أطلقتُ في أفُقِ المتابِ عيوني= فمتى أتوبُ أنام مِلءَ جفوني
أنا ما زرعتُ حدائقًا ريَّانةً= وحصادُ عُمري لن يُدافعَ دوني
دَيْنٌ على دَيْنٍ تَوَالَى إصْرُهُ = فمتى تُزاحُ عن الفؤادِ ديوني
لا تعجبنَّ إذا أسلتُ مدامعي = أسفًا بدمعٍ مِن أسايَ هَتُونِ
أيقنت أنَّ مَناقبي أكذوبةٌ = أنَّى ستنفعني بيومِ مَنونِ !
لا عِزَّ إلا في مَظلَّةِ توبةٍ= وبها أفِرُّ من الحياة الهُونِ
كم بالمتابِ المَرءُ بالِغُ عِزِّهِ= يسمو به عن عالَمٍ محزونِ
كم يَسترِقُّ الحُرَّ غفلةُ قلبِهِ= يهوى حياةَ التائهِ المغبونِ
فلئن صحا وأنابَ مِن شهواتِهِ= ورأى انبعاثَ الطيِّبِ المكنونِ
ورأى وضاءةَ مهجةٍ أوَّابةً= ليُفَكَّ أسْرُ فؤادِهِ المرهونِ
ورأى الأماجدَ سالكينَ هدايةً= يَسعَونَ بالإيمانِ دونَ كُمُونِ
هَتَفَتْ جوانحُهُ بأطيبِ صرخةٍ= معكمْ إلى نبضِ الحياةِ خذوني