وتشدُّهم بين الفجاجِ كتائبًا = روحُ الحنيفِ وعزمةُ الإيمانِ
ياخائفًا من صولةِ الطغيانِ = أبشِرْ بنجدةِ ربِّـك الرحمنِ
أبْشِرْ فلن يذرَ الإلهُ عبادَه = أهـلَ الحنيفِ لذلَّـةِ وهـوانِ
ذرهُـم بنشوةِ حقدِهم وعُتُوِّهم = وبسطوةِ الإرهـابِ و العدوانِ
خلَتِ القرونُ ولـم تزلْ آثارُهـم = بالإثـمِ شاهدةً وبالبهتانِ
كم أُنْظِرُوا واللهُ أمهلهم فمـا = آبوا ـ بفضلِ اللهِ ـ للغفرانِ
والوارثُ الدَّيَّـانُ جلَّ جلالُه = يعفو و يصفحُ عن منيبٍ جانِ
فَتَمَهَلَنْ أمرُ الإلهِ أتى ولن = تُرجَى النجاةُ لعابدي الأوثانِ
ياقوم لاتستعجلوه فأمـرُه = ماضٍ برغمِ الفرسِ والرومانِ
فَلْيَحْمِلُوا أوزارَهـم حتى يروا = هـولَ السقوطِ لشامخِ البنيانِ
فالخزيُ للطاغوتِ جنَّدَ مَنْ رضوا = أنْ مجَّدوهُ بزيفِ كلِّ لسانِ
فهُمُ الجناةُ تملقوا وتحزبوا = وشقيُّهم قـد باءَ بالخسرانِ
والمكرُ ذو الإيذاءِ مـا أجداهُمُ = فاللهُ يحمي أُمَّـةَ القرآنِ
كم غالبوهـا كي تذلَّ لبطشهم = لكنَّهم هُزموا بكلِّ مكانِ
مَنْ قالَ : أُمَّتُنا لهم ركعتْ فما = قـرأَ الصحيحَ بسِفْرِها المزدانِ
هيهات تركعُ للطغاةِ وللعدا = واللهُ مولاهـا مدى الأزمانِ
قـد تُستَباحُ رحابُها في حقبةٍ = فهـو ابتلاءُ الواحدِ الدَّيَّـانِ
أو أن تنامَ لغفلةٍ ألقى بها = وَهَنٌ تغشَّاها على الوجدانِ
هي أمَّـةٌ يحيي ضمائرَ أهلِها = حبُّ النَّبِيِّ المصطفى العدناني
فهو الذي يُفدَى بكلِّ نفيسةٍ = وبجملةِ الأرواحِ والأبدانِ
وبكلِّ غالٍ من متاعِ حياتِنا = والأهـلِ والأموالِ والولدانِ
وله القلوبُ تبادرتْ يوم اعتدى = ذاك الأثيمُ العابثُ النصراني
هبَّتْ جموعُ المسلمين فأوهنتْ = ما كان للسفهاءِ من سلطانِ
وله قضتْ أن تستردَ مكانهـا = في العصرِ عصرِ البغيِ والشَّنآنِ
وتعودَ إسلاميَّةً تهبُ الورى = حللَ الهدى وشقائقَ النعمانِ
فالناسُ في دنيا الفسادِ بغفلةٍ = عنها وعن ماجاءَ في الفرقانِ
لو يعلمون مآثرَ الشرعِ الذي = جاءَ الرسولُ بخيرِه الريَّانِ
لأتوه لايلوون بعدَ ثمارِه = إلا إليه بلهفـةِ الظمآنِ
حلمٌ يرفُ بأعيني لاينثني = وتهزني الرؤيا على أجفاني
أصحو وأغفو والرزايا أرعدت = في الأمة الثكلى بكلِّ مكان
فاليوم يا أبرارَ أمتِنا لكم = أيــدٍ لبعثِ رسالةِ العدناني
فتبرؤوا ممَّـا يضرُ بدينِكم = ومن الذين استأنسوا بهوانِ
من غربِ دنيانا ومن شرق فلا = قد يرتَجَى خيرٌ من الذؤبانِ
لاترتضوا بهوى المبادئ أفلستْ = ممقوتةً في عالَم الإنسانِ
كلُّ الشرائعِ بعد دينِ مُحَمَّدٍ = باءت مدى الأيامِ بالخسرانِ
فالدِّينُ دينُ اللهِ جاءَ لرفعةٍ = محمودةٍ للخلقِ في الأحيانِ
وبه النجاةُ بهذه الدنيا وفي = يوم المآبِ من العذابِ الدَّاني
والحقُ مارضي الإلهُ بفعلِه = لا قول أهلِ الإثمِ والعصيانِ
والله يسأل في القيامةِ خلقَه = عن كل ماقترفوا من البهتانِ
أرنو وأستجلي الوجوهَ وحسرتي = في وقدة من مضرم الأحزانِ
لكنني والفجرُ يسكبُ نورَه = في عالَمٍ رغم المكارهِ هـانِ
وأرى به نفسي تهبُّ كريمةً = بيدِ الرجاءِ لرحمةِ الرحمنِ
وأرى شبابَ المسلمين يضمُّهم = صدرُ النهارِ المشرقِ المزدانِ
قالوا : النوازلُ دلهمتْ في دربنا = والريحُ تعصفُ بالهدى الرباني
والكفرُ أطبقَ ليس يوقفُ حشدَه = دينٌ مضى من سالف الأزمانِ !
أوما الإسلامَ يُذبحُ عنوةً = ( من غير ما نبأ ولا إعلانِ ) !
ويكبِّلُ الأبرارَ قيدٌ حاقدٌ = والسوطُ يلهبُ ساحةَ الأبدانِ
ويُقَتَّلون بزيفِ ألفِ قضيةٍ = وتُلفُ في صمتٍ وفي كتمانِ
قلتُ النوازلُ دلهمتْ وَلْيَحترقْ = ليلُ الخطوبِ بألسن النيرانِ
فهي ابتلاءٌ للنفوسِ فمنحةٌ = تُرجَى عطاياهـا من الدَّيَّانِ
وهي النذيرُ الحقُّ تعصفُ ريحُه = في العالَم المشحونِ بالطغيانِ
فإذا أتى نصرُ الإلهِ فإنه = ينجاب بعدَ الضيقِ والغليانِ
فاليوم تجري في العروق مروءةٌ = ليُعادَ صبحُ الفتحِ بعد أذانِ
فلقد كفى أجيالَنا تغضي على = قهـرٍ مريرٍ قاتلٍ و هوانِ
ويدُ الغزاةِ تمزقُ الآمالَ . . = . بالحقدِ الدفينِ ومُديةِ الكفرانِ
ومضى الرعاديدُ الأذلةُ ما انثنوا = للسلمِ تكتبُه يــدُ الخذلانِ
ما حرَّرَ الأقصى الأسيرَ معربدٌ = أو عاشَ للجلَّى أخو الخسرانِ
والقدسُ تفغو والجراحُ غزيرةٌ = ونداؤها لجحافلِ الركبانِ
للمؤمنين بربِّهم وبدينِهم = فلها جهادٌ منهُمُ و تفاني
فإذا بها اصطبغ الترابُ بدافقٍ = من كلِّ قلبٍ مؤمنٍ حــرَّانِ
وتناغمتْ أصداءُ كلِّ كتيبةٍ = تأبى هـوانَ الآثـمِ الخوَّانِ
وتدافعت تبغي الشهادة إنها = عنوانُ صدقِ المرءِ في الميدانِ
واستبسلَ الفرسانُ في ساح الوغى = وعلا مع التكبيرِ كلُّ لسانِ
إذْ ذاك ينهزمُ العدوُّ وينجلي = صبحُ الخلاصِ بغزوةِ الفرسانِ
وتعود للأقصى نضارةُ أفقه = والرايةُ الخضراءُ للخفقانِ
فَلْتنطلقْ أفواجُنا بعزيمةٍ = يجلو محيَّاهـا هدى القرآنِ
بانَ السبيلُ وأمتي هبَّت على = صوتِ الأذانِ بفجرها الرباني
ورفيف شوقٍ فاحَ معْ أحنائها = روحُ الحنيفِ بنفحة الإيمانِ
رغم المكارهِ والنوازلِ لم يزل = إسلامنا في الأرض عالي الشأنِ
بالبيناتِ وبالعقيدة ِ أهلُها = أهلُ الوفا وطهارة الوجدانِ
في بيئة التوحيدِ شامخةً وفي = هذا اليقينِ بربها الديَّانِ
يُرجى لهـا الفتحُ المبينُ يصوغُه = ماجاء في القرآنِ من تبيانِ
والسُّنَّةُ الغرَّاءُ طابَ ثراؤُها = بالخيرِ قد أغنى بني الإنسانِ
فاخضرت البلدانُ بعد يبابها = وربت مغانيها بكلِّ أوانِ
والدِّينُ حُلَّةُ أمــةٍ وبـه رأتْ = فتحـا مبينا ريِّقَ الألحانِ
وبمنهجِ الإسلامِ يحدونا الرجا = ويهزنا الأمل الوريفُ الهاني
قد خابَ فألُ المرجفين استأنسوا= بحضارةِ الإفرنجِ والصلبانِ
وبكيدِ ماسونيَّةٍ بنسائها = وبريقِ وَهْجِ الأصفرِ الرنَّانِ
باعوا ضمائرَهم وخانوا أمـةً = عاشت بعزتها مدى الأزمانِ
تهفو مآثرُها كأنسامِ الصبا = ريانةً بالودِّ والتحنانِ
وتفوحُ بالآلاءِ عابقةً على = صدر الرخاءِ بنعمةٍ وأمانِ
فلها القصيدُ العذبُ ردَّدَ شدوَه = ثغرُ العلى للموكبُ الرباني
أيام لم تعرف سجلاتُ الفدا = إلا كتابَ مفاخرِ الشجعانِ
يملي على الدنيا أحاديثَ الهدى = فيروقُ طيبُ الذكرِ للآذانِ
هذي طيوفٌ أرَّقتْ أجفانَنا = ياروعةَ الماضي على الأجفانِ
تصغي إليه قلوبُنا في لهفةٍ = وعزيمةِ تنسابُ في الخفقانِ
ياصفحةَ الماضي حنانك إننا = نشتاقُ وجـهَ قشيبِك المزدانِ
بصليلِ سيفٍ وامتشاقِ أسنَّةٍ = وصهيلِ خيلٍ الحقِّ في الميدانِ
فتوقدي بصدورِنا وتلهبي = بدمائنا لمروءةٍ وتفانِ
نادي الشبابَ من الضياعِ فإنهم = ملُّوا حياةَ الوهنِ والإذعانِ
هذا الشبابُ عمادُنا ورجاؤُنا = لغدٍ به الفتحُ العزيزُ الهاني
مالاحَ لي فجرٌ جديدٌ مشرقٌ = إلا رأيتُهُمُ على الملوانِ
يأتون والإسلامُ يجمعُ شملَهم = ويضمُ قاصيهم إلى القرآنِ
هم يعلمون بأنَّ أمتنا لهـا = وعدٌ لعودتهــا من الرحمنِ
وبهـا ربيعُ فخارِهـا ثمراتُه = تُلفى ببهجتها على الأغصانِ
إنَّ الشبابَ إذا تسلحَ بالهدى = ونمـا على الأخلاقِ والإيمانِ
وتضلَّعتْ فيه الحنايا بالتُّقى = ورأى جلالَ اللهِ في الأكوانِ
سيقودُ أمتَه إلى مجدٍ زهـا = ويقيلُ عثرتَها بقلبٍ حـانِ
فاستبشري يا أمتي إنَّ الوفـا = يغشى الجحاجحَ عاطرَ الأردانِ
وتبسمي شوقًـا وتيهي فرحةً = بالبُشرياتِ وأفقِها الهتَّـانِ
فالدِّينُ مفتاحُ الخلاصِ من الأذى = إنْ ما جرى في شاطئ الإيمانِ
والدين يحيي مايموتُ من الجنى = ويعيدُ ثوبَ السَّعدِ للإنسانِ
في البيتِ في المدن التي نامت على = ضيمٍ طغى من جائرٍ أو جــانِ
في كلِّ مدرسةٍ وكلِّ تَجَمُّـعٍ = من غيرِ نفعٍ قد يُرى بمكانِ
لكنها الأيامُ دارتْ وانثنى = زيفُ الجناةِ وغارةُ البُطلانِ
وهي المغاني اخضوضرتْ عدواتُها = وتنفستْ بالروح والريحانِ
وتهللت فيها البوادي بالمنى = واعشوشبتْ بجمالهـا المزدانِ
وهو الهدى أحيا القلوبَ نسيمُه = يشفي فؤادَ التائهِ الحرَّانِ
وحقائقُ التوحيدِ بين شبابنا = جاءتْ بِسِفرِ الوحيِ والفرقانِ
وبها يعيدون الفخارَ لأمــةٍ = مجدا يرفُ على المدى الحيرانِ
أكبرتُ عزماتِ الشبابِ يشدُها = فقهُ الولاءِ لشرعةِ العدناني
بالصدقِ بالإخلاصِ بالقيمِ التي = يحيا هُداها جيلُنـا المتفاني
وكأنني أحدو وأبصرُ ركبهـا = يوم النفيرِ يموجُ كالبركانِ
فالعصرُ عصرُ المسلمين استنفروا = بعدَ الهجوعِ لدعوةِ الرحمنِ
أرأيتَ إن نادى المنادي فيهمُ = قاموا لنجدته من الأكفانِ
فالأرضُ ملكُ اللهِ يورثها لمن = يرضى عقيدته بكلِّ زمانِ
وقوى الضلالاتِ المقيتةِ شأنُها = لاشيءَ إن دارت رحى الإيمانِ
فانظرْ إلى الأحداثِ يُنبِئْكَ الذي = قرأ الحديثَ بآخر الأزمانِ
يالهفةً تجري بصدرٍ مثقلٍ = بالحزنِ ممَّـا هاجَ في الأوطانِ
فوري هُدَىً وتألقي قبسًا فقد = طالَ الخنوعُ ولجَّ بالفرسانِ
واسقي القلوبَ من الشريعةِ عَذْبَها = تُـروَ القلوبُ من الهدى الرباني
آياتُ ربِّ العرشِ تحيي مَن ذوتْ = أحناؤُه من نفحها النشوانِ
وبيانُها طيبٌ يفوحُ وبهجةٌ = للناسِ كلِّ الناسِ في البلدانِ
ولأمةٍ كانت تقود زمامهم = للخيرِ في ماضي الزمانِ الهاني
وسعت تنيرُ العالمين بمصحفٍ = وبسُنَّةٍ في عالَمِ الإنسانِ
قد أنقذتْهم من براثنِ جهلهم = ومن الأسى والفقرِ والأوثانِ
جاءَ النَّبِيُّ بدعوةٍ ما مثلها = جاءت إلى الدنيا بحُلوِ بيانِ
واستعذب الأبرارُ بشراها وقد = هبُّوا بعــزٍّ بعدَ طولِ هوانِ
ومضى صحابتُه الكرامُ بنورِها = في العالمين ورحمةِ وحنانِ
هي أمةٌ شهدت لها الدنيا ولم = تشهدْ بغيرِ الحقِّ للفرسانِ
إذْ أنقذتْ أممًـأ تغشَّاها العنا = ورمى بها الطاغوتُ للخسرانِ
وحمتْ شعوبَ الأرضِ في أيامها = من ظلمِ طاغيةٍ وغدرِ جبانِ
فإذا المغاني في الربوع تنفَّسَتْ = أفنانُها بالحبِّ والتحنانِ
وإذِ الصحارى جنَّـةٌ هفهافةٌ = والمزنُ تسقي الأفقَ كلَّ أوانِ
وإذا القبائلُ من جزيرةِ يعربٍ = قد أقبلتْ بكتائبِ الشجعانِ
دكَّت حصونا كالجبالِ وهدَّمتْ = ماشيدَ قبلَ اليومِ من بُطلانِ
وتحررت تلك الشعوبُ وأقبلت = تهفو لدين الحقِ بالإيمانِ
كانت فيالق أمةٍ مختارةٍ = لـم تألُ جهدا للنهوضِ الباني
واليوم نشكو أمرَها لله من = جَوْرِ الطغاةِ وغارةِ الصلبانِ
ومن الذين تنكروا لتراثهم = وتناغموا مع نزغة الشيطانِ
وأتوا بما قد ضـرَّ بالنهجِ الذي = قد جاءنا من خالق الأكوانِ
ياناسُ ثوبوا للرشادِ وأبعدوا = عنَّـا فسادَ الرأي والهذيانِ
إنَّ البشائرَ أقبلتْ ــ رغم الأسى = رغم العنا ــ من ربِّنا الدَّيَّـانِ
هيهات ينقذُنا من الكربِ الذي = أودى برفعتِنا سوى الرحمنِ