شعب أشد على الطغاة
17تشرين22012
د. محمد ياسين العشاب
شعب أشد على الطغاة
إلى أحرار سوريا الثابتين الصامدين حتى النصر إن شاء الله..
د. محمد ياسين العشاب - طنجة/المغرب
نَزَفَتْ لِأَجْلِكِ بِالدِّمَاءِ إِنِّي سَرَيْتُ إِلَى حِمَاكِ بِمُهْجَتِي وَالنَّفْسُ مِنْ أَلَمِ الْمَشَاهِدِ رُوِّعَتْ فَرَأَيْتُ شَعْبًا قَدْ حَبَاكِ حَيَاتَهُ وَرَأَيْتُ شَعْبًا لاَ يَذِلُّ لِظَالِمٍ وَرَأَيْتُ شَعْبًا لاَ يَلِينُ وَ لاَ يَنِي فَعَرَفْتُ أنَّ ثَرَاكِ لَيْسَ لِغَاصِبٍ إِنْ كَانَ شَرَّدَهُ الظَّلاَمُ فَقَدْ دَنَا يَا وَيْحَ هَذَا الصَّمْتِ أَيْن ضَمِيرُكُمْ أَرَضِيتُمُ الذُّلَّ الذَّرِيعَ وَقَدْ عَلاَ وَالْحَقُّ فِينَا شَارِدٌ وَمُضَيَّعٌ فِي كُلِّ حَيٍّ نَكْبَةٌ وَمُصِيبَةٌ ذُبِحَ الرِجَالُ وَقُطِّعَتْ أَوْصَالُهُمْ وَمَنَازِلٌ فَوْقَ الرُّؤُوسِ تَهَدَّمَتْ وَمَسَاجِدٌ يَا شَامُ دُكَّ بِنَاؤُهَا لَمْ يَنْجُ يَا شَامُ الْهِلاَلُ وَلاَ نَجَا هُمْ شَرُّ خَلْقِ اللَّهِ لَيْسَ يَسُوؤُهُمْ وَمَجَازِرٌ مِنْهَا الْقُلُوبُ تَفَطَّرَتْ يَا وَيْحَ سُورِيَّا وَكُلُّ سَمَائِهَا سَكَبُوا الدِّمَاءَ عَلَى ثَرَاهَا أَنْهُرًا حَتَّى إِذَا ثَقُلَ الرُّكَامُ وَأَظْلَمَتْ وَقَفَتْ مُنَادِيَةً تَسيلُ جِرَاحُهَا إِنْ تُنْكِرِ الدَّنْيَا وَيُعْرِضْ جُلُّهَا فَاللَّهُ أَيَّدَهَا بِشَعْبٍ مَاجِدٍ هَتَفَتْ بِهِ حُرِّيَّةٌ قَدْ نَالَهَا عَبَثًا تُحَاوِلُ يَا مُعَذِّبَ نَفْسِهِ عَبَثًا تُحَاوِلُ لاَ الرَّصَاصُ وَلاَ الرَّدَى كَلاَّ وَلاَ وَبْلُ الْقَذَائِفِ هَاطِلاً كَلاَّ وَلاَ شَبِّيِحَةٌ هَمَجِيَّةٌ وَحَرَائِرُ الْأَبْكَارِ فُضَّ خِتَامُهَا وَسَنَا الطُّفُولَةِ صُدَّ عَنْهُ ضِيَاؤُهُ شَعْبٌ أَشَدُّ عَلَى الطُّغَاةِ وَإِنْ بَغَوْا يَا شَعْبَ سُورِيَّا سَنَاكَ مَنَارَةٌ لَمَّا فَضَحْتَ اللَّيْلَ أَدْبَرَ رَاغِمًا شَاهَتْ وُجُوهٌ كَمْ رَجَوْنَا بِرَّهَا فَالْيَوْمَ كُلٌّ قَدْ تَبَينَ قَصْدُهُ مَنْ كَانَ مِثْلَكَ فِي الشُّعُوبِ تَمَيَّزَتْ يَا شَعْبَ سُورِيَّا وَإِنْ عَظُمَ الْأَسَى عَجِبَتْ لَكَ الدُّنْيَا شَرِيدًا مُفْرَدًا وَالْجَوْرُ طَوْقٌ لاَ يُفَلُّ وَحَوْلَهُ وَاللَّيْلُ يَجْثُمُ وَالْحَيَاةُ مَرِيرَةٌ عَجِبَتْ لَكَ الدُّنْيَا وَدَأْبُكَ عِزَّةٌ وَالْفَجْرُ مَنْشُودٌ لَدَيْكَ وَإِنْ نَأَى لاَ شَيْءَ يُعْجِزُ مَنْ تَجَرَّدَ لِلْعُلاَ وَالشَّعْبُ أَبْلَغُ حُجَّةً وَمَشِيئَةً وَالظُّلْمُ مَهْمَا قَدْ سَطَا بِرُكَامِهِ إِنَّ الزَّمَانَ بِأَسْرِهِ مُتَقَلِّبٌ وَاللَّيْلُ مَهْمَا قَدْ عَلاَ بِظَلاَمِهِ يَا أَيُّهَا الْفَجْرُ اسْتَجِبْ وَانْشُرْ لَنَا وَاجْلُ الظَّلاَمَ بِخَيْرِ صُبْحٍ سَاطِعٍ إِنَّا سَئِمْنَا اللَّيْلَ يَبْسُطُ حُكْمَهُ وَالْعَيْشُ فِي كَنَفِ الظَّلاَمِ مَهَانَةٌ وَالصَّمْتُ خِزْيٌ فِي حِمَاهُ وَذِلَّةٌ فَاصْدَعْ أَيَا شَعْبَ الْأُبَاةِ وَلاَ تَهِنْ وَالْفَجْرُ لاَ يَجْزِي الْخَنُوعَ إِذَا بَدَا هَاذِي تَحِيَّةُ شَاعِرٍ قَدْ هَزَّهُ وَتَحِيَّةٌ قَدْ صَاغَ حُسْنَ بَيَانِهَا وَتَحِيَّةٌ مِنْ خَيْرِ جُنْدٍ فَائِضٍ وَتَحِيَّةٌ مِنْ كُلِّ شَعْبٍ نَاهِضٍ وَتَحِيَّةٌ مِنْ كُلِّ حُرٍّ مَاجِدٍ | قُلُوبُيَا شَامُ حُبُّكِ فِي الْفُؤَادِ وَالرُّوحُ يَسْبِيهَا أَسًى وَوَجِيبُ وَالْقَلْبُ مِنْ كَمَدٍ يَكَادُ يَذُوبُ مَا زَلْزَلَتْهُ حَوَادِثٌ وَخُطُوبُ مَهْمَا عَرَاهُ الظُّلْمُ لَيْسَ يَخِيبُ وَرَأَيْتُ شَعْبًا مَجَّدَتْهُ شُعُوبُ كَلاَّ وَشَعْبَكِ لَيْسَ فِيهِ نَصِيبُ فَجْرٌ يَلُمُّ شَتَاتَهُ وَيَثُوبُ يَا قَوْمِ إِنَّ سُكُوتَكُمْ لَمُرِيبُ! سَيْلُ الظَّلُومِ يُهِينُكُمْ وَيَعِيبُ! وَالْعَدْلُ فِينَا مُبْعَدٌ وَغَرِيبُ أَلَمٌ وَآهَاتٌ عَلَتْ وَكُرُوبُ لَمْ يَنْجُ مِنْهُمْ فِتْيَةٌ أَوْ شِيبُ وَمَشَاهِدٌ مِنْ هَوْلِهِنَّ تُشِيبُ وَاللَّهُ رَبّي شَاهِدٌ وَرَقِيبُ مِنْ سَطْوَةِ الْقَوْمِ اللِّئَامِ صَلِيبُ ظُلْمٌ، وَلاَ تُعْيِي الضَّمِيرَ ذُنُوبُ! وَالدَّمْعُ مِنْ هَوْلِ الْمُصَابِ سَكِيبُ! غَيْمٌ يُلَبِّدُ حُسْنَهَا وَشُحُوبُ يَجْرِي بِهِنَّ شَمَالُهَا وَجَنُوبُ مُهَجُ اللَّيَالِي وَالزَّمَانُ غَضُوبُ وَالْعَالَمُ الْمَحْزُونُ لَيْسَ يُجِيبُ أَوْ يَخْلُ مِنْهَا مُنْكِرٌ وَحَسيبُ أَنِفٍ، لَهُ رَغْمَ الْجِراحِ وُثُوبُ وَأَتَتْهُ تَخْفِضُ رَأْسَهَا وَتُنِيبُ! فَالذُّلُّ يَا هَذَا إِلَيْكَ يَؤُوبُ! يُجْدِي، وَلاَ التَّرْوِيعُ مِنْكَ يُصِيبُ كَلاَّ وَلاَ رِيحُ الْمَنُونِ تَجُوبُ كَلاَّ وَلاَ ذَبْحٌ وَ لاَ تَصْلِيبُ مَا غَالَهُنَّ أَذًى وَلاَ تَعْذِيبُ فَأَبَى الْمَغِيبَ وَإِنْ أَتَاهُ مَغِيبُ لَمْ يَثْنِهِ خَوْفٌ وَلاَ تَرْهِيبُ! سَطَعَتْ عَلَى الدُّنْيَا، وَنَفْحُكَ طِيبُ يَجْلُوهُ نُورٌ سَاطِعٌ وَمَهِيبُ ظَنًّا، وَلَكِنَّ الظُّنُونَ تَخِيبُ سِيَّانِ فِينَا صَادِقٌ وَكَذُوبُ بِجِهَادِهِ الْأَشْيَاءُ وَهْيَ غُيُوبُ! كُلُّ الْأَسَى وَالْحُزْنِ فِيكَ يَطِيبُ تَبْنِي الْخُلُودَ وَمَا اعْتَرَاكَ لُغُوبُ مِنْ كُلِّ أَلْوَانِ الْعَذَابِ ضُرُوبُ وَالظُّلْمُ يَحْكُمُ وَالزَّمَانُ عَصِيبُ وَمُنَاكَ فِي قَلْبِ الشُّجُونِ رَحِيبُ وَالْبُعْدُ عِنْدَكَ فِي الزَّمَانِ قَرِيبُ إِنَّ الْعُلاَ لِمَنِ ابْتَغَاهُ مُجِيبُ وَالشَّعْبُ إِنْ نَشَدَ الْحَيَاةَ مُصِيبُ لاَ بُدَّ يَوْمًا يَخْتَفِي وَيَغِيبُ وَالدَّهْرُ دَوْمًا سَالِبٌ وَسَلِيبُ يَجْلُوهُ صُبْحٌ مِنْ سَنَاهُ عَجِيبُ! نُورًا بِنَصْرِ اللَّهِ بَاتَ يُهِيبُ! يَكْسُوهُ بُرْدٌ مِنْ سَنَاكَ قَشِيبُ وَاللَّيْلُ إِنْ طَالَ الظَّلاَمُ كَئِيبُ! وَالْعَيْشُ فِي كَنَفِ الظَّلاَمِ رَتِيبُ! وَالْخَوْفُ خُسْرٌ كُلُّهُ وَرُسُوبُ إنَّ الْأَبِيَّ عَلَى الْجِهَادِ دَؤُوبُ كَلاَّ وَلاَ غِرَّ الرِّجَالِ يُثِيبُ! شَعْبٌ أَشَدُّ عَلَى الطُّغَاةِ حَبِيبُ! وَزَكَا بِهَا بَيْنَ الْقَرِيضِ أَدِيبُ كَالنَّهْرِ غَمْرًا مَا اعْتَرَاهُ نُضُوبُ يَأْبَى الْخُضُوعَ لِأَمْسِهِ وَيَتُوبُ تُرْضِيكَ مَا هّبَتْ صَبًا وَجَنُوبُ | لَهِيبُ!