شرعتي فخرُ أُمَّـتي وعــلاهــا = والمثاني عنوانُهــا زكَّاهـا
وجليلُ الحديثِ نهجٌ غـنيٌّ = عـن نَـبِـيٍّ بصبــرِه جــلاَّهـا
والصِّحابُ الكرامُ سيرةُ مجدٍ = يتثنَّى بالباقياتِ بَهَــاهـا
وهـو الإسلامُ العظيمُ سيُحيي = من قلوبٍ لمَّـا يزلْ مُبْتغاها
ماتَخـلَّت عن المآثرِ حـاشا = أن تنامَ القلوبُ عن أغــلاهـا
قُـمْ لساحِ الجهادِ يُخْــزَ الأعادي = ويولِّي الأدبارَ مَن عاداهـا
أُمَّتي لـم تزلْ سليلةَ عــزٍّ = رغــمَ هذا الفصام عن علياها
فدعِ المرجفَ الخبيثَ يُخَذِّلْ = مَن ينادي إلى الجهادِ فتاهـا
هـو هذا زمانُ حربٍ وصبرٍ = وكفاحٍ يصونُهـا في حِماهـا
ليس يخشى سوى الجبانِ ومَن قد = خانَها واسترقَّهُ مَن رماها
حيثُ عادى المجاهدين لحقدٍ = وتمادى بِخُبْثِه إذ عنـاهــا
ليس يُجديه مكرُه فالتَّنادي = لجهــادٍ لمَّــا يزل تيَّـاهـا
يازمانًـا قد كان فيه انعتاقٌ = لأُولي الفضلِ من بنيها أتـاهـا
تحت أسمى الراياتِ هبُّوا أُباةً = لِــيَرُدُّوا إيــذاءَ مَن عاداهـا
فالهدى والنَّـدى وبيضُ السَّجايا = تتجلَّـى في ليلِهـا وضحـاهـا
فـازَ مَن حكَّـمَ الشَّريعةَ واستهدى . = . بنورِ الإسلامِ يرجو الإلــهَ
ليس بالأُمنياتِ خطوتُه اليومَ . = . ولكنْ باعتدادِه وافاهـا
هـــــــو للــــــهِ صبرُه بيقينٍ = ليس يَفنى ــــ رغـمَ الخطوبِ ــــ جَنَاهـا
تتثنَّى خضرُ المغاني ابتهاجا = مُبْصِراتٍ ربيعَها ورؤاهـا
فانظُرَنْ كيف تورقُ القيمُ الزَّهـوَ . = . ويستافُ أهلُها من شذاهـا
هـو دين الرحيمِ أغـدقَ خيرًا = لأُولي التَّقوى فاغتنمْ بُشراهـا
وهــي البشرياتُ هلَّتْ فبشَّتْ = في وجوهٍ فأكبرتْ فحــواهــا
سيعيدُ التاريخُ بيضَ لياليها. = . وتجني من نورها مقلتاهــا
هاهي اليومَ بالبطولةِ أذكتْ = قلبَ مَن أيقظتْهُ عزمًـا يداهـا
ماتناسى أوامرَ اللهِ تُتْلَى = لجهادٍ لم يُبقِ من بلواهــا
فادْنُ فالخيرُ فيضُه في جهادٍ = لطغاةٍ قد دوَّخَتْهُـم عُــراهــا
فمن الآياتِ الكريمةِ ذكرى = لشعوبٍ يغشى العيونَ سَنـاهــا
هـذه أمَّـتي ومصحفُها النُّورُ . = . أضاءَ السَّبيلَ دونَ عــلاهــا
مجدها الأعذبُ الظليلُ تسامى = بهُدى اللهِ فضلُه وافاهـا
وهـو الدِّيـنُ نهجُ بِــرٍّ وعدلٍ = واعتزازٍ لأمَّتــي أغنــاهــا
وحبا اللهُ في الليالي رجالا = بالمثاني الحسانِ دارتْ رحـاهـا
حكموها بصدقهم ماتوانوا = حيثُ أضحى مكانُهـا تيَّــاهــا
خلفاءُ الإسلامِ أصحابُ تقوى = أكرمُوْهَـا بما رأى مصطفاهــا
فالتآخي شعارُها والتَّواصي = بِهُدَى اللهِ ظلُّـه يغشاهـا
وتطيبُ الأيامُ من بركاتٍ = مغدقاتٍ لأرضهـا وســماهـا
ما اسْتَفَّزَتْ أبناءَها ظلماتٌ = حيثُ يُلْفَـى حينَ الخطوبِ سناهــا
عــزَّ في الناسِ شأنُها فأتاحتْ = لبني الأرضِ جملةً من جَنَاهــا
هي وجهُ الإسلامِ ما كان إلا = لأماني شعوبِها ورؤاهـا
هـذه أُمَّتـي وتلك المزايا = لم تنلْهـا من الشعوبِ سِواهـا
لـم يزل وجهها النَّضيرُ نـديًّا = بالمودَّاتِ عـذبةً يتمــاهـى
منذ عهدِ النَّبيِّ والخيرُ باقٍ = وسيبقى رغمَ الجناةِ عطـاهــا
والرواياتُ بعضُ بيضِ وعودٍ = تتراءى بصدقها صفحتاهـا
بورك العاملون من علماءٍ = لم يهابوا في الحقِّ إلا الَّلهَ
لم يبالوا إذا الطغاةُ تمادوا = في فسادٍ أو جاءَ مَن دسَّــاهـا
منهجُ الحقِّ أعلنوهُ فَتَبًّـا = لعدوِّ لــه فخابَ وتــاهــا
فمشاها رعونةً مستبدًّا = وسيفنى وما أذلَّ الجباهــا
فرجالٌ يستعذبون المنايا = في سبيلِ اللهِ العظيمِ مُنـاهــا
بورك الصَّابرون آبوا بخيرٍ = وبفضلٍ للهِ لا يتناهى
وكريم الأسبابِ بين يديهم = فيه أغلى ما للفتى ومُناهــا
هي بابُ الثباتِ في قسوةِ البغي .=. إذا ما تجرعـوا بلواهـا
فمقامٌ يوم الحسابِ جليلٌ = في جنانٍ بــه التَّقــيُّ تباهــى
والكرامُ الأبرارُ عاشوا أُباةً = مانَسوا في عيشِهم أُخراهــا
سوف تفنى هذي الحياةُ وتبقى = صالحاتُ الأعمالِ تدركُ جــاهــا
برأ اللهُ جنَّــةَ الخلدِ فاخضرَّت . = . فطابت بأهلِهـا لُقْيَاهــا
القصور الحسانُ والحورُ والولدانُ . = .بشرى للنائلين هَناهــا
قالت الجنَّةُ الوريفةُ والمـولى . = . بمدرارِ فضلِه أغناهــا:
ربِّ زيَّنتني ببركِ سبحانك . = . ربِّــي ، فكنتُ فخــرًا وجـاهــا
وتثنَّت تختالُ جنَّةُ عــدنٍ = ثــمَّ قالت ونــوره يغشاها :
فلمَن قد خلقتني يا إلهي ! = وهــو اللهُ جَــلَّ إذ سمَّـاهـــا
قال ربِّي : وعـزَّتي وجلالي = أنتِ دارُ الموحدين الَّلــهَ
فاطمئنِّي فلن يجاورني فيك . = . شقيٌّ للنفسِ قـد دسَّاهــا
فيكِ جودي ورحمتي وثوابي = لقلوبٍ حنَّت إلى لقياهـــا
أيها المسلمون بشرى إليكم = لكمُ الوعدُ فاللقا في مــداها
أنتِ يا أُمَّـتي لكِ الفتــحُ آتٍ = والرَّزايا تنالُ مَن أجـراها
فهو البغيُ سامَها مستفزًّا = ويجازي الإلهُ مَن عاداهـــا
ورماها بالمكرِ والكيدِ نالا = من إباءٍ وفقدُه أوهـاهـا
وأراها تستيقظُ اليومَ ثكلى = لــيُزيلَ الإسلامُ مَن أرداهــا
ويولِّــي طغاتُهــا مَن أناخوا = خوفَ أعدائِها وخوفَ رؤاهــا
دينُها يرفضُ الخنوعَ ويأبــى = أن يذلَّ الذي به والاهــا
هيَ أصغتْ ـــ وللمصابِ أعدَّتْ = من قواها ـــ طوعا لمَن ناداهـا
إنَّـه اللهُ والمثاني بيانٌ = حيثُ في الناسِ شرحُه زكَّاهـــا
والنَّـبِـيُّ الحبيبُ بشَّرَ واستنفرَ . = . أعدادَهــا وقـد حيَّـاهــا
والأحاديثُ فصَّلَتْ عن زمانٍ = فيه قد تُبْتَلَـى غـدا بأذاهــا
وهي اليومَ مثلما أخبرَ عنها = ولـدفعِ الأذاةِ قــد أوصـاهــا
كذبَ المُـدَّعون زورًا وظلما = أنَّ دينَ الإسلامِ ما أحياهــا
فَمَن العُربُ لو تنحَّى كتابي = ونأتْ سُنَّتي وغابَ بهـــاهــا !
فبها أصبحَ الشتاتُ لـواءً = رفَّ عند اعتدادِه أقــواهـا
فبهذا الإسلامِ عاشتْ فخارًا = لا يُــدانى والمجدُ قد والاهـا
وبغيرِ الإسلامِ ليستْ ستحيا = أو سيُصغي الورى إلى نجــواهــا