الأُمَّةُ الثَّكلَى... وعُدَّتُها!
31كانون22015
شريف قاسم
| الأُمَّةُ الثَّكلى ، وطالَ رقودُهـا واسودَّ وجهُ شموخٍها ، فتراجعتْ وهُويَّةُ الإسلامِ يُطمسُ فضلُها ومعاولُ السُّفهاءِ تهدمُ ركنَها واليوم حربٌ عالميٌّ : بأسُهـا جدَّتْ عداوتُهم ، وجدَّ فسادُهم جاؤوا على الإسلامِ بالنَّارِ التي عفوًا رسولَ اللهِ : مسراكَ الذي يغتالُه علنًـا هناك تآمرٌ وجنائنُ القيمِ المقدسةِ اختفى وطوى بديجورِ النَّوائب شيخُها وأسيرُها في القيدِ كبَّله به وعلى المآقي ظلمةٌ ، وضلالةٌ والشَّجوُ في صدرِ اليتامى ، والأسى لم يبقَ في أكنافِها من منزلٍ فهم اليهودُ استأسدوا في أرضِنا فقديمُها يرنو بِعَيْنَيْ ذاهلٍ والهولُ يحجبُ ، أو يَوَدُّ بليله لابوركَ الجبناءُ في يوم اللقا الصِّيدُ جندُ المجدِ هم أجنادُها تسقي مرابعَهم شريعةُ ربِّهم أصحابُ أحمدَ لم تغبْ عزماتُهم وَسُمُوُّ غايتِهم ، ونبلُ إبائِهم السَّابقون وفي قراءةِ سِفرِهم السَّابقون الأوَّلون وقصَّةٌ نصروا الذي لم ننتصرْ لرسولِه فهو النَّبِيُّ إمامُهم ، ولِحبِّه منهاجها القرآنُ ضيَّعناهُ إذْ تلك النًُّفوسُ المؤمناتُ بربِّها صبرتْ على البأساءِ حبًّا بالهُدى مافتَّ في أحنائِها ظمأٌ ولا أو أخَّرَتْها عن مقارعةِ العِدا سمعتْ منادي الغيبِ يدعوها إلى يوم اصطفاها ربُّها فتباشرتْ لم ترضَ بالطاغوتِ ربًّا أو رأتْ عزَّتْ بمعرفةِ الإلهِ فمـا خبـا قويت أواصرُهم بظلِّ عقيدةٍ وهي المُنى في الوعدِ زيَّنها لهم يستبشرون بنعمة لم تنصرم وهو الثَّباتُ فما لنفسٍ أدبرتْ وهو الولاءُ ، وما لديه روايةٌ يبقى لهـا اسخلافُها في الأرضِ لم هي غفوةُ العاني الجريحِ ، وردُّها الله مولاها ولا مولى لمَن هي أُمَّـةُ الإسلامِ آنَ أوانُهـا قد أنهكتْهـا نازلاتٌ مُـرَّةٌ هبَّت ونقمتُها على مَن باعها واغتالها يومًا لغفلتها ، وكم يا أُمَّـةً بطرُ الهوى أوهى بنيها ... إنَّ الهوى المذمومَ مقتلُ أُمَّةٍ ولقد غوتْ ، إنَّ الغوايةَ منزلٌ وتَكَتُّمُ الحسراتِ ألهبَ صدرَها ويعزُّ ــ أن يحيا المريضُ ــ لرفعةٍ أَوَيَنْشُدُ العلياءَ مَن ذمَّ النُّهَى أو لانَ للغيدِ اللواتي عِشْنَ في أو صـدَّ عن وحيِ السَّماءِ فما درى أو أبغضَ القيمَ الحفيَّةَ بالعلى كم ذاقت الويلاتِ منه ، وكم شكتْ في صدرِها منه مرارةُ مبتلَى للجائرين وقد تسعَّرَ ظلمُهم فإلى متى نغضي ونركعُ للعِدا وإذا بها انتفضتْ سواعدُ أُمَّةٍ بالبيِّناتِ المنزلاتِ يُفَكُّ من لايرهبُ الأعداءُ إلا أهلَها هي شِرعةُ العدلِ التي يرعى لهم لم ترضَ بالتَّفنيدِ يهزأُ أهلُه فالأمَّة الثَّكلى وهاهي مزَّقتْ الجاهليةُ عشعشتْ في عالَمٍ والعنصريةُ لليهودِ بضاعةٌ وهم الشَّراةُ فلا أبا لَهُمُو وقد جاؤوا بعلمنةٍ تنفَّسَ دونها وقد انتضتْ أضغانَها ، وسعت بها جمعتْ ثعالبَها لتمزيقِ الهدى وتمايلتْ زهوًا مجامعُها التي إذْ غاضَ ماجلبتْه من عُبُبٍ ومن ستدقُّ أيدينا صناعةَ غيِّهم هي أمَّتي هبَّتْ ويحدوها الهدى هذا مداها : رحمةٌ ومودةٌ وهناك لم تُطمسْ ضراوةُ بأسِها أما شريعتُها فذاك رفيفُها تبًّـا لهم أعداء أمتنا فكم يومَ اصطفاها البارئ الأعلى نأى تَبًّا لأوروبا فموقفُها التوى مكيالُها ماكان يومًـا منصفًا قد حاولت في ( يَرفن ) صبغَ الرؤى فأتتْ لمؤتمر الجنوب تشينه تبَّتْ يداها مَعْ يَدَيْ واشنطنٍ والأُفعوانُ وكيف يُخفي نابَه هي لعبةُ الأمم التي عبَّتْ أذىً دافوا به هذي الحضارةَ إنها إذ مازجوها بالسَّفاهةِ والشَّقا وتشعَّبَتْ منها مذاهبُ جَوْرِهم القوةُ الحمقاءُ في يـدِ مجرمٍ ومغالطٌ فيها يبثُّ سمومَه أمسى عدوَّ اللهِ وَهْوَ نُفايةٌ ماضرَّ دعوتَنا لئيمٌ حاقدٌ ستعودُ بالإسلامِ أُمَّتُنا ولن والشَّرُّ يوبقُ أهلَه مهما طغوا فالنَّاسُ بالذِّكرِ المبينِ استأنسوا بشِّرْ طغاةَ الأرضِ أنَّ فصولَهم واللهُ يمهلُ إن طغى طاغٍ ولا | وتطاولتْ بالنَّـازلاتِ عهودُهـا إذْ لـم تَسِرْ بهُدَى الحنيفِ وفودُهـا حيثُ الهوانُ مدى السنين حفيدُهـا! ولقد توجَّعَ من أذاهم جيدُهـا وعلى المثاني برقُها ورعودُها بئس الحضارةُ شرُّها ووعيدُها دارتْ لظىً والمسلمون وقودُهـا قد باتَ في أيــدٍ يعيثُ يهودُهـا والقدسُ يأسرُهـا هنا تنهيدُها ياسيٍّدي من كيدِهم تغريدُها وبكى لبطشِ المجرمين وليدُها وَهَنٌ تُصَنِّعُهُ ــ امتثالا ــ غيدُها غذَّى مفاسدَها الكبارَ عبيدُها عانى توقُّدَه الشَّديدَ وريدُها إلا وأوردَه الدَّمارَ حديدُها والأُمَّةُ الثَّكلى تغيبُ ردودُها والذُّلُّ في زمنِ الهوانِ جديدُها أن لايرى وجهَ الضُّحَى غِرِّيدُها والسَّاحُ تسألُ : أين ولَّى صِيدُها طوبى لأُمَّتِهم تعودُ بنودُها فزهتْ وقد سُقِيَتْ هنالك بيدُها أسيافُها ــ يوم الوغى ــ وقصيدُها والرحمةُ المزجاةُ هلَّ نضيدُها نَبَأٌ قراءتُه يطيبُ فريدُها للمبتَلَين يهمُّهم مقصودُها فخبتْ عزائمُنا ، وولَّى صيدُهـا جادتْ نفوسٌ عزُّها محمودُهـا عميتْ عيونٌ ، فالسَّرابُ حدودُها قد كان للدِّينِ الحنيفِ نشيدُها فَسَمَتْ مطامحُهــا وطابَ صعودُها أوهى الخطى نصبٌ فرقَّ قعودُها آثارُ مخمصةٍ يطولُ شديدُها عَدْنٍ ففيها أمنُها و خلودُها أيَّامُهـا إذْ ربُّها معبودُهأ في غيرِ شِرعتِه يُنالُ رغيدُهـا ألقُ المفازةِ أو نأى أملودُها فالحبُّ ــ في الله العظيمٍ ــ يقودُها ربُّ البريَّةِ ، والتَّقيُّ سعيدُها أيَّامُها في عيشِهم وعقودها إلا التَّبارُ يسوقُها ويبيدُهـا أخرى لأُمَّتِنا ترفُّ بنودُهـا يطمسْهُ مابين الأنامِ ركودُهـا أملٌ يجددُ نهجَهـا ويعيدُهـا بالشَّرِّ والمكرِ القبيحِ يريدُها واشتدَّ في زمنِ الملاحــمِ عودُها حاشا وكلا لن يطولَ هجودُها إذْ غـرَّه ــ بئس الغرورُ ــ قعودُها قد رامَ كسرَ القيدِ قبلُ جَهيدُها ... فانثنى عمَّا يُرامُ صعودُها حُفرتْ ــ بأيدي العايثين ــ لحودُها فيه يُعشعشُ بؤسُها وسهودُها وأذابَ طيبَ العيشِ فيه رقودُها رفَّتْ بأيدي الأقوياءِ بنودُها فجفاه في زمنِ الوفا عنقودُهـا لهوٍ وفي دنيا يُغَرُّ عميدُها أنَّ المثاني للفلاحِ نضيدُها واشٍ بأمته قلاهُ حميدُها وفِعالُه بئستْ ، وبئسَ جحودُها هيهات يشفي الطامعين حصيدُها هممُ الرجالِ وبينهم صِنديدُها ويغلُّ أيــدٍ في الوغى رعديدُها أغنى مطارفَها الحِسانَ عديدُها وَهَنٍ ومن قيدٍ لها مصفودُها فَهُمُ الجحاجحُ في الحِمى وأُسودُها أمنَ المعيشةِ في الحياةِ سديدُها أو يرضَ بالتَّضليلِ جلَّ تليدُها قرطاسَهم فبه دحـا تفنيدُها جرَّتْهُ نحو الموبقاتِ يهودُها مردودةٌ وإلى الفنا قِنديدُها (1) ذهبتْ بصائحةِ الهلاكِ ثمودُها (2) قومٌ فأفجعهم هناك نفودُها يرمي العبادَ بخبثِه تنكيدُها إذ زُيِّنتْ بالموبقاتِ مهودُها ضمَّ الفجورَ قديمُها وجديدُها فتنٍ تراخى عندها معمودُها (3) دقًّـا ويُسحقُ في غدٍ جُلمودُها فتكسَّرَتْ دون الخلاصِ قيودُها ولديهمُ لم يَخفَ بعدُ رصيدُها يوم اللقاءِ ، ولم يهنْ صِنديدُها جنَّاتُ عدْنٍ ماذوى موعودُها (4) مكروا ولكنْ ردَّهم توحيدُها ظلمُ البريَّةِ وانزوى ملدودُها (5) وطوتْهُ أطلابَ الضِّعافِ قيودُها فالسُّقمُ أجراهُ الوريدُ وريدُها برقيقِ وشيٍ يومَ عثَّ جديدُها (6) من حيثُ أضعفه هناك وعيدُها فهشيمُ لعبتِها البغيضُ حصيدُها والسمُّ فاضَ ، وإنَّه تهديدُها لكنَّه هو نَتْنُها وصديدُها شؤمٌ علينا يوم جاءَ بريدُها فكبا على صدرِ الشعوبِ شديدُها وجرى على جسدِ الشعوبِ مُبيدُها لايُرتَضَى بين الأنامِ وجودُها فاستُلَّ من أضغانِه مغمودُها بئستْ رداءَتُها ، وبئس مزيدُها (7) أو طغمةٌ تاهت ، وتاهَ جنودُها يبقى مضلٌّ في الحياةِ يقودُها والدِّينُ للقيمِ الحِسانِ يُعيدُها (8) وبداره تحلو المنى ونَشيدُها ولَّتْ ، وأُخمدَ في الورى أُخدودُها يُعطَى لدنيا الظالمين خلودُها |
هوامش :
قنديدها : أحلى ماعندها
الشَّراة : الممعنون في الفساد والإجرام
العُبُب : الماء الغزيز المتدفق * والمعمود : مَن هدَّه الشوق .
الرفيف : الأرض الخصبة النديَّة
الملدود : شديد العداوة للناس
(يرفن): مدينة في دولة جنوب أفريقيا عُقد فيها مؤتمر محاربة العنصرية (كما يقولون!)
النُّفاية : ما يُرمى لرداءته
يوبق : يهلك
