إلى أمِّي الحبيبة
حنانُكِ مِن معينٍ لا يَجِفُّ
وقلبُكَ عن سَنـَـا روح ٍ يَشِفُّ
فأيُّ الناسِ أندَى منكِ كفـّا ً
وإنكِ للقِرَى والجودِ كَفُّ
أيا حِصنَ الأمانِ فلا تبَـدَّى
بقلبـيَ في جواركِ ثـَمَّ خوفُ
أحنَّ إليكِ يا أمِّي فأسْعَــى
وقلبي كم له في السعي طرْفُ
وأسْعدُ بالمنــــام إذا أتاني
خيالُكِ إذ له في القلبِ طيْفُ
وإن ترضَينَ يا أمي فعمري
بطِيبِ رضاكِ يا أمَّاهُ يصفو
وإنْ يوما ً تجَهَّم لي زمانٌ
وأدركـَـني مِن الباغين حَيْفُ
وآلمني الأسى منهمْ فأشقـَى
به ، أو مسَّني وجعٌ وحتـْفُ
هو المَحْيا دعاؤكِ فيه بَعْثِي
يعيدُ الرُّوحَ تَحنانٌ وعَطـْفُ
كأني ما تعرَّض لي جبــــــانٌ
بسوءٍ ، أو أتي ضُرٌّ وصَرْفُ
إذا هَدَمَتْ معاولـُهُمْ شموخي
يعودُ شعـــــاعُهُ بَرقا ً يَرِفُّ
أسامِحُهمْ كأن العفـــوَ فرضٌ
عليَّ ، ولي به - ما عِشتُ - إلـْفُ
وإنْ خط َّ المشيبُ له خطوطا ً
برأسي ، إنني كالطفــــل أهفـو
إلى حِجْــر ٍ به نامتْ عيونٌ
وطابَ مَنامُها ، والرُّوحُ تغفو
ببُعدِكِ إنَّ لي نِصفًا تناءى
عن الدنيا ، بقربكِ عادَ نِصْفُ
إذا مَسَّتْ يداكِ الجُرْحَ واهًا
فما للجرحِ بَعدَ المسِّ نزْفُ
قطفتِ لنا من الأيام حُلـْمًا
غرسْتِ بذورَهُ ليطيبَ قطفُ
ألا عذرا ً أيا أمِّي .. فشِعْري
به وَهَنٌ ألمَّ به وضَعْفُ
وعن عظم الذي أسديتِ أمي
فليس بمسعفي في البوح حرْفُ
يسوقُ إليكِ معذرةً فؤادِي
فعفوًا ، لا سِواكِ اليــومَ يعفو
وسوم: العدد 1121