تألق نصرها بالصمود أصيلا=وجرى بأمجاد الخلود جليلا
بضياءِ أحمدَ أشرقت أركانها=وتهللت من نوره تهليلا
لحقت بآساد السماء ملاحماً=وشهودها كادوا الصحابَ رعيلا
آياتُ فرقانٍ تضوّع سرُّهــــا=وعلى القلوب تنزلت تنزيلا
تروي الصدور رهامهُنّ سكينةً=وجهامُهنّ على الطغاة وبيلا
وتشربت منها الحياةَ بعزة=و تعشقت فيها الحِمامَ بديلا
فخيولهن على العدو مغيرةٌ=تسبي الرقاب سيوفهُنَّ صليلا
والشمس أشجانٌ على شطآنها=تسدي على ألم الجراح رحيلا
فكأنما تَغسِل من عبراتها=نَتَنَ الوجودِ وخانعاً وعميلا
فالحق يمهلهم وكان حسيبهم=وكفى به عدل الحساب وكيلا
يا غزةً فيها لهاشمَ دوحةٌ=غُرستْ خلوداً للرباط أثيلا
ياهيبةً ملأ الشجا أكنافها=وتفتحت فيها الجِنانُ سبيلا
ما ضارها الخذلان إن كان الذي=خذل النسورَ مُدجّناً وهزيلا
ويدوس مهجته بأقدام الهوى=ويبيع جوهرةَ الحياة هبيلا
أقدارها تترى تلَقَّفُ ساحراً=للضئضئين الأخبثين سليلا
لُعنوا وغُلّوا في السواد وحقدِهم=فتوغَّلَ الحقدُ اللعينُ غليلا
يا أيه الخزيُ الذي هدَّمته=هارَ عليك معرةً وعويلا
ميسمكَ الوشم الذي وبّدتهُ=شبَّ عليكَ من اللظى سِجّيلا
ياعِزةً عَثَمُ الجراحِ تبسُّمٌ=يفترّ عنكِ عشيةً ومقيلا
بمطارِ أفراح القلوب بعودةٍ=تتبع عَرفاً للشهيد دليلا
وتقدست تلك الربوعُ بماغدا=متعشقاً فيها الغرامُ نبيلا
فمقامكم شعَّ الضياءُ بمجده=و سواكمُ ألِفَ القعود ذليلا
أملٌ تفجّر من معايِنِهِ الحيا=ليُعيدَ وسماً للحياة جميلا
فعزيمةُ الشهداء فوق خيولهم=تقدح أنوارَ الفتوح صهيلا
وتعيدُ أقماراً الى أفلاكها=وتُقيل من وَكْب العرين دخيلا