يقول الله سبحانه وتعالى: ( وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ) 46 /الأنفال .
أما النجاةُ فشأنُها متفرِّدٌ= وأتى بها للعالمين مُحَمَّدُ
هوامش :
(1) السؤدُد : سُؤْدُد [مفرد]: مصدر سادَ ، سادَ على ، سادَ في. وهوالعِظَم ، والمجد، والسيادة، والشرف، والقدْرٌ الرفيع، والكرم ...
طوبى لكم إنَّ المهيمنَ يشهدُ=ولكم أعانَ وفضلُه لايُجحدُ
والنصرُ جاءَ من الكريمِ وإنَّه=لم يرضَ أن يُطوَى الأجلُّ السًّؤددُ
جاؤوا بأهوالٍ كأنَّ نسيجَها=منه الأساطيرُ القديمةُ تعقدُ
وهم الذين استعبدوا أهلَ العلى=وهم الذين على الأباةِ استأسدوا
وهم الأسافلُ سلَّمونا للعِدا=ولحقدِهم ، والحقدُ وجهٌ أسودُ
لكنَّ شعبا لم يزل إيمانُه=باللهِ جلَّ جلاله يتجدَّدُ
لايقبلُ الذُّلَّ البغيضَ ولا يرى=إلا الجهادَ فشأنُه متفرِّدُ
يُعلي الأُباةَ بدينهم رغم العدا=ويذلُّ أهلَ الكفرِ حيثُ تعدَّدُوا
فسنامُ دعوتنا الجهادُ ولم يكن=إلا على مَن في الورى يتصيَّدُ
وعلى الذين يسوقهم إبليسُهم=حربا على الدينِ القويمِ يُجَنِّدُ
ولقد نُصِرْتُم بالفدا وأعزَّكم=ربِّي فلا تهنوا ولا تتبدَّدُوا
كونوا كما شاءَ الإلهُ فإنكم=جندُ الحبيبِ فبايعوا واسترشدوا
كيلا تزولَ من المعاركِ ريحُكم=والشَّعبُ يُصدمُ فالأُخُوَّةُ تُحْمَدُ
عيشوا بظلِّ اللهِ لاتتفرَّقوا=إنَّ التَّفرقَ بالتَّبارِ مُهدَّدُ
في طاعةِ الرحمنِ تشتدُّ القوى=ويسودُ مَنْ رضيَ الإخاءَ ويُرفدُ
لاينفعُ الرأيُ الذي يُبنَى على=أهواءِ نفسٍ في هواها تفسدُ
والصَّبرُ في هذا المطافِ فضيلةٌ=وهو الضياءُ لمثلِكم والمرشدُ
قيمُ الإخاءِ هنا فرائدُ زهوِها=ومَن استظلَّ بها يسودُ ويسعدُ
فعدوُّكم قاسٍ على شعبٍ طوى=أيامَه وعدوُّه يتوعَّدُ
وهو العدوُّ أذاقَه مالم يذُقْ=أهلُ البرايا السمَّ بل هو أزيدُ
عانى من الطغيانِ والحقدِ الذي=نيرانُه يا إخوتي لاتخمدُ
قد يعجزُ الوصفُ الدقيقُ لِما جرى=ويكلُّ مَن يحصي القبيحَ ويقعدُ
فعُتُوُّهم صنعُ الوحوش بغابةٍ=قد كشَّرتْ عن نابِ ضغنٍ يوردُ
جاؤوا من الآفاق يحدوهم أذى= فالعلجُ يرعدُ والبطانةُ تزبدُ
جاؤوا بكلِّ قبيحةٍ لم تُحتَمَلْ=والشَّرُّ من جوفِ الأسافلِ يرعدُ
لم يُرْجَ منكم يابغاةُ لخيرِنا= يومٌ هدوءُ صباحِه متوردُ
كلا ولم تُعقَدْ لديكم رايةٌ= فيها لخيرِ العالمينَ تَوَدُّدُ
المكرُ شغلُكُمُ ومن حكمائكم= أهلِ الضلالِ فنونُه تتعددُ
هدَّدْتم الدنيا بأسلحةٍ لكم= فيها دمارٌ للأنامِ مُسدَّدُ
لولا ضراوتُها لما أرغى على= أهلِ المآثرِ شرُّها لايخمدُ
فهي المدافعُ والصَّواريخُ التي= للناس تقتلُ مَا تشاءُ وتحصدُ
وهي القنابل مثقلاتٍ باللظى= من نارِها وجهُ المدى يستنجدُ
لستم وربِّ الخَلْقِ من أهلِ الحِجى= ففعالُكم عن نورها هي أبعدُ
والعلجُ ظنَّ بأنَّه هو قادرٌ= والناس منه إذا عوى لاترقدُ
يخشون فرعون الزمانِ وإنَّه= يفنى ومن زيف القُوى يتجرَّدُ
والأرض ملكُ الله ، والقدرُ الذي= يأتي عليكم للمخازي يرصدُ
في قبضةِ الديَّانِ أنتم فارعووا= أو فانهضوا للخسفِ يحملُه الغَدُ
أيقنْ أخا الإسلامِ لن يقوى على= هدمِ اليقينِ بذي القلوبِ معربدُ
ضلُّوا وربِّك إنَّ ربَّكَ مرسلٌ= بالدِّينِ ، للقومِ الكرامِ مَنِ اهتدوا
لن يترك الرحمنُ أُمَّةَ أحمد= بيد الأسافلِ تضمحلُ وتُبعَدُ
قُلها ولا تخشَ العدوَّ فإنَّه= يهوي وليس على القضاءِ سيصمدُ
واقرأ من القصص التي لمَّا تزلْ= بكتابِ ربِّك للهُداةِ تُزَوِّدُ
قد أهلكَ الديَّانُ من أممٍ غوت= وبغتْ وهانَ على بنيها المحتِدُ
ما آمنوا باللهِ يومَ استكبروا= مثل الجناةِ بعصرِنا إذ عربدوا
قلْها ولا تقلقْ فلن تقوى القُوى= وجحيمُها إن شاءَ ربُّك يخمدُ
والَّلهِ لن نخشى المنايا إن دنتْ= فاللهُ مولانا لديه السؤدُدُ
لكنْ نرى ذعرًا لدى أهلِ المناصب .= . فانثنوا واستسلموا و ترددوا
لُعِنتْ مناصبُهم إذا ما أذعنتْ= لأولي الهوى وعلى الحنيفِ تمردوا
ونسوا بأنَّ اللهَ ينصرُ أُمَّةً= حكامُها بهدى الرسولِ تقيَّدوا
يا أُمَّةً شردتْ ولمَّا تستجبْ= لنداءِ مولاها فغامَ المقصدُ
إنَّ الأذيَّةَ في بنيها أحرقتْ= أكبادَهم والوهْنُ ماءٌ يُورَدُ
فأثابَهم غمًّا ، وداخوا عندما= هجروا مصاحفَهم ولم يتزودوا
قلها ولا يَفْتِنْكَ قولُ مُضَعْضَعٍ= هدَّتْ عزيمتَه النساءُ الخُرَّدُ
أو لانَ للكرسي البغيضِ لأنَّ مَنْ= رضي الهوى لايرتضيه مهنَّدُ
فالحكمُ بالمعنى الصحيح قيادةٌ= وأُبوَّةٌ وشجاعةٌ وتجلُّدُ
ومروءةٌ تأبى الخنوعَ لقوةٍ= ملعونةٍ فَسُيوفُها لاتُغمدُ
قلْ للطغاةِ طريقُكم أفضى إلى= هذا التبارِ وسعيُه لايُحمَدُ