إسلامُكم فخرٌ لكم فاستوطِنُوا = فَيْءَ الهُدَى ياإخوةَ الإيمانِ
***
*في صورتين :
***
*أُلقيت في الحفل الختامي للعام الدراسي في ( بدر الجنوب ) في منطقة نجران التعليمية . يوم الخميس 21/جمادى الأولى /1399ه والموافق 17/ أيار /1979م .
هي أُمَّتي خيريةُ الرحمنِ = ومدارُ وجهِ الخيرِ بالقرآنِ
حملتْ شريعةَ ربِّها فرسانُها = فالجاهليَّةُ غُيِّبَتْ في الآنِ
ماقادَها بغيٌ ولا ظلمٌ ولم = يشهدْ عليها الناسُ بالعدوانِ
بل أنقذتْ أُمما تغشَّاها العنا = ورمى بها الطاغوتُ للخسرانِ
وحمتْ شعوبَ الأرضِ في أيامها = من بغي طاغيةٍ وغدرِ جبانِ
أمَّا الصحارى فازدهتْ قدسيَّةً = بالخيرِ أبهجَها هُدى الرحمنِ
وإذا القبائلُ في الجزيرةِ قوَّةٌ = من خيرةِ الأفذاذِ والشُّجعانِ
دكَّتْ حصونا كالجبالِ وحطَّمتْ = للفرسِ تيجانا وللرومانِ
وتحرَّرتْ تلك الشعوبُ وأقبلتْ = تهفو لدين اللهِ بالإيمانِ
هلَّتْ سرايا أمَّةٍ مختارةٍ = لم تألُ جهدا للنهوض الهاني
واليوم يايومَ الإنابةِ يُرْتَجى = أشرقْ بصبحٍ فائح مزدانِ
يالهفةً تجري بأحناءِ الضِّيا = في مهجة الغلس البغيضِ الجاني
عودي هدى وتألَّقي قبسا فقد = طالَ الهجوعُ ولجِّ بالفتيانِ
ترنو محاجرُهم لفجرٍ شدوُه = يأتي به للخلقِ صوتُ أذانِ
فاسقي القلوبَ من الشَّريعةِ وانظمي = بالطُّهرِ صدرَ كتائبِ الميدانِ
حبَّاتُ رملِك ياصحارى نعمةٌ = فاحت مباهجُها على الأكوانِ
إذْ أنبأتْ عن أُمَّةٍ محمودةٍ = بالفتحِ والإيثارِ والتحنانِ
وسعتْ تنيرُ العالمين بشرعها = وتقودُ دعوتُها بني الإنسانِ
كانت صحارى والظلامُ يسومها = بالجهلِ والبغضاءِ والشَّنآنِ
فأتى رسولُ اللهِ يحملُ دعوةً = سمحاءَ ربَّانية العنوانِ
يهدي بها الناسُ الذين تعبَّدوا = للمكالِ والأهواءِ والأوثانِ
واستعذبَ الأبرارُ هَدْيَ مُحَمَّدٍ = وتواثبوا للعزِّ بعدَ هوانِ
ومضى الشَّبابُ شبابُ هاتيك الرؤى = بكتائبِ التوحيدِ في البلدانِ
واليوم يُدعى الأوفياءُ لدينهم = فالدِّينُ لايُرمَى إلى النسيانِ
ونِداهُ للعلماءِ في أقطارهم = في ظلِّ حقلِ الدعوةِ الفينانِ
ولكلِ أربابِ المكانةِ أرخصوا = جهدا لهم لم يرضَ بالكتمانِ
واليوم ياشعراء أمتنا لكم = أغلى عُلُوِّ منابرِ التبيانِ
فتبرؤوا ممَّا يضرُّ بنهجكم = وبمَن أتوا بحداثة الشيطانِ
من غربِ دنيانا ومن شرقٍ فهل = قد يُرتجَى خيرٌ من الذؤبانِ
نزغاتُ مَن تبعوا طلاسمَ حفنةٍ = ممقوتةٍ في الشَّامِ أو بغدانِ
أومصر ... ياويح انجراف ميولهم = نحو التَّغربِ باءَ بالخسرانِ
فالحرفُ بابٌ للأصالةِ فاحذَرَنْ = مازاغ منه ببيئةِ الهذيانِ
وهو المكرَّمُ عند ربِّي إن أتى = بالطُّهرِ لا الإفسادِ للإنسانِ
فالكَلْمُ مارضي الإله بلفظه = وبكلِّ مافي الشَّدوِ من إيمانِ
والله يسألُ في القيامةِ أهلَه = عن نبرةٍ منبوذةٍ بلسانِ
فلكلِّ فنٍّ في الأصول حكايةٌ = وأعيذُ أصفاها من الأضغانِ
سيكبُّ أهلُ الغيِّ في وادي لظى = إن أمعنوا في الحقِّ بالنُّكرانِ
وتفاخروا بالكفرِ أو أبوابه = وبكلِّ نفثِ قبائح الشيطانِ
فاللؤمُ للسفهاءِ زادُ ضلالِهم = ومزيَّةٌ تُنْمَى إلى العبدانِ
بتمرُّدٍ أعمي البصيرةَ خبثُهُ = في الجهرِ بئسَ الخبثُ والكتمانِ
لكنَّه القهَّارُ يحفظُ أهلَه = أهلَ التُّقى في السِّرِّ والإعلانِ
ماضرَّهم سفهُ الذين تجرَّدُوا = من عزَّةِ التوحيدِ والفرقانِ
ومن السُّمُوِّ حباهمُ الباري به = فاستأنَسُوا بعبادة الأوثانِ
وتظلُّ أسفارَ العقيدةِ غضَّةً = رغمَ النعيبِ لزمرةِ الغربانِ
إحداهما ابتهجتْ بها روحي فلم = تعبأْ لِما في الدربِ من حرمانِ
فازت وربِّي باليقين تَمُدُّني = ثانيهما من كوثر العدناني
فالقلبُ والسَّعيُ الذي ماخانَنِي = من حوضه الميمون يستقيانِ