شهيد الحق
28شباط2015
جمال فوزي
جمال فوزي
ذهبتْ يُراود ومضتْ تفكر كيف تلقى حملته في أحشائها ودعتْ إلهَ الكونِ أن ونما الوليد وأينع وتفتحت آفاقه فإذا الوليد مجاهداً باع الحياة رخيصة حتى طوتْهُ سجونُهم كم ساوموه لكي يحود ولكي يخون كتائباً ولكي يشوّه ما أضاء ولكي يكون صنيعة وأبى الكريم مباهج ورأى السجونَ معاقل وأصرَّ أن يَعْلي نداء فقضى السنين العشرَ * * * ذهبت لكي تلقاه يوم وتضمه في لهفة ويضمها العملاق في ويقول يا أماه عاد أنا لن ألينَ ولن أخون أنا لن أهادن من بغوا سأظل ناراً تحرق سأظل حرباً تستحق * * * قالت رعاك الله يا جاهدْ ولا تخفضْ جنا إن تنصروا الرحمن * * * ومضتْ به نحو الديار تَخِذَتْ كتاب الله نبراساً لم تمض أيام على حتى أتى جند الطغاة كان المجاهد يقرأ ويرتل الفرقان ترتيلاً ويفسّر التنزيل تفسير في ليلة ساد السكون وانقضَّ أعوان الطغاة صرختْ وقالت ويحكم همَّتْ بلثمِ جبينه * * * رفع المجاهدُ رأسَه ويقول في عزم الرجال الذنب ذنبُ شعوبها واستسلمت للبغي حتى سترين يوماً شِرعةَ ويزول من كل الوجود * * * وهنا يسير به اللئام وطوته جدران السجون كم مزّقَتْه سياطهم حتى ارتقته شهادة وهناك يلقى ربه والأم كانت في حنين حتى نعته لها الجموع ذهبتْ لتشهد قبره فإذا الجنود تَحُوطهُ والأمُّ قد رُدَّتْ وقد قالت أما أولى بكم سيناء ولَّتْ يومَ أن ذهب العدو بأرضكم وتمركزت قواته وقررتمو في ذلة أين المدافع والبوارج أين الصواريخ الضخام بل أين أين الطائرات أين الملايين التي الطائرات تحطمت وسلاحكم أخذته إسرا والعاهرات بجيشهم أذللن أعناق الطغاة ويقلن في كبر قهرنا والواهبون حياتهم وكأنهم قد أجرموا والهاربون من المعارك وكأنهم قد حرروا بئس الجيوش جيوشكم غرقى إلى أذقانكم هلكى لفرط ذنوبكم عودوا إلى شرع الإله ودعوا جنود الحق لتعاد أرض المسلمين * * * عادت تناجي ربها تستمطر الرحمات دنيا المجاهد كلها الشوك بين سهولها | قلبهاأملٌ يحقق غائباً عن عشها وربّتْه في أحضانها يرعاه من أعماقها الثمر الجميل بعطفها وتحققتْ آمالها يرعى العهود جميعها لله يرجو أجرها دهراً وفي ظلماتها عن العهود بأسرها باعوا النفوس لربها الكونَ من صفحاتها الشيطان بين صفوفها الدنيا وطلّقَ أمرَها الأحرار رغم قيودها الحق في جنباتها عملاقاً كشُّمِّ جبالها * * * خروجه بحنانها وسط الجموع لصدرها حبٍّ وقَبَّلَ رأسها إلى الجهاد رجالها ولن أغادر ركبَها يوماً على أطهارها الأشرار من فجَّارها الفجّار في أرجائها * * * ولدي الحبيبَ فكن لها حك رحمة بطغاتها ينصركم على أعدائها * * * وكبَّرت بربوعها ينير طريقها هذا الهدوء بدارها وكرروا مأساتها القرآن يُسْمعهُ لها يجدّد عزمها اً يعمّق فهمها بها وأظلم جنحها يُكبِّلون حبيبها ماذا جنى أطهارها فيردها أشرارها * * * في عزة أكرمْ بها تشجعي فأنا لها خانت طريق كفاحها قادها جلادها الرحمن تحكم أرضها شِرارُها وطُغاتها * * * ويسخرون بدمعها لكي يرى أهوالها وتلقفته كلابها ليكون من أبرارها ويطل من عليائها تستجيب لشوقها بكته في سَجَداتها ترويه من عبراتها في غِلظةٍ بسلاحها شهروا السلاح بوجهها أن تملؤوا ميدانها سجنَ الطغاة حُماتها واحتل كل قناتها عبر الحدود بأرضها تأبى النعاجُ مثيلها والجيوش بزحفها وأين أين أزيزها تدك حصن عدوها قد أنفقت لشرائها قبل المعارك كلها ئيل فوق عتادها قد فُزْنَ في حلباتها الماجنين بساحها العرب في أوطانها لله ملْ سجونها أو لوثوا تاريخها يملكون زمامها الأرض السليب لأهلها يا وصمةً بجبينها بالعار في أوحالها يا شر كل عصاتها وطلقوا إلحادها للصحراء يقتحمونها إلى عزيز كيانها * * * في ليلها ونهارها للشهداء في محرابها محن لصقل رجالها والزهر بين هضابها | حلمها