شمس الهدى
31كانون12011
عبد الباقي عبد الباقي
في ذكرى المولد النبوي الشريف
عبد الباقي عبد الباقي / سوريا-دير عطية
[email protected]
هـز القريض مشاعري فشجاني وسـرت بـجـسمي نفحة قدسية فـالـيـوم مـيـلاد النبي محمدٍ كـانـت بلاد العرب أخت جهالةٍ فـشـريـعة الغابات تحكم بينهم سـلـبٌ ونـهبٌ واقتراف رذيلةٍ وأد الـبـنات عزيمة في عرفهم لـم يـعـرفوا للمجد معنى سامياً حـتـى أتى من بينهم علم الهدى فـاجتث أصل الشرك من ديجوره ودعـا جميع الناس في أمصارهم لـرسـالـة الإسلام في توحيدها فالله فــردٌ واحــدٌ ومـنـزهٌ والأمـر بـالمعروف أصل دعائه ومـكـارم الأخـلاق عظم شأنها وقـضـى بـخير الوالدين كليهما خـفـض الـجناح أمامهم في ذلةٍ وكـفـالـة الأيـتـام من أخلاقه فـكـلاهـمـا فـي رتبةٍ علويةٍ سـاوى جـميع الخلق تحت لوائه لا فـضـل لـلعربي عن إخوانه ورعـى عـهـود الله في أديانه إذ قـال فـيـنـا مـنذراً متوعداً ودعـا لـمـنع الظلم في أشكاله إن الـفـواحـش كـلها رجسية والـعلم في الإسلام فرضٌ واجبٌ فـالـمـسـلمون جميعهم طلابه إن الـتـواضع والشهامة والقرى والـعـهـد فـي إخلاصه ووفائه أمـا الـشـهـادة والـجهاد فإنها سطعت على الأكوان شمس محمدٍ واخـضرت الأشجار في أوراقها فـتـعـانـقت أغصانها وتمايلت وعـلت فروع النخل نحو سمائها رقصت طيور الروض في أجوائها وتـناوحت ورق الحمام وأنشدت حـور الـسماء تباشرت وتهللت ومـلائـك الـرحمن في عليائها أصـقـاع مـكـة والبقاع وطيبةٍ فـسـنـا ضياء الله في كل الدنى جـاء الـنـبـي فلم يعد لضلالةٍ كـسـرى تـزعزع ملكه وبهاؤه وتـهـاوت الأصـنام مؤذنة بما إبـلـيـس نـادى بالثبور لنفسه فـبـكـى وناح على الدنية قائلاً إن الـفـضـيـلة نبعها ومعينها ارجـع إلـى الـتاريخ في أمجاده فـي الـقـادسـية عزنا وفخارنا اسـأل مـليك الفرس عن أبطالنا يـنـبوك كيف تحطمت وتناثرت فـعـلا كـتـاب الله في جنباتها واسـأل هرقل الروم عن فرساننا كـروا على الرومان في أصفادهم فـعـلت بلاد الشام رايات الهدى واسـأل الأبـطـال فـي حطيننا كـيف اصطلى بجحيمها وسعيرها كـيـف انحنت هاماتهم وتعفرت لـبسوا ثياب الخزي في جبروتهم عـادت إلى القدس الشريف سماته دوى نـداء الـحـق في أرجائها واسـأل أسـود الفتح في قسطينةٍ دكـوا حصون الكفر في أوكارها واسـأل عن الشجعان في تاريخنا عـمـرٌ، عليٌ، والزبير، وحمزةٌ سـيـف الإلـه، أبو المكارم خالدٌ مـن خـلـد الـتاريخ عزة قوله سـعـدٌ، وزيـدٌ، رافـعٌ، وأسامة والأشـعـري، وطـلحة، وسراقة مـوسى، وعقبة، والهمام، وطارقٌ وكذا صلاح الدين من خضعت له هـذي رجـال الله آسـاد الحمى نـشـروا على الدنيا رسالة أحمدٍ ومـن الجنوب إلى الشمال بأسره مـلـؤوا ديـار الله عدلاً خالصاً لـم يـشـهد التاريخ أبسل منهم فـهـم الـكـماة ليوثنا ونسورنا وهـم أسـود الحق أبطال الحمى يـا سيد السادات يا شمس الهدى جـئـت الـورى برسالةٍ أركانها فزهت على البطحاء أشرف دعوةٍ إنـي لأحـنـي هـامتي لمقامكم وأمـرغ الـوجـنات في أعتابكم أرجـو الـشفاعة من ذنوبي كلها صـلـى عليك الله يا علم الهدى صـلـى عليك الله ما قرأ الورى مـني السلام عليك ما هب الصبا إنـي لأفـخـر بـالربيع، فشهره يـكـفـيـه فضلاً أنه شهد العلا بـولادة الـمختار طه المصطفى فـلـيـشـهـد الثقلان أني مسلمٌ | فـغـدا يـزغـرد بالفخار وسـمـا الـفؤاد بروضة الرحمن خـيـر الأنـام وسـيـد الأكوان تـطـغـى عليها نزعة الشيطان بـسـيـادة الأقوى وظلم الجاني وعـبـادة الأصـنـام والأوثان مـن غـيـر ذنبٍ قد جنته يدان غـيـر الوغى والخمر والنسوان فـأقـام مـجـداً عـالي البنيان ومـحـا ظـلام عـبادة الأوثان مـن سـائـر الأجناس والألوان رب الأنـام وخـالـق الأكـوان عـن أي نـدٍ أو نـظـيـرٍ ثان بـالـوعـظ والإرشاد والوجدان بـالـعـدل والإقساط في الميزان بـالـبـر والإجـلال والإحسان خـيـر الـدعاء وطاعة الرحمن فـكـفـيـلـهـم ومـحمدٌ سيان فـي جـنة الفردوس والرضوان فـي كـل حـقٍ، دونـما إذعان فـالـفـضـل بالتقوى وبالإيمان لا جـور، لا إكـراه فـي الأديان مـن آذى ذمـيـاً فـقـد آذاني ونـهـى عـن الأحقاد والأضغان فـهـي الـسبيل لمذهب الشيطان مـنـذ الـرضـاع إلى لقا الديان مـا بـيـن تـلـميذٍ وشيخٍ حان والـرفـق بـالإنـسان والحيوان هـو مـنـهـج الإسلام والقرآن بـاب الـسـماء لجنة الرضوان فـازدانـت الـدنـيا بثوبٍ قان وزهـت بـزهـرٍ وارف الأفنان طـربـاً كـمـيس الهائم الولهان ولـهـاً يـحـاكي نشوة اللهفان وشـدت بـفـخر أعذب الألحان أحـلى القصائد فوق غصن البان شـوقـاً كـشوق الصادي الظمآن غـنـت بـفـخـرٍ نغمة الآذان أضـحـت مـناراً شامخ البنيان فـرحـاً بـمـولـد أحمد العدنان ذكـرٌ، ولا شـأوٌ عـلى الإنسان واهـتـز صرح العرش والإيوان آلـت إلـيـه شـريـعة الكهان وبـخـيـبـة الآمال والخسران الـيـوم زالـت دولـة الشيطان حـرم الـمـساجد معهد الفرسان تـجـد الـدليل وأصدق البرهان فـيـهـا دحرنا جيش نوشروان واسـأل عـظـيم الرتل والدهقان تـحـت الـسنابك دولة النيران وسـمـت تـرفرف راية القرآن فـي حـومـة اليرموك والوديان جـزوا جـذور الـظلم والطغيان حـظـيـت دمشق بنعمة الإيمان اسـأل فـلـول الكفر والصلبان جـيش الصليب وعسكر الرهبان بـتـرابـها، يوم التقى الجمعان جـروا ذيـول الـعار والخذلان فـي مـوكـب الإسلام والركبان الله أكـبـر، دعـوة الإيـمـان يـنـبـيك عنهم قيصر الرومان عـم الـسـلام سـواحل البلقان فـي سـائـر الأمصار والبلدان وأبـو عـبـيـدة قاهر الرومان مـاحـي ظلام الشرك والطغيان ذهـب الكرى من عين كل جبان وأبـو قـتـادة سـيـد الفرسان دحروا المجوس وجيش نوشروان هـادي بـلاد الـسند والقيقان(1) هـام الـعـلـوج وسادة الصلبان صـيـد الوغى في حلبة الميدان بـالـشرق، حتى الصين والأفغان حـتـى بـلاد الـغرب والبلقان حـمـلـوا لـواء كتائب القرآن فـي الـذود عـن قدسية الأوطان وهـم الـتـقـاة مشاعل الإيمان جـنـد الرسول وعسكر الرحمن أنـت الـرسـول وسيد الأكوان عـدل الـسـماء وصالح الإنسان بـتـرت جذور الرجس والأدران فـمـقـامـكم عالٍ عظيم الشان كـالـطـفـل، قام أمامه الأبوان يـوم الـحـسـاب بساحة الديان مـا غـنـت الأطيار في الأكوان آي الـكـتـاب وسـورة الفرقان فـوق الـربـا وشـقائق النعمان خـيـر الشهور وأفضل الأزمان بــولادة الأخـلاق والإيـمـان وحـضـارة الإسـلام ذي القرآن مـجـدي وعـيدي مولد العدنان | لساني
(1) بلاد القيقان: خراسان