خَرْبَشةٌ عَلى صَفْحَةِ الْمَوْجِ
عبد الله فراجي
1-----
كَلِمَاتٌ تُزْهِر مِنْ جُنْحِ الظَّلماءِ..وَ تَعْبُر فِي رَمْضاءِ جُنونِ اللَّيلِ..
لتَنْضَح فِي مَوْجٍ .. مِنْ خارِطَةِ الْمَاءِ الْمُتَكسِّر.. في وَطَنٍ لِلْخوْفِ الصَّارِخِ ..
فِي الطُّهْرِ الْمُسْتَنْزَفِ..
تَحْتَ سُدولِ اللَّيْلِ الْخَائِفِ ..
أحْيَانًا..
تَنْهَارُ..
كَما الأَشْجار،
تُسافِرُ خَلْفَ جِدَارٍ ..
فِي رِحْلَةِ صِبْيَانٍ يَهْوونَ الإبْحَارَ الْمَمْنُوعَ .. وَ يَهْوونَ الْجَسَدَ الْمُتَجَدِّدَ في طُرُقِ اللَّيْلِ الْمَسْكُونَةِ بِالأشْبَاحِ.. وَ يَهْوَوْنَ الْمَطرَ المُتلاطم لَيْلاً فِي الصَّحْراءِ..
خُيوطُ الْفَجْرِ تَعالتْ رِيحًا فِي شَطَحاتِ الْغِرْبانِ الْمُتَجَبِّرَةِ ..
مَدَّتْ جِسْرًا..
شَفَقًا ..
نَهْرًا..
فِي سِحْرِ دِمَشْقَ،
تَحَدَّتْ بُومَ اللَّيْلِ الْخَائِنِ..
عَصْفًا..
دَكًّا،
فَانْكَشَفَتْ تِرْسانَةُ هُولاَكُو..
وَ شِعارَاتُ الزَّمنِ الْيَحْمُومِ ،
كِتَاباتُ الطمي الْعَبَثيِّ..
عَلَى سِرْدَابِ الشهوة و الإقصاء..
عَلىَ صَفَحاتِ مَدائِنَ مِنْ قَصَبٍ.
2-----
مِنْ سَاحَاتِ الْعِشْقِ الْمَنْقُوشِ وُرودًا ،
في سَعْفَاتِ النَّخْلِ الْباسقِ..
يَا دِرْعَا،
فِي خَرْبَشَةِ الأَطْفالِ،
كٍتاباتُ الزّمن المحْجُور،
على شُرُفاتِكِ..
يَا دِرْعَا..
في مُدنٍ رفلتْ عِطْرا..
في لَوْحَة رَسّامٍ،
دَاسَتْهَا أَقْدَامٌ مِنْ خَشَبٍ،
وَ طَوابِيرُ الْعَسَسِ،
خطَفَتْهَا أَعْيُنُ نَاطُورٍ..
عَبرتْ فِي نَهْرِ الفَرْحَةِ وَ الإعْصَارِ..
جَرَفَتْهَا عَاصِفَةٌ كُبْرَى،
فِي قَلْعَةِ كِسْرَى،
فِي بَحْرِ الظُّلمِ،
أَذْكَتْهَا مَوْجَاتٌ تَتْرَى،
بِرَذَاذِ الْمَوْجِ الْغَاضِبِ..
فِي شُطْآنٍ تَحْتَضِرُ..
فِي صُبْحٍ هَذا الْمَوْجُ سَمَا..
يَتَعَطَّرُ بِالأَنْوَاءِ..
يُعانِقُ خَيْلَ صَلاحِ الدِّينِ..
يُصَلِّي فِي غَيْمٍ مِنْ عَاصِفَةِ ،
بصَلاة تَهْدِرُ صَارخةً بالْخِصْبِ..
تَعالَتْ دِرْعًا يَا دِرْعَا،
وَ قِلاعًا ..
أَشْجارًا ..
مَطرًا..
فِي مَوْكِبِ تَأْبِينٍ لِبَلابِلَ ثائِرَة ،
يَتَهَجَّى لَمحَةَ شَمْسٍ تُشْرِقُ سَاطِعَةً..
تَتَوَهَّجُ فِي الطُّرُقاتِ.