا= للذل و الأغلال بالإذعان
تأبى الأصالة أن يدنس أرضنا = رجس الدخيل و شرعة العبدان
تأبى الأخوة أن تنام كنانة= والشام يحيا في دجى الغربان
بالوحدة الشماء نهزم كيدهم= موتي بغيظك زمرة الشيطان
والوحدة البيضاء طود راسخ= لا يستكين لسطوة الطغيان
ويطوف في قلبي سؤال لاهف = عن غرسة الزيتون في بغدان
طمرت بأقدام الدخيل ولم تزل = تذرو الركام عن الجنى الفتان
تسقي التراب سخية بدمائها= والعود يقوى بالدم الريان
زيتونة الإيمان إن صباحنا = قدر سيطلع رغم كل ... جبان
والطغمة الرعناء إن مصيرها = تحت السنابك في غد الفرسان
يا أيها العربي تلك سبيلنا = عُلْويةَ المنهاج ... والميزان
والعالم المحموم ضاق بشرقه = ذرعاً وضاق بغربه .. الحيواني
فلينطلق باسم العقيدة زحفنا= لنطيح بالأصنام .. والأوثان
لاح السنا يا جاهلية فاركعي= للنور يسطع واسجدي لأذان
الله أكبر يا هداية أطفئي = نار المجوس وزخرف الرومان