***********
الأستاذ عمر عبسو في شبابه
(1387؟- 1446هـ = 1967- 2024م)
مَا كُنتُ أحسَبُ أنَّنِي أرثِيهِ= أو أنَّ أمرَ اللهِ يَنزِلُ فِيه؟!
حَتَّى أتَانِي نَعيُهُ في هَاتِفي= فَغَدوتُ كَالمَخبُولِ ، و المَشدُوهِ
وصَعِقتُ مِن خَبَرِ النَّعِيِّ بِصَدمَةٍ= أمسَيتُ كالمَمسُوسِ ، و المَعتُوهِ
* * *=* * *
حَقًّا أبُو حَفصٍ قَضَى أسَفَى على= فَقدِي لِخِلٍّ صَالِحٍ ، و نَبِيهِ
أودَى أبو حفص فأورثَنِي ضَنًى= مُذ قد دَعَاهُ -مِن الرَّدَى- دَاعِيهِ
صِدقًا سُقِيْ كأسَ المَنونِ أخي عُمَرْ=هَذَا -لَعَمرِي- كُلُّنَا حَاسِيهِ
و غَدَا رَهِينَ الرَّمسِ في أطبَاقِهِ= مُتَخَلِّيًا عَن أهلِهِ ، و ذَوِيهِ
سُبحانَ مَن قَهَرَ العِبَادَ! بِمَوتِهِم= و بِكَسبِهِم ؛ كُلَّ امرِئٍ جَازِيهِ
آمَنتُ أنَّ المَوتَ أكبَرُ عِبرَةٍ= أعظِم بِهِ مِن واعظٍ! لِنَبِيه
أكبِر بِهِ ! مِن آيَةٍ مِن رَبِّنا= لَيَبِينَ أحسَنُ عامِلٍ ؛ بِوُجُوهِ
* * *=* * *
حَقًّا تَرَجَّلَ -فارِسُ الكُتَّابِ- عَن= صَهَوَاتِهِ ، و مُفَارِقًا لِذَوِيهِ؟!
مِن بَعدِ عُمرٍ حَافِلٍ بِبُحُوثِهِ= و تَرَاجِمِ الأعلَامِ ، بِالتَّنوِيهِ
مَا زَالَ يَدأَبُ كَاتِبًا ، و مُؤرِّخًا= تَارِيخَ أعلَامِ الهُدَى ، كَوَلُوهِ!
بَل ظَلَّ يَنشُرُ رَاصِدًا تَارِيخَهُم= حَتَّى غَدَا المَكتُوبَ مِن أهلِيهِ!
تبكِيكَ "رَابِطَةُ الشأمَ" ادَبَاؤُهَا= كُتَّابُها ، الشُّعرَاءُ ؛ مَعْ تَنوِيهِ
و"تَجَمُّعُ الأدَبِ الرَّفِيعِ" رَثَى فَتًى= مِن أكبَرِ النُّشَطَاءِ فِي نَادِيهِ
و مَوَاقِعٌ أخرَى بَكَت لِفِرَاقِهِ= سَل "حِزبَ وَعدٍ" أهلَهُ، و ذّوِيهِ
* * *=* * *
كَابَدتَ فِي ذاتِ الإلَهِ ؛ شَدَائِدًا= مِن "حِزبِ بَعثٍ" فَاجِرٍ، و كَرِيهِ
ولَقِيتَ مِن عَنَتِ الطُّغَاةِ وعَسفِهِم= في سُورِيَا؛ فَصَمَدتَ في المَكرُوهِ
سَجَنُوكَ مُدَّةَ حَجَّةٍ -ظُلمًا- كَذَا= فَصَلُوكَ مِن عَمَلٍ ، و كُلَّ نَزِيهِ
غَادَرتَ مَوطِنَكَ السَّفِيرَةَ مُرغَمًا= لِـ "أبِي القَلاقِلِ" رُحتَ تَسكُنُ فِيهِ
و لِدَاعِشٍ غَادَرتَ سُورِيَّا إلَى= مَغنًى بـ "كِلِّسَ" آمِنٍ تَأوِيهِ
ثُمَّ انتَقَلتَ لِـ "أنقِرَةْ" ؛ فَقَطَنتَهَا= و بِهَا حِمَامُكَ قد أتَى دَاعِيهِ
ورُمِستَ فِي "تَرحِينَ" ثَمَّ بِغُربَةٍ= جَلَّ الحَكِيمُ -مُقَدِّرًا- بَارِيهِ!
* * *=* * *
يَا سَيِّدِي! يَهنِيكَ عُمرُكَ حَافِلٌ= قَضَّيتَهُ فِي العِلمِ ، مَعْ أهلِيهِ
قَد كُنتَ فِيهِ دَارِسًا ، و مُدرِّسًا= لُغَةَ القُرَانِ ؛ مُعلِّمًا لِبَنِيه
بـ"سَفِيرَةٍ"، وبـ "كِلِّسٍ"، وبـ"أنقِرَةْ"= كَم طَالِبٍ أنقذتَهُ مِن تِيهِ!
* * *=* * *
أمَّا الكِتَابَةُ فَهيَ مَيدانٌ لَكُم= كُنتَ المُجَلِّيَ ، و المُبَرِّزَ فِيهِ
لَا سِيَّمَا سِيَرٌ لِأعلام الهُدَى= في عَصرِنا ؛ فَبِهَا أضَا دَاجِيهِ
أعلامُ صَحوَةِ أُمَّتِي عَرَّفتَهُم= و كَتَبتَ سِيرَتَهُم مَعَ التَّنوِيهِ
في مِصرَ، في سُورِيَّةٍ، وعِرَاقِنا= مَعَهُ بِلادُ الشامِ ، جُلُّ بَنِيهِ
بِمُجَلَّدَاتٍ - تِسعَةٍ- مَشحُونَةٍ= بِمَآثِرٍ ، و مَكَارِمٍ ، لِوُجُوهِ
بَيَّنتَ وَجهَ الحَقِّ فيها ناصِعًا= بِسُلُوكِ أعلامِ الهُدَى ، و بَنِيهِ
وكَشَفتَ أعداءَ الهُدَى بِمَوَاقِفٍ= وفَضَحتَ أهلَ الظُّلمِ والتَّشوِيهِ
لم تَخشَ في اللهِ المَلَامَ مِنَ العِدَى= مِن حاقِدٍ ، أو ظالِمٍ ، و سَفِيهِ
* * *=* * *
رَحَمَاتِكَ اللَّهُمَّ! أغدِقهَا على= جَدَثٍ -أبو حَفصٍ- غَدَا ثَاوِيهِ
رِبَّاهُ! أكرِم نُزلَهُ ، و تَوَلَّهُ=بِمَرَاحِمٍ تَترَى ، مَعَ التَّرفِيهِ
أسكِنهُ رَبِّي في الفَرَادِيسِ العُلَى= مَعَ الَانبِيَا ، و الأولِيَا ، و وُجُوهِ
و كَذَاكَ قُرَّا كُتبِهِ ، و بُحُوثِهِ=و جَمِيعُ أحبابٍ لَهُ ، بذَوِيهِ